سورية

أنباء عن دخول وفد إلى «اليرموك» لإحياء المفاوضات وعبد الهادي يؤكد أن منظمة التحرير ليست مسؤولة عن أي وفد

أكدت منظمة التحرير الفلسطينية، أنها ليست مسؤولة عن أي وفد يفاوض المسلحين في مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق، وذلك بعد تردد أنباء عن دخول وفد إلى المخيم يمثل منظمة التحرير وحركة «فتح» لإعادة إحياء مفاوضات حل أزمة اليرموك.
وفي تصريح لـ«الوطن» قال رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير في سورية السفير أنور عبد الهادي: «منظمة التحرير ليست مسؤولة عن أي وفد يفاوض المسلحين داخل المخيم».
وتحدث ناشطاء على الصفحات الزرقاء لموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك عن دخول وفد جديد إلى اليرموك من أجل إعادة إحياء مبادرة تحييد المخيم والتفاوض مع المسلحين لتنفيذها، وأن هذا الوفد «يمثل منظمة التحرير وحركة فتح»، في حين تحدث ناشطاء آخرون عن «دخول أعضاء وفد الحياد محمد عليان وعدنان ابراهيم أبو خالد لداخل مخيم اليرموك للتباحث والعودة لطاولة تحييد المخيم والعمل على عودتها من حيث انتهت بعد توقفها بعد دخول تنظيم داعش للمخيم».
وفي تصريحه لـ«الوطن» قال عبد الهادي: «هذه الناس تتحرك باجتهادات شخصية وليس بغطاء من منظمة الحرير الفلسطينية».
وتناقلت صفحات موقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك» منذ أيام قليلة تسجيلاً مصوراً صادراً عن أحد متزعمي المجموعات المسلحة داخل اليرموك أعلن فيه عن انسحاب تنظيم داعش من المناطق التي سيطر عليها في مخيم اليرموك، وذلك بعد انتهاء حملته العسكرية ضد كتائب «أكناف بيت المقدس» المقربة من حركة «حماس».
وأكد المتحدث بأن داعش قام بتسليم جميع النقاط العسكرية داخل المخيم إلى الكتائب الفلسطينية المسلحة المتواجدة هناك، وأن تنظيم داعش لم يعد له أي مقر عسكري أو إداري أو تواجد داخل المخيم. كما شدد على أن الكتائب ستدافع عن اليرموك ضد أي هجوم يتعرض له من قبل الجيش العربي السوري والفصائل الفلسطينية المقاومة. كما أشار المتحدث إلى أنهم «لن يكونوا عائقاً أمام عودة أهالي مخيم اليرموك إلى ممتلكاتهم ومنازلهم»، منوهاً إلى أن هناك عدداً من المؤسسات والهيئات الإغاثية والطبية ما زالت تقوم بعملها داخل اليرموك.
وقال عبد الهادي «لم نتأكد من انسحاب داعش من المخيم. ربما أعاد الانتشار وجمعوا أنفسهم في مناطق محددة في المخيم. حتى الآن لا يوجد أي تأكيد لانسحاب داعش من كل المخيم وحسب المعلومات المتوفرة لا زالوا في نقاط التماس مع الجوار».
وأكد عبد الهادي أنه «لن ندخر أي جهد في الوصول إلى إخلاء المخيم من السلاح والمسلحين بالوسائل السلمية رغم المناورات والتهرب المستمر والشروط التعجيزية التي يضعها المسلحون لأننا لدينا قناعة بأنهم لا يرغبون بتحييد المخيم ورغبتهم الأساسية في الاستمرار في تواجدهم فيه المخيم لأهداف للأسف لا نعرف حقيقتها».
وبالنسبة للوضع الميداني في المخيم، قال عبد الهادي: «منذ فترة هناك اشتباكات خفيفة على نقاط التماس والوضع الاغاثي أفضل في اليرموك ومحيطه».
وفي تصريح سابق لـ«الوطن» اعتبر أمين سر تحالف فصائل المقاومة الفلسطينية خالد عبد المجيد في تصريح لـ«الوطن» حينها، أن ما يتم الإعلان عنه عن انسحاب داعش من اليرموك كلام «غير دقيق».
وقال عبد المجيد: «معلوماتنا أنهم (المسلحون) أوقفوا كل المظاهر التي تدل على وجود داعش داخل المخيم واتفقوا مع المجموعات المسلحة داخل المخيم على الإعلان عن انسحاب داعش. لكن معلوماتنا تفيد بأن الوضع ميدانيا لم يتغير».
وأضاف عبد المجيد الذي يشغل أيضاً منصب الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، أن «هذا الكلام لا نستطيع تأكيده والشيء الوحيد الذي نعرفه أن داعش مازال موجوداً»، معتبرا أن هذا الإعلان يندرج في إطار محاولات تبييض صفحة المجموعات المسلحة في المخيم وإضفاء الشرعية على جبهة النصرة».
وشدد عبد المجيد على أنه «إذا كان هذا الكلام صحيحاً، فليأتوا لتنفيذ اتفاقيات تحييد المخيم التي تم توقيعها في السابق»، لافتا إلى أنه «لم تجر مع فصائل التحالف أي اتصالات من أجل التفاوض»، ومشيرا إلى أنه علمنا «أن اتصالات جرت من قبلهم (المسلحين) داخل المخيم مع بعض الجهات وتم إبلاغنا بأنه لم تجر أي مفاوضات».
واعتبر أن الأمر هو عبارة عن «مناورة» جديدة، مؤكداً استعداد الفصائل الفلسطينية المقاومة للتباحث بهدف تنفيذ الآلية التي تم الاتفاق عليها أثناء المفاوضات السابقة لتنفيذ اتفاق تحييد المخيم إذا تم انسحاب داعش و«النصرة» بشكل كامل من المخيم. وبعدها بأيام قليلة من اقتحام داعش لليرموك في بداية نيسان الماضي بدأت فصائل فلسطينية منها جبهة النضال الشعبي لتحرير فلسطين والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة وفتح الانتفاضة… بالإضافة إلى اللجان الشعبي الفلسطينية وقوات من الدفاع الوطني السوري ومن انضم إليها من كتائب اكناف بيت المقدس بعمل عسكري ضد داعش والنصرة في اليرموك. وقاتلت المجموعات المسلحة التابعة لـ«حركة أحرار الشام» الإسلامية إلى جانب داعش والنصرة. وتمكنت القوى الفلسطينية وحلفاؤها حتى الآن من استعادة السيطرة على نحو 60 بالمئة من المخيم من الجهة الشمالية، 40 بالمئة منها تحت سيطرة الفصائل الفلسطينية و20 بالمئة تحت سيطرة أكناف بيت المقدس.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن