هل يتحقق حلم البحارة بعد عشرين سنة؟ … الشمالي: سنفعل المستحيل من أجل جمهورنا الوفي

| اللاذقية – محسن عمران

بعد أن شعر الجميع أن الفريق الذي بنيت عليه الآمال يسير نحو الهاوية بتعادله في بداية الدوري مع جبلة والمجد عاد البحارة إلى الصدارة بعد التعاقد مع المدرب عمار الشمالي الذي استطاع إيجاد التوليفة اللازمة وضبط بعض الأمور بحنكة بعيداً عن العصا التي ظن البعض أنها ستضبط كل شيء ولكن مفعولها كان عكسياً على اللاعبين على مبدأ «كثرة الشد بترخي» وعاد الفريق إلى سكة الانتصارات واعتلى سلم الترتيب بعد إحدى عشرة مرحلة لم يذق فيها الفريق طعم الخسارة محققاً 25 نقطة من 7 انتصارات و4 تعادلات وبالتالي ازدادت آمال التشرينيين بتحقيق اللقب بعد 20 سنة من الخصام بين فريقهم والألقاب الرسمية «دوري وكأس».
ربان الكرة التشرينية وقائدها نحو الحلم الكابتن عمار الشمالي كان ضيفاً عزيزاً على «الوطن» ليحدثنا عن مسيرة الفريق في الدوري والطموحات وغيرها من الأمور التي تهم عشاق الأصفر والأحمر..

ثقافة الفوز
كيف يجد عمار الشمالي فريقه بعد 11 مرحلة من عمر الدوري؟
في البداية وعند استلامي للفريق كانت الأمور صعبة جداً وكان هناك الكثير من المشاكل الفنية وغيرها وكانت الروح المعنوية والثقة غائبتين والوقت ضيقاً جداً وأخذت أتحدث بشكل يومي مع اللاعبين وقلت لهم إننا سنساعد أنفسنا ولن ننتظر مساعدة من أحد وكان هناك تجاوب كبير من اللاعبين وعملنا كذلك كجهاز فني على كل الجوانب ولعب الفريق بعد استلامي 9 مباريات فزنا بـ7 وتعادلنا بـ2 وكنا نستحق الفوز على حطين والنواعير وأضعنا فرصاً محققة للفوز وأشكر اللاعبين على عطائهم البطولي حتى الآن.

الدوري طويل ويحتاج لمقومات كثيرة للمنافسة والفوز باللقب… برأيك ماذا يحتاج تشرين لتحقيق ذلك؟
أبرز ما يحتاجه الفريق هو الهدوء ووقوف الجميع معه في السراء والضراء وللأسف أعتقد أن ذلك صعب لأنه من الطبيعي أن يكون هناك مطبات ومفاجآت ويحتاج لنفس طويل واستقرار مادي ومهاجم مبدع لأننا لا نملك سوى مهاجم واحد هو باسل مصطفى وقد تعاقدنا مع اللاعب براء ديار بكرلي من نادي الوحدة وأرجو أن يساعدنا ويكون عند حسن الظن كما ينقص الفريق خبرة المنافسة وثقافة الفوز بسبب غيابه عن منصات التتويج فترة طويلة ومع تقدم مراحل الدوري وتحقيق الانتصارات بدأ اللاعبون يمتلكون ثقافة الفوز وأتمنى أن يبقى الاستقرار الإداري في النادي والفني بالفريق حتى نحقق ما نصبو إليه.

هل يفرض عليك اسم لاعب معين أو يتدخل أحد بالتشكيلة؟
لا أبداً… لم يسبق أن حدث هذا.. ولا أحد يتدخل في صلاحياتي وهناك احترام متبادل مع الجميع.

هل ستقومون بتدعيم الفريق بلاعبين جدد؟
لاشك بأننا محتاجون لبعض اللاعبين الجدد في بعض المراكز المهمة وخاصة الأمامية وتعاقدنا كما ذكرت مع براء ديار بكرلي وهناك لاعبون نراقبهم ولكننا بصراحة نصطدم بالوضع المادي وأيضاً اللاعبون الجيدون مرتبطون بعقود مع أنديتهم وقد نحقق مآربنا بفترة الانتقالات.

دعم
كيف ينعكس وجود الداعمين على الفريق بوجود جمهور متحمس؟
من المؤكد أن وجودهم يشكل قوة ضاربة وكبيرة للفريق وهم يدفعون ولا يقصرون ووجودهم يفيدنا كثيراً لأننا نعمل في مناخ جيد وبتعاون من الجميع وهم لا يتدخلون بالأمور الفنية ولا بتشكيلة الفريق ويرافقون الفريق في كل مبارياته داخل وخارج اللاذقية وتربطهم علاقة جيدة مع اللاعبين ومكافآت الفوز جاهزة بعد نهاية كل مباراة.

كيف علاقتك مع الإدارة؟ وماذا تقدم للفريق؟
علاقة أكثر من رائعة ولم تقصر الإدارة برئاسة المحامي أسامة عبدالله بأي شيء وكل الأمور يتم حلها قدر الإمكان وهناك متابعة كبيرة من الجميع.

ما رأيك بمباراة الديربي مع حطين؟
كانت بلا شك مباراة صعبة على الفريقين بسبب الأجواء التي رافقت المباراة قبل أسبوع من انطلاقها من شحن نفسي لأنها مباراة جيران لها حساسيتها وهما في موقع المنافسة والنقاط مضاعفة وزاد الضغط على اللاعبين الحضور الجماهيري الكبير الذي لم يلعب أمامه معظم اللاعبين في تاريخهم وكنا الأفضل وأضعنا فوزاً محققاً.

يشير البعض إلى أن تشكيلة فريقك أصبحت معروفة وحتى التبديلات حفظها الجميع عن ظهر قلب هل يعود ذلك لعدم الثقة بالبدلاء أو لأمور أخرى؟
الاستقرار مهم جداً للفريق من أجل عامل الانسجام بين اللاعبين وكل مدربي العالم يكون تركيزهم الأكبر على 16 أو 17 لاعباً لأنهم يدركون أهمية عامل الاستقرار وهذا جانب علمي مهم جداً ومن الطبيعي أن يتم التركيز على 5 أو 6 لاعبين بدلاء ولست المدرب الوحيد الذي يفعل ذلك حتى في الدوري السوري هناك مدربون آخرون يعتمدون الأمر ذاته ويمكن للإصابات أن تجعل المدرب يفكر بباقي اللاعبين.
أما بالنسبة للاعبين البدلاء لدينا فمعظمهم من الشبان ويملكون الموهبة ولكنهم يفتقرون لقوة الدوري ومنهم من يحتاج للعمل على الناحية الجسمانية وخاصة أن أرض الملاعب التي تقام عليها المباريات أصبحت سيئة جداً والقوة عنصر أساسي ومهم ومعظم فرقنا تلعب بقوة وشراسة وتقاتل على النقطة وتستخدم العنف المشروع وأعمل على تطويرهم تكتيكياً قدر الإمكان لأنني استلمت الفريق بعد بدء الدوري ولم يكن لدي الوقت الكافي لتجهيزهم.

ميزان
كيف وجدت فرق الدوري حتى الآن؟ ومن الأميز؟ وما رأيك بمستوى التحكيم؟
مستوى أغلب الفرق متقارب وتربح بعض الفرق بتفاصيل صغيرة وأميز الفرق تشرين والجيش والوحدة والشرطة والاتحاد وحطين، وحكامنا تطوروا كثيراً في السنوات الأخيرة ولكنهم يعدون على الأصابع وبالتالي من حقنا أن نسأل أين المواهب التحكيمية وأين الوجوه الجديدة ومن المسؤول؟

كيف تنظر إلى العقوبات التي فرضت على الفريق من اتحاد الكرة؟
أنا دائماً مع تطبيق الأنظمة والقوانين بشكل عادل على الجميع وتحت أي ظرف كان ولكن أنديتنا فقيرة جداً والعقوبات المادية كبيرة عليها وأتمنى تخفيف قيمة هذه العقوبات عنها.

هل أنت مع تأجيل الدوري بسبب المنتخب؟
إذا كان هناك من مصلحة في تأجيل الدوري لمصلحة المنتخب فالجميع مع ذلك حتى يستطيع المنتخب تحقيق منافسة لائقة ولكن لا أتمنى أن يؤجل لأجل مشاركات بعض الأندية وكنت أتمنى أن نلعب مباراتنا مع الجيش في موعدها لأن هذا من حقنا وجميع فرق العالم تلعب في المسابقات الخارجية وتلتزم بمواعيد مبارياتها في الدوري احتراماً لقدسية هذه الدوريات.

ماذا تقول لجمهور تشرين؟
من لديه جمهور كجمهور تشرين فعليه أن يفعل المستحيل ليحافظ عليه لأنه اللاعب رقم واحد وهو الجمهور الأكبر في سورية حالياً ورسالتي له كونوا مع الفريق في السراء والضراء ولا تتخلوا عنه وابتعدوا عن الشتائم والمفرقعات.

كلمة أخيرة لك كابتن عمار.
نادي تشرين ناد كبير وفخر لأي رياضي أن يعمل فيه وجميع الموجودين بدءاً من الجمهور للإدارة واللاعبين والكوادر والداعمين يستحقون الشكر على ما يقدمونه وإن شاء اللـه نستطع تحقيق الحلم والفوز باللقب.