غياب ريوس يؤرق دورتمند أمام بنفيكا في الشامبيونز … البرشا بحاجة إلى معجزة في زمن ندرة المعجزات

| محمود قرقورا

تتواصل اليوم مباريات إياب دور الستة عشر من مسابقة دوري أبطال أوروبا فتقام بداية من العاشرة إلا ربعاً مباراتان من العيار الثقيل، فيلتقي برشلونة الإسباني مع باريس سان جيرمان الفرنسي على أرضية ملعب كامب نو بصافرة الحكم الألماني دينايز إيتيكن، كما يتقابل دورتمند الألماني مع ضيفه بنفيكا البرتغالي على أرضية ملعب سيغنال ايدونا بارك بصافرة الحكم الإنكليزي مارتن اتكنسون، وكان النادي الباريسي دحر برشلونة ونشر غسيله في حديقة الأمراء برباعية نظيفة مختلفة الأشكال والألوان جعلت مهمة ميسي وزملائه أصعب من الوصول إلى قمة جبل إيفرست لكن المعجزات لم تكن يوماً ما بعيدة عن عالم لا يعترف بالمنطق، وبناء عليه سيكون تأهل برشلونة أشبه بمعجزة حقيقية من وجهة نظر نقاد اللعبة وخاصة أنه لم يفلح نادٍ أوروبي باقتلاع بطاقة العبور بعد خسارته برباعية نظيفة، ووفق هذه الرؤية ستكون جماهير برشلونة مطالبة بتحويل الملعب إلى جحيم.

في المباراة الثانية تبدو الأمور أقل ضبابية للنادي الألماني الأفضل على الورق لأن ترميم هدف وحيد يبدو بالمتناول إذا وفق المهاجمون وخاصة أن مباراة الذهاب كانت أقرب لأنصاف الحلول لو أحسن أوباميانغ ترجمة ركلة الجزاء، لكن الذي يؤرق المدرب توخيل غياب صانع الألعاب ماركو ريوس الذي أصاب جماهير فريقه بالإحباط نظراً لدوره الفعال في ربط الخطوط وصنع الفارق، وغيابه سيريح النادي الزائر كثيراً ويعطيه آفاقاً جديدة لبلوغ ربع النهائي، وحول غيابه يقول المدرب توخيل: نحن مفعمون بالثقة والأجواء ستكون رائعة، لا شك أن غياب ريوس ضربة موجعة لكن علينا التأقلم وخاصة أن البدلاء متوفرون.
المذاكرات الأخيرة كانت جيدة ففاز برشلونة على سيلتا فيغو 5/صفر فبقي متصدراً بفارق نقطة عن الملكي، وباريس سان جيرمان على نانسي بهدف ليبقى متأخراً عن موناكو المتصدر بفارق ثلاث نقاط، ودورتمند على ليفركوزن 6/2 رافعاً رصيده إلى 43 نقطة متأخراً بـ13 نقطة عن المتصدر بايرن ميونيخ، وبنفيكا على فيرنسي بهدف مقابل لا شيء أبقاه متصدراً للدوري البرتغالي بفارق نقطة.

حلم فرنسي
البطولة فكرتها فرنسية ولكن الأندية الفرنسية أخفقت في صعود منصة التتويج إلا مرة استثناء كانت بفضل مرسيليا 1993 فسبق لنادي ريمس أن خسر النهائي 1956 و1959 أمام ريال مدريد 3/4 وصفر/2 على التوالي كما خسر سانت إيتيان أمام بايرن ميونيخ في نهائي 1976 بهدف ومرسيليا أمام النجم الأحمر بركلات الترجيح بعد التعادل السلبي 1991 ولذلك كانت طموحات النادي الباريسي من البداية الفوز باللقب فتم التعاقد مع المدرب المتمرس على الصعيد الأوروبي يوناي إيمري والفريق حقيقة بدا متكاملاً وتجلت روعته في مباراة الذهاب التي تاه فيها برشلونة لا يدري كيفية درء الخطر فاخترقت شباك شتيغن أربع مرات كانت مرشحة للزيادة، ولسان حال الفرنسيين يقول إن الفرصة مواتية هذه المرة إذا تمت الإطاحة ببرشلونة المرشح الأبرز للفوز باللقب.

السيناريو المتوقع
سيناريو مباراة اليوم يمكن توقعه، إذ ستكون المبادرة من برشلونة بهجمات كالسياط المتلاحقة بفضل الثلاثي المرعب الذي يظهر بكامل الجاهزية وهذا ما أثبتته المباريات الأخيرة في الليغا لكن تحطيم دفاعات النادي الباريسي بالعدد الوافر من الأهداف لا يبدو سهل المنال، وبناء عليه فإن البطاقة شبه محسومة وإذا نجح البلوغرانا بقلب المعطيات فإن العالم أجمع سيقف مذهولاً مردداً: المستحيل ليس برشلونة.
أما المباراة الثانية فستكون السيطرة والفرص المباشرة ألمانية عطفاً على الأداء الذي أظهره الفريق خلال دور المجموعات أمام ريال مدريد، والفريق ظهر بثوبين هذا الموسم على الصعيد المحلي تارةً محلقاً وحيناً متدنياً ولكن في دوري الأبطال ظهر مقنعاً في المباريات السبع رغم الخسارة بهدف ميتروغلو في مباراة الذهاب، ويضع النادي الألماني ثقته ببولسيتش وديمبلي وأوباميانغ هداف البوندسليغا حتى الآن.

التاريخ للمضيفين
عشرة لقاءات جمعت برشلونة مع باريس سان جيرمان ففاز النادي الإسباني أربع مرات مقابل ثلاثة تعادلات ومثلها هزائم والأهداف 16/15 لمصلحة برشلونة، وتقابل بنفيكا مع دورتمند ثلاث مرات ففاز الألمان مرتين مقابل خسارة والمجموع التهديفي 6/3 لدورتمند.
وسبق لبرشلونة أن استضاف الأندية الفرنسية 10 مرات خسر مرة واحدة مقابل سبعة انتصارات والرصيد الإجمالي لمواجهة الأندية الوافدة من بلاد الزهور والعطور 12 فوزاً مقابل خمسة تعادلات ومثلها هزائم.