ثقافة وفن

«شوق» يهرب من التخمة الرمضانية … لا ينفصل عن الواقع ويرصد تأثير الحروب في المرأة

| وائل العدس

قبل أيام قليلة، بدأ في إحدى القنوات المشفرة عرض مسلسل «شوق» بشكل أولي وحصري، وهو من تأليف حازم سليمان وإخراج رشا شربتجي، وإنتاج شركة إيمار الشام.
هذا العمل هرب أيضاً من الموسم الرمضاني بعد «الرابوص» الذي يعرض عبر شاشة «أبو ظبي دراما»، ليعرض للمشاهدين بعيداً عن التخمة الدرامية، لكن الطريف أن تصويره مازال مستمراً في مناطق مختلفة بريف دمشق، ما اضطر أسرة العمل إلى اتخاذ خطوات سريعة للحاق بركب العرض، علماً أن التصوير مستمر لفترة لا تقل عن أسبوعين، ما يعني أن عمليات التصوير لن تنتظر كثيراً حتى تخضع للمونتاج والعرض الفوري.
ولمن ستفوته المتابعة، سيكون العمل حاضراً على المائدة الرمضانية بكل تأكيد. المسلسل من بطولة منى واصف، وباسم ياخور، وسوزان نجم الدين، ونسرين طافش، وصباح جزائري، وجوان خضر، وأمارات رزق، وليلى جبر، وعبد الهادي الصباغ، ووفاء موصللي، وروزينا لاذقاني، وفراس الحلبي، ومحمد قنوع، وأحمد الأحمد، والمنتصر نجم الدين، ونجاح سفكوني، ومحمد حداقي، ومرام علي، وبمشاركة الفنانين اللبنانيين زياد برجي، وأليكو داوود، ونهلة داوود، وجوي خوري، حيث يدور جزء من أحداث المسلسل في لبنان.

تفاصيل العمل
يدور العمل حول معاناة السوريين بمختلف فئاتهم وطوائفهم خلال الحرب ليعلنوا جميعاً الشوق والحنين للعودة إلى وطنهم الأم بعد أن مزقتهم الغربة وذوبهم الأنين.
العمل اجتماعي معاصر يتحدث عن الشوق لكل التفاصيل الجميلة، وكذلك شوق الناس إلى الحب والسلام والأمان، ويتضمن قصتي حب لشخصيات يحركها الشوق للحياة وللتفاصيل التي بات الناس يفتقدونها في الوقت الراهن.
ولا ينفصل المسلسل عن الواقع، فهو وإن يتحدث عن المنظمات الإرهابية كداعش وجبهة النصرة وتعاملها مع النساء فهو لا يتناول هذه المنظمات بعناوينها العريضة إنما يتناول تأثير الحروب على المرأة التي تكون أبرز ما تعانيه بسبب الحروب.
إذاً، سيرصد العمل قصتي حب تائهتين تبحثان عن بعضهما في دوامة الصراع الكبرى. هما قصتان واقعيتان، نخلص فيهما إلى أنه عندما تتصارع الفيلة، فإن العشب يموت. ربما سنصل لنتيجة تقول كم أن النسيان نعمة، وكم يحتاج بعضنا إلى فقدان ذاكرة حقيقية في هذا الزمن الموجع. وبأسلوب يبتعد عن المباشرة والفجاجة، وسينبه إلى أن الإرهاب لا دين له فعلاً، بل هو سرطان مستشر علينا أن نتيقظ له جيداً.

حبكة مثيرة
تحدث النجم باسم ياخور عن دوره فقال: شدني دوري وقصة العمل المكتوبة بحبكة درامية مثيرة، ويتطرق لحالة اجتماعية نعانيها في وقتنا الحالي.

الأكثر عنفاً
تجسد سوزان نجم الدين الدور الأكثر عنفاً جسدياً ونفسياً في هذا العمل والأكثر تركيباً وصعوبة، فتظهر بشخصية «روز» الطبيبة النسائية التي كانت ضحية من ضحايا الحرب السورية، لتصبح سبية في أيدي تنظيم «داعش» الإرهابي، لتنقل لنا معاناة السبايا داخل السجون الداعشية وما يتعرضن له من أنواع العذابات النفسية والجسدية، والكثير من أسرار تلك العوالم التي تقدم في الدراما للمرة الأولى.
وهي نموذج من مئات السبايا اللواتي كن ضحايا الحرب، تخطف أثناء توزيع المعونات، وتعيش مأساة إنسانية عميقة لتقوم بفعل استثنائي يغير مجرى حياتها.
وقالت إنها استمتعت بالتعاون مع باسم ياخور الذي يجسد شخصية زوجها، مؤكدة أن بينهما في المسلسل قصة حب نادر لم يزعزعه اختلاف الآراء بينهما.
وعن تجربتها مع المخرجة رشا شربتجي، قالت إنها ساعدتها كثيراً في رسم خطوط تلك الشخصية ووجهتها بحب وعناية، وحرصت على تقديم بلوك وأداء مختلف.

نهايات مأزومة
تؤدي نسرين طافش دور «شوق» وهي فتاة سورية تعيش ظرفاً صحياً صعباً وترتبط بشاب، لاعتقادها بأنها ستعيش حياة طبيعية، لكنها تحاصر بحالة من الحنين إضافة إلى وضعها الصحي فتصل إلى نهايات مأزومة!
«شوق» فتاة عميقة وقارئة شغوفة تعيش بداخلها طفلة عفوية وجريئة، وتمتلك شخصية خاصة لا تشبهها فيها أي فتاة أخرى، وتعمل في دار للنشر في النهار، ومونتير في الأفلام الوثائقية في الليل، وتتبدل تفاصيل يومياتها عبر حدث استثنائي لم يسبق وإن طرح في الدراما العربية.
وعن الحب في حياتها، كشفت طافش عن وقوعها في حب شاب يقع هو الآخر في ظروف خاصة، ويتبدل كل شيء في لحظة معينة عند وقوع الحدث المفاجئ.
ووصفت الشخصية بالصعبة جداً والمركبة والتي تحتاج إلى طاقة ممثل كبير اعترفت بأن ملاحظات وتوجيهات رشا شربتجي ساعدتها كثيراً على التقاط خيوط الشخصية.

مدبرة منزل
وتقدم وفاء موصللي شخصية «أم جمال» مدبرة منزل عند صباح الجزائري وتتعرض للتهجير بسبب الحرب، وتختفي ابنتها التي تحاول جاهدةً البحث عنها في لبنان ويتحول ابنها أحمد الأحمد لمجرم يحظى بمكانة اجتماعية مرموقة.

ملامح إنسانية
يؤدي محمد قنوع في العمل دور ضابط أمن بملامح إنسانية، يُعرف بمواقفه النبيلة رغم قسوة الظروف التي تمر بها بلاده، كما يكون الصديق المقرب من بطل العمل «باسم ياخور».

بعد فوات الأوان
يلعب فراس الحلبي دور «باسم» وهو أحد أفراد المعارضة المسلحة التي تنحو بسلوكها نحو المافيوية وشغل العصابات.
تخطف «روز» التي يتعرف إليها في ما بعد، يحتفظ في قرارة نفسه بالكثير من الأفكار التي كان يعتقد للحظة أنه يقاتل من أجلها، ثم يكتشف فداحة ما حدث بعد فوات الأوان. ينتقل «باسم» من دور السجان لـ«روز» إلى دور أكثر فعالية، ثم يتعرض لمحاولة قتل من التنظيمات الإرهابية نفسها. لكن كيف ستنتهي رحلة باسم؟ وما الدور الذي يلعبه في حياة روز؟ وما التغيير الجذري الذي سيطرأ على حياته بسبب هذه الفتاة؟ أسئلة سيكتشفها المشاهد عبر تتالي الحلقات.
صراع

يؤدي المنتصر نجم الدين شخصية شاب، كان موقوفاً في السجن بسبب انتماءاته السياسية، وعندما يُفرج عنه يجد كل شيء بالحياة متغيراً، حتى المبادئ التي كان يناضل من أجلها، ليعيش صراعاً بين مبادئه وبين ظروف الحياة الصعبة.

دور جميل
وكشفت مرام علي أن دورها جميل جداً ويمتلك مساحة واسعة، وقالت إنها تجسد شخصية طالبة جامعة تتورط بأفعال مشينة بسبب فقرها المدقع، وتعد إحدى ضحايا الحرب، لدرجة أنها مُنعت من ممارسة حقها في خوض علاقة عشق وحب، لكنها ورغم كل ذلك، فإنها تبدو قوية جداً، وتحاول أن تنتقم من الجميع في الوقت نفسه. ويعد هذا المسلسل التعاون الثاني لمرام مع شربتجي بعد تعاونهما الأول في مسلسل «بنات العيلة» قبل خمس سنوات.

طالبة جامعية
تجسد روزينا لاذقاني شخصية «سلاف»، وهي طالبة جامعية تعيش بين أفراد أسرتها وتعاني معهم بعض المشكلات، تحاول أن تجد لنفسها مكاناً في هذا المجتمع ضمن الظروف الصعبة، فتتعرف إلى شاب وتقع في حبه في علاقة تكون فسحة أمل لها، لكنها فضلت أن تترك النهاية التي وصفتها بالمشوقة إلى حين عرض المسلسل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن