4 أطباء شرعيين فقط في السويداء .. أجرة كشف الطبيب الشرعي 250 ل.س

| السويداء- عبير صيموعة

يبدو أن عدم اتخاذ الإجراءات المشجعة والمنصفة من تعويضات وحوافز وتفرغ وأجور تنقل وغيرها سواء من وزارة الصحة أم وزارة العدل…. حال دون تشجيع الأطباء على التوجه نحو اختصاص الطب الشرعي وخاصة مع ما تتميز به طبيعة العمل من مشاق وخطر وخاصة أن هؤلاء الأطباء يتعاملون مع جثث عالية الخطورة (أشلاء متفحمة- متعفنة..) والحاملة لأمراض وفيروسات خطرة.
ويؤكد رئيس مركز الطب الشرعي في السويداء الدكتور أكرم نعيم أن مركز الطب الشرعي يعاني قلة الأطباء وخاصة نتيجة الأزمة حيث لا يوجد سوى أربعة أطباء شرعيين في المحافظة، موضحاً أن عدم وجود الحوافز والتشجيع من الوزارات المعنية بعمل الأطباء أدى إلى عدم وجود رغبة لدى الأطباء الجدد في التسجيل بالطب الشرعي وهذا يترتب مستقبلاً عدم وجود أطباء شرعيين جدد وخاصة أن الأطباء الحاليين في المركز قد تجاوزت أعمارهم الخمسين عاماً حيث بات من الضروري اتخاذ الإجراءات المشجعة التي تدفع الأطباء إلى الدخول إلى هذا الاختصاص، من خلال التعويضات ورفع الأجور وتأمين التنقلات والتفرغ للتشجيع على التوجه لهذا الاختصاص، لافتاً إلى أن أجرة الطبيب في الكشف على أي جثة لا يتعدى 250 ل.س مع الإشارة إلى خصم 25 ل. س من ذلك الأجر الشحيح كضريبة؟
ويشير نعيم إلى معاناة أخرى يتعرض لها عمل الطبيب الشرعي وهو وجود حالات مرضية عديدة في المشفى تحتاج إلى طبابة شرعية وكشف من أطباء اختصاصيين إلا أنه وجراء قلة عدد الاختصاصيين فضلاً عن عدم توافرهم بالشكل اللازم ونظام عملهم في المشفى الذي ينتهي تقريباً عند الساعة الحادية عشرة ونصف صباحاً ما يؤدي إلى عرقلة عمل الطبيب الشرعي نظراً إلى حاجة المصاب إلى البت بحالته الصحية لارتباطه بإجراءات قضائية معينة لا تحتمل التأخير.
وأكد نعيم ضرورة اتخاذ الإجراءات السريعة لإنصاف الأطباء الشرعيين والأخذ بالحسبان الأمراض والمخاطر والتعب الذي يصادفه هؤلاء جراء تعاملهم مع الجثث وما تحمله من أمراض وفيروسات.
وأشار نعيم إلى أن الجانب المضيء في عمل مركز الطب الشرعي المحشور في أحد ممرات المشفى الوطني يتمثل بتزويد المركز بمولدة كهربائية خاصة بالطبابة الشرعية لزوم المشرحة والبراد عن طريق هيئة الطب الشرعي واللجنة الدولية للصليب الأحمر، موضحاً أن هذا الإجراء جاء نتيجة الضغط المتزايد على المشفى الوطني وأجهزته ولا سيما أثناء انقطاع التيار الكهربائي، لافتاً إلى أن عدد المصابين الذين جرى الكشف عنهم ومعاينتهم في مركز الطباية الشرعية في السويداء العام الماضي 1461 مصاباً منهم 1261 مصاباً من الأحياء و200 من الوفيات حيث سجلت حوادث السير النسبة العليا بين هؤلاء المصابين والبالغة 310 مصاباً سجل المركز 61 حالة وفاة منهم.