سورية

جريمة وحشية مزدوجة تطال دمشق مرة أخرى …أكثر من 25 شهيداً وعشرات الجرحى من المحامين والمراجعين في القصر العدلي وعشرات المصابين في أحد مطاعم الربوة

| الوطن – وكالات

لم يكن هدف الإرهابيين أمس مقراً أمنيا ولا موقعاً عسكرياً ولا حاجزاً للجيش، كان القصر العدلي بدمشق.. كانت ثكالى تتابعن قضاياهن.. محامون.. قضاة.. عشرات من هؤلاء سقطوا شهداء وجرحى. مطعم في منطقة الربوة بدمشق كان هدفاً آخر للإرهابيين أمس.. منطقة يهرب إليها المواطنون للترويح عن أنفسهم من حرب أتعبهم استمرارها وتداعياتها..
عند الساعة الواحدة والنصف تقريباً من بعد ظهر أمس تفاجأ المارة في شوارع دمشق الرئيسية بتوقف حركة السير.. لحظات.. المشتركون بخدمة وكالة «سانا» الإخبارية يتلقون على هواتفهم الجولة نبأ بحصول انفجار إرهابي بالقصر العدلي بمنطقة الحميدية وسقوط عدد من الشهداء والجرحى.
الخبر شكل مفاجأة.. لأن الهدف.. القصر العدلي يكون في حالة ازدحام دائمة طوال فترة الدوام الرسمي.. مزدحم بمراجعين من الثكالى.. بمحامين.. بقضاة..
رسميا «سانا» نقلت عن مصدر في قيادة شرطة دمشق: «أن إرهابياً انتحارياً يرتدي حزاماً ناسفاً فجر نفسه ظهر اليوم (الأربعاء) في مبنى القصر العدلي بمنطقة الحميدية وأن التفجير الإرهابي تسبب بارتقاء عدد من الشهداء ووقوع جرحى بين المراجعين الموجودين في المبنى».
المصدر شرح تفاصيل ما حدث بالقول: «إن إرهابياً انتحارياً يرتدي لباساً عسكرياً كان معه بندقية وقنبلة وبعد أن استوقفه الحرس عند باب السور الخارجي لمبنى قصر العدل وقاموا باستلام البندقية والقنبلة ركض مسرعاً باتجاه باب بهو القصر العدلي حيث يوجد عدد كبير من المراجعين مستغلاً الازدحام واستطاع الوصول إلى الباب الخارجي حيث قام بتفجير نفسه.
الحصيلة الأولية للاعتداء الإرهابي بحسب «سانا» 25 شهيداً وعشرات الجرحى، لكن تقارير تلفزيونية تحدثت عن ارتفاعها إلى 31 شهيداً.
وزير الداخلية اللواء محمد الشعار وفي تصريح صحفي خلال تفقده موقع التفجير الإرهابي في قصر العدل أشار إلى أن الإرهابيين الانتحاريين استهدفا المواطنين في أحد المطاعم بمنطقة الربوة والمراجعين لقضاياهم في القصر العدلي بدمشق ما أسفر عن ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة عشرات الأشخاص، مؤكداً أن الجهات الأمنية تتابع وتلاحق بشكل حثيث المجرمين القتلة المتنقلين من مكان إلى آخر لاستهداف الشعب السوري والنيل من صموده.
الوزير يدرك حجم الصدمة لدى المواطنين فأشار إلى أن «وزارة الداخلية والجهات الأمنية تطمئن المواطنين بأنها ستلاحق الإرهابيين في كل مكان ومصرة على مكافحة الإرهاب بكل أشكاله وأينما وجد». وشدد على أنه «ليس أمام الشعب السوري والعالم خيار إلا التعاون في مكافحة الإرهاب واقتلاعه من جذوره».
من جانبه وزير العدل نجم الدين الأحمد وفي تصريح مماثل قال: ليست هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها الاعتداءات الإرهابية المنشآت المدنية والسياحية والأثرية وليست المرة الأولى التي تطول فيها هذه الاعتداءات قصور العدل والمجمعات القضائية مبيناً أن الضحايا هم من المدنيين وهذا أمر ليس بمستغرب عن تلك العصابات ومنهجها الإرهابي التكفيري».
الأحمد أكد «أننا كقضاء نعد جميع أبناء شعبنا بأننا سنقف بالمرصاد للإرهاب وسنلاحق وسنقاضي كل الدول والمنظمات الدولية التي وقفت إلى جانب الإرهابيين ودعمتهم بأي شكل من أشكال الدعم» مضيفاً: إنه «ليس غريباً أن يأتي ذلك في خضم الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري على امتداد الجغرافيا السورية وكذلك الانتصارات السياسية التي تتحقق سواء في جنيف أم في أستانا بهدف تقويض هذه العمليات الإرهابية».
أيضاً لفت الأحمد إلى أنه كان هناك إرهابي آخر يريد تفجير نفسه عندما يتجمع المواطنون بعد التفجير الأول في قصر العدل ولكن الجهات المختصة كانت بالمرصاد وقامت بملاحقته وخلال ساعات سيتم التعامل معه أو إلقاء القبض عليه.
إلى ذلك أصيب عدد من المدنيين أغلبهم من الأطفال والنساء جراء تفجير إرهابي انتحاري نفسه بحزام ناسف داخل أحد المطاعم في منطقة الربوة بدمشق، وفق «سانا».
معاون مدير مشفى المواساة الدكتور صبحي البحري وفي تصريح لـ«سانا» قال: «إن المشفى استقبل 25 شخصاً أصيبوا في التفجير الإرهابي الانتحاري الذي وقع في منطقة الربوة بينهم امرأة إصابتها خطيرة».
«سانا» ونقلاً عن مصادر خاصة ذكرت أن الإرهابي الانتحاري كان ملاحقاً مع إرهابيين اثنين آخرين من الجهات المختصة حيث أكدت المصادر إلقاء القبض على اثنين من الإرهابيين في حين فر الإرهابي الثالث ودخل إلى المطعم وقام بتفجير نفسه.
إلى ذلك أكد وزير الصحة الدكتور نزار يازجي خلال تفقده جرحى التفجيرين الانتحاريين الإرهابيين في المشافي لمتابعة الخدمات العلاجية المقدمة للجرحى أن منظومة الإسعاف وجميع أقسام الإسعاف والأقسام الطبية في المشافي العامة والخاصة بدمشق بحالة جهوزية تامة لافتاً إلى أن الكوادر الطبية في المشافي تقوم بمتابعة حالات المواطنين الجرحى والمصابين لحين الشفاء التام.
يازجي بين أن عدداً من المصابين ما زالوا يتلقون العلاج في المشافي وبحاجة لبعض الوقت لاستكمال العلاج في حين إن باقي المصابين قد تخرجوا بعد أن قدمت لهم جميع الخدمات الإسعافية والعلاجات الطبية وتحسنت حالتهم الصحية.
وزير الإعلام محمد رامز ترجمان من جانبه قال في تصريح نقلته «سانا»: إن التفجيرات الإرهابية التي تستهدف المدنيين تعكس حالة الانهيار لدى التنظيمات الإرهابية نتيجة صمود الشعب السوري وانتصارات الجيش العربي السوري وحلفائه يوماً بعد يوم في القضاء على الإرهاب العابر للحدود.
وأضاف: إن التفجيرات الإرهابية التي حدثت اليوم في القصر العدلي وفي منطقة الربوة بدمشق والتفجيرات التي وقعت قبل أيام في باب الصغير تندرج في إطار أعمال الإرهاب والقتل والتدمير الممنهج التي تستهدف بها التنظيمات الإرهابية المواطنين السوريين في كل المدن السورية من دون استثناء».
وأوضح ترجمان أن هذه الاعتداءات الإرهابية تأتي تنفيذاً لسياسات مشغلي الإرهابيين من أنظمة الحقد والتطرف كالنظام السعودي والقطري والتركي وغيرهم بهدف إطالة أمد معاناة الشعب السوري.
وشدد ترجمان على أن هذه التفجيرات الإرهابية لن تنال من صمود الشعب السوري وتصميم جيشه على دحر الإرهاب والإصرار على إنجاز المسار السياسي بقيادة سورية ومن دون تدخل خارجي داعياً المجتمع الدولي إلى اتخاذ كل الإجراءات الرادعة والفورية والعقوبات بحق الأنظمة الداعمة للإرهاب. وفجر إرهابيون يوم السبت الماضي عبوتين ناسفتين في مقبرة باب الصغير بدمشق ما تسبب بارتقاء أكثر من 40 شهيداً وإصابة العديد من المواطنين بجروح ووقوع دمار كبير في المكان.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن