سورية

لا توافقات بين «قسد» والجيش السوري وإنما إدارة أزمة تجاه الخصوم المشتركين داعش والنصرة … قيادي في «قسد»: اشتباكات سنجار لإثارة المشكلات بين أكراد سورية.. وتركيا وبارزاني حرقوا ورقة «بيشمركة روج»

| جانبلات شكاي

أرجع مصدر قيادي في «قوات سورية الديمقراطية– قسد» أسباب الاشتباكات التي حصلت قبل أيام في مدينة سنجار العراقية بالقرب من الحدود السورية، بين «بيشمركة روج آفا» و«قوات حماية الشعب- يا با كا»، إلى محاولة أنقرة لتشتيت جهود «قسد» في معركتها مع تنظيم داعش الإرهابي في محافظتي الرقة ودير الزور، وخلق مشكلات كبيرة بين الأكراد داخل سورية، وخصوصاً بعد حصر قوات «درع الفرات» التي تدعمها تركيا، في مثلث مدن جرابلس وأعزاز والباب وقطع طريق تقدمها باتجاه الرقة، نافياً في الوقت ذاته، وجود أي توافقات بين «قسد» ذات الأغلبية الكردية، والسلطات السورية، واصفاً ما يجري على الأرض بأنها «عملية لإدارة الأزمة تجاه خصوم مشتركين هم داعش وجبهة النصرة في ظل عدم وجود أي مصلحة لدى الطرفين لفتح جبهات جديدة بينهما».
المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، قال في تصريح هاتفي لـ«الوطن»: إن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود «بارزاني زار تركيا أخيراً برفقة إحدى القيادات الروحية الإيزيدية، كما تحدث الإعلام التركي أكثر من مرة، عن وجود توافقات مهمة بين أنقرة وبارزاني لإخراج حزب العمال الكردستاني من شنكال (سنجار)، وأيضاً تحدث هذا الإعلام عن توافقات تستهدف «يا با كا»، وهو ما أعلنه أيضاً رئيس الوزراء التركي (بن علي يلداريم) للتغطية على المشكلات الكبيرة التي تمخضت عن رفع علم إقليم كردستان العراق في مطار أتاتورك الدولي خلال زيارة بارزاني». ورأى المصدر أن «محاولة فتح معركة كردية كردية ليست إلا محاولة لتشتيت جهد «قسد» في معركتها مع داعش، موضحاً أن «زج «بيشمركة روج آفا» المسجلين باسم «المجلس الوطني الكردي» السوري في معركة مع الإيزيديين، كان بهدف إثارة مشكلات كبيرة في الداخل السوري، لكن هذا الأمر أدى إلى حرق ورقة «بيشمركة روج آفا»، التي ظهرت وأنهم ليسوا إلا ورقة في يد بارزاني يستخدمها في الصراعات الداخلية مع أضعف خلق اللـه وهم الإيزيديين».
ونفى المصدر توصل قيادة «قسد» أو «حزب الاتحاد الديمقراطي» الذي يعتبر أهم وأبرز مكونات «قوات سورية الديمقراطية»، إلى أي تفاهمات أو توافقات مع السلطات السورية تضبط الأوضاع في المناطق التي فيها «قسد» إلى جانب الجيش السوري كما هو الحال في عفرين وحلب والحسكة والقامشلي، وقال: «لا توافقات وإنما يقوم النظام بإدارة الأزمة ولا يحاول كسب مزيد من الأعداء أو فتح جبهات جديدة، وفي المقابل نحن أيضاً لا فائدة لدينا من فتح مثل هذه الجبهات أو بحل المسألة الكردية عبر الصراع، وهذه هي المعادلة التي تحكم الآن الوضع، على حين ما زالت داعش وجبهة النصرة على الأبواب».
وعن تفسيره لما يجري في ريف منبج الشمالي الغربي حيث ظهرت قوات أميركية مؤللة بالتزامن مع تسليم «قسد» عدداً من القرى التي كانت تسيطر عليها للجيش السوري، قال المصدر: «إن قوات التحالف الدولي أعلنت سابقاً أنها ملتزمة بحماية المناطق التي حررتها «قسد» بما فيها مدينة منبج، وليست هذه المرة الأولى التي تظهر فيها القوات الأميركية، لكن الجديد هو في تقدم القوات السورية وبدعم روسي من مناطق الباب وتادف».
وتابع: «عندما حاولت تركيا اختراق الجبهة على امتداد نحو 12 قرية لإبقاء الباب مفتوحاً أمامها، ولو نظرياً، للتقدم باتجاه الجنوب إلى خلف منبج والتوجه إلى الرقة، وبدأت بقصف هذه القرى بشكل عجيب بالطائرات والدبابات وكل أنواع الأسلحة، كان التوجه من «مجلس مدينة منبج العسكري» التابع لـ«قسد» تسليم هذه القرى إلى القوات الروسية، وتم الاتفاق معهم لكن وبسبب عدم وجود قوات لهم على الأرض، ارتأت موسكو أن تسلم هذه القرى لقوات النظام السوري حيث دخلت إليها قوات حرس الحدود السورية».
وأضاف: «لم نتوصل إلى اتفاق مع النظام لكن الحل في النهاية يجب أن يكون بين السوريين، والحوار في جنيف أو في أستانا هو بين السوريين، وإن لم نشارك في تلك الاجتماعات إلا أننا دخلنا سابقاً في محادثات مع النظام في القامشلي ودمشق، ومن ثم فإن المشكلات يجب أن تحل مع الطرف الآخر وهو النظام السوري».
وعن إمكان انخراط حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يمثل القوة الكردية الأبرز في داخل سورية، إلى محادثات جنيف أو أستانا، قال المصدر: «لسنا من رفض الذهاب إلى جنيف وموسكو وأستانا، ونريد المشاركة وليس ذلك فقط وإنما نقول إنه ودون مشاركة قواتنا التي تدير حالياً نحو 22 بالمئة من مساحة سورية، لا يمكن أن تنجح جهود الحل السياسي بشكل كامل».
وتابع: «نشدد على ضرورة مشاركتنا وسنطرق كل الأبواب وخصوصاً لدى الأصدقاء الأميركيين والتحالف الدولي الذين نرتبط معهم بتحالف قوي ولدينا وعود إيجابية بهذا الصدد، وأيضاً لدينا حوارنا بهذا الخصوص مع الروس»، موضحاً أنه «حصل سابقاً، لقاءان في مطار حميميم في اللاذقية وأحدهما كان مع الروس فقط، أما في الثاني فشارك تقنيون سوريون بحجة أنهم سيستمعون لآراء الاتحاد الديمقراطي لينقلوها إلى القيادة السورية التي تتخذ مواقف إنكارية تجاه القضية الكردية رغم الحديث عن مشروعات روسية تعبر عن حكم ذاتي ثقافي أو طرح فدرالي وغيرها».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن