سورية

وصل إلى مثلث تدمر ويتقدم على محاور بمحيط المدينة.. وغاراته متواصلة على مواقع «النصرة» في أرياف حماة وإدلب … الجيش يسيطر على 90 بالمئة من مزارع القابون

| حماة – محمد أحمد خبازي – حمص – نبال إبراهيم – دمشق- الوطن – وكالات

واصل الجيش العربي السوري تقدمه على حساب تنظيم داعش الإرهابي في ريفي حمص وحماة بموازاة تقدمه في حي القابون شرق العاصمة على حساب جبهة النصرة وحليفاتها من الميليشيات التي ردت باستهداف الأحياء السكنية بدمشق.
وبحسب نشطاء على «فيسبوك» رد الجيش على رفض ميليشيات برزة والقابون عرض المصالحة الذي تقدم به الجيش لهم وواصلت وحداته أمس التقدم في مزارع القابون «لتسيطر على 90 بالمئة منها».
ورداً على تقدم الجيش حاولت مواقع المعارضة تشويه سمعة الجيش وحلفائه بزعم أن الجيش استهدف حي القابون «بعشرات الصواريخ من طراز أرض- أرض، والقذائف المدفعية، ما أدى لوقوع إصابات بين المدنيين»، وأن «قوات النظام استقدمت تعزيزات عسكرية إلى محيط الحي» من دون أي اعتراف بتقدم وحدات الجيش إلى تلك المناطق إلا أنها أقرت بأن الحملة العسكرية على حي القابون تأتي بعد رفض المسلحين عرض اتفاق المصالحة من الدولة من خلال عملية تفاوضية جرت بإشراف وفد روسي. وإلى الجوار من الحي واصل الطيران الحربي دك معاقل «النصرة» وحلفائها من الميليشيات المتحالفة معها في مدينة دوما، ومنطقة المرج في القطاع الأوسط من الغوطة الشرقية ولاسيما في بلدتي النشابية وحزرما، رغم أن مواقع المعارضة حاولت الترويج لفكرة وجود مدنيين في البلدتين وهو ما يجافي الحقيقة لأن «النصرة» وحلفاءها هجروا المدنيين من البلدتين منذ مدة طويلة.
وعلى حين لم تستطع الميليشيات الوقوف في وجه تقدم الجيش ردت بقذائف على العاصمة، حيث نقلت وكالة «سانا» للأنباء عن مصدر في قيادة شرطة ريف دمشق بأن «المجموعات الإرهابية المنتشرة في حي القابون ومنطقة الغوطة الشرقية استهدفت منازل المواطنين في ضاحية حرستا السكنية بعدد من القذائف الصاروخية ما تسبب بإصابة 10 أشخاص بجروح ووقوع أضرار مادية في المنازل والممتلكات والبنى التحتية للضاحية السكنية». بدوره ذكر مصدر في قيادة شرطة دمشق أن «مجموعات إرهابية أطلقت 3 قذائف على حي المزة 86 السكني ما تسبب بأضرار مادية في منازل المواطنين وممتلكاتهم من دون وقوع إصابات»، قبل أن يؤكد نشطاء على «فيسبوك» استشهاد امرأة وإصابة آخرين جراء سقوط قذيفة على الحي المذكور.
وفي حمص أكد قائد فوج مغاوير البادية لـ«الوطن»، أنه وبعد معارك طاحنة تكبد خلالها تنظيم داعش الإرهابي خسائر كبيرة بالأرواح والعتاد والآليات تمكنت وحدات مشتركة من الجيش والفوج واللجان الشعبية من إحراز تقدم نوعي وتقليص المسافة الفاصلة بين القوات العسكرية ومدينة تدمر إلى أقل من 5 كم بعد تمكنها من الوصول إلى مثلث مدينة تدمر وتثبيت مواقعها وتعزيزها بمحيط المثلث وبمدرسة السواقة ومنطقة المقالع الرخامية وتلة السيريتل التي تمت استعادة السيطرة عليها خلال العمل العسكري المباغت منذ فجر يوم أمس.
وبين أن قوات عسكرية أخرى مشتركة من الجيش والفوج وباقي القوى الرديفة تابعت عملياتها العسكرية على محور سلسلة جبال الهيال وحقل المهر النفطي وتمكنت من التقدم باتجاه الهيال والسيطرة على جميع الجبال والنقاط المشرفة على الحقل.
وأشار قائد الفوج إلى أن الوحدات العسكرية وقوات الفوج لم تعمل على تثبيت مواقعها ونقاط تقدمها في منطقة مثلث مدينة تدمر لأنها ستكون عرضةً لنيران التنظيم من جبال الهيال، بل تراجعت بعد وصولها للمثلث لتتمكن من الابتعاد عن نيران العدو وتحصين مواقعها وتعزيزها لتكون بدورها هذه المواقع نقاط هجوم جديدة باتجاه تحرير مدينة تدمر بالكامل.
وأضاف قائد الفوج: إن قوة عسكرية نوعية من عناصر الجيش والفوج تمكنت خلال توغلها على اتجاه مثلث مدينة تدمر من تدمير دبابتين وعدة عربات مزودة بمدافع 57 ورشاشات 23 و14.5 مضادة للطيران والقضاء على جميع طواقمها.
من جانبه أكد مصدر عسكري في ريف حمص لـ«الوطن»، أن وحدات من الجيش بالتعاون مع القوى الرديفة واللجان الشعبية أحكمت أمس سيطرتها الكاملة على جميع النقاط الحاكمة والمشرفة على حقل المهر للغاز ومنطقة المقالع الرخامية ومدرسة السواقة والطريق الواصل بين سد ووادي أبيض بعد معارك عنيفة مع إرهابيي داعش أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من مسلحي التنظيم.
من جانبه، واصل الطيران الحربي السوري سلسلة غارات جوية على مناطق سيطرة داعش ومحاور تحركات مقاتليه على امتداد خطوط التماس وفي مدينة تدمر وبمحيطها وعلى الطريق الواصل ما بين تدمر وبلدة السخنة وفي قرى الهبرة الغربية والطفحة ورسم السبعة ورسم حميدة وجباب حمد والباردة وتلال رجم القصر وتلال المشيرفة وشرقي بلدة جب الجراح بريفي حمص الشرقي والجنوبي الشرقي دمر خلالها عدداً كبيراً من العربات المدرعة وعدة مقرات للتنظيم وقضى على العشرات من عناصره وجرح آخرين. و على خطٍ مواز قصف الجيش بسلاحي الجو والمدفعية الثقيلة مواقع ومعاقل «جبهة النصرة» وميليشيات «حركة أحرار الشام الإسلامية» و«رجال الله» في حي الوعر الواقع غربي المدينة وفي قرى الفرحانية والغنطو ودير فول وبلدة تلبيسة بريف حمص الشمالي مكبداً تلك التنظيمات الإرهابية خسائر فادحة بالأرواح والعتاد والآليات.
إلى ذلك قصف الجيش بنيران مدفعيته تحركات لمسلحين بريف حماة – الغاب يرفعون شارات «النصرة» في قرى الحويز وجسر بيت الراس والحمرا ما أدى إلى مقتل العديد منهم وإصابة آخرين إصابات بالغة، على حين قتلت وحدات مشتركة من الجيش والقوات الرديفة، العديد من الإرهابيين في ريف حماة الشمالي عرف منهم الإرهابي عبد القادر عبد الكريم أحد المتزعمين فيه، وذلك باستهداف مقر لهم في بلدة اللطامنة.
كما دمرت وحدة من الجيش مقراً لـ«الأحرار» في كفرزيتا، كما أغار الطيران الحربي على تحركات لـ«النصرة» في قرية الحميرات، وعلى تجمعات «جيش النصر» في تل هواش ما أدى إلى مقتل العديد منهم.
وأما في ريف إدلب المتاخم لريف حماة الشمالي، فقد قضت وحدات من الجيش بمؤازرة من الطيران الحربي على 19 إرهابياً من «النصرة» والميليشيات المنضوية تحت زعامتها في إطار عملياتها المتواصلة لاجتثاث الإرهاب من ريفي إدلب وحماة. كما نفذ الطيران الحربي ضربات مكثفة على مواقع انتشار إرهابيي النصرة و«جيش النصر» وتحركاتهم في قريتي معرحرمة والجابرية ما أدى إلى مقتل أكثر من 7 إرهابيين وإصابة 13 آخرين وتدمير بيك آب. كما دمر الطيران الحربي موقعاً لـ«جيش النصر» وقضى على 8 من إرهابييه كانوا يتحصنون داخل المقر في قرية المستريحة بأقصى ريف إدلب الجنوبي الشرقي. جنوباً في درعا أفادت وكالة «سانا»، بأن «الإرهابيين المنتشرين في منطقة درعا البلد قصفوا ظهر اليوم (أمس) منازل المواطنين في حي المطار ما تسبب بإصابة شخص بجروح ووقوع أضرار مادية بالممتلكات العامة والخاصة.
وامتدت قذائف الإرهاب إلى القنيطرة حيث استهدفت « المجموعات الإرهابية المنتشرة في بيت جن بريف دمشق الجنوبي الغربي قرية حضر بأكثر من 10 قذائف وتسببت بإصابة شخص ووقوع أضرار كبيرة في منازل المواطنين وممتلكاتهم» وفقاً لـ«سانا».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن