شؤون محلية

بحوث زراعة القنيطرة تنتج شعيراً مستنبتاً من دون استعمال التربة .. قانشاو: يساعد الإناث على إنجاب التوائم

| القنيطرة – الوطن

تجربة جديدة ناجحة قام بها مركز البحوث العلمية الزراعية بالقنيطرة للحصول على ناتج يومي من العلف الأخضر (الشعير المستنبت) وبالكمية التي تحتاجها الحيوانات وعلى مدار السنة وتحت أي ظرف دون استعمال التربة ودون الحاجة إلى مساحة كبيرة وبتوفير كبير لمياه الري والسماد وبصفات نوعية تفوق الشعير الجاف.
والحقيقة أن هذه التجرية لم تكن الأولى لبحوث القنيطرة وأجزم أنها لن تكون الأخيرة ولكن السؤال الذي يتبادر إلى الجميع: الغاية من الاختراعات والتجارب والأبحاث التي نقوم باجرائها غايتها التطبيق العملي ولكن للأسف نقولها بمرارة وحسرة إن أغلبية ما ذكرناه تبقى حبيسة الأدراج ونكتفي بإعطاء ثناء أو بطاقة شكر أو حتى شهادة للمخترع أو الباحث.
الدكتور منهال حسون رئيس مكتب الفلاحين الفرعي بالقنيطرة أكد لـ«الوطن» أن الهدف من إقامة مشروع استنبات الشعير تأمين الأعلاف الخضراء على مدار العام والتقليل من اليد العاملة وتحويلها إلى أعمال أكثر أهمية وأعلى مردوداً مادياً والتقليل من استهلاك المساحات المزروعة بالمواد العلفية وتحويلها إلى أرض منتجة للغذاء البشري والتقليل من الهدر الكبير للماء لري مساحات كبيرة لإنتاج كميات قليلة من الأعلاف الخضراء والتقليل من هدر الأسمدة التي تضاف إلى الأراضي لتحسين أدائها.
إضافة إلى التقليل من استخدام المبيدات الزراعية التي تعود بالتلوث الكبير للبيئة والمياه الجوفية للتقليل من استيراد الأسمدة والمبيدات ورفع إنتاج المربي إلى الحد الأعلى بأقل جهد وخفض تكاليف إنتاج اللحوم والحليب بخفض تكاليف العلف.
وحول طريقة استنبات الشعير بينت رئيسة مركز البحوث العلمية الزراعية بالقنيطرة الدكتورة عناية قانشاو لـ«الوطن» أنه علينا استخدام غرف مكيفة الحرارة والرطوبة والإضاءة وتحتوى على صواني استنبات موضوعة على مسافات فوق بعضها وتزرع فيها الحبوب وتغذى بماء مذاب فيه بعض العناصر السمادية ما يسمح بنمو البادرات سريعا حتى يصل طولها إلى 20- 25سم تقريباً خلال أسبوع واحد وتسمى هذه الزراعة الهيدروبونيك.
لكن مما يحد من اتباع هذه الطريقة ارتفاع تكلفة الإنشاء، ومع ذلك يمكن للمزارع البسيط أن ينتج هذه الأعلاف بتكاليف قليلة باستعمال أدوات بسيطة بداية ثم رويداً رويداً يمكن تطوير هذه الأدوات لتقارب المواصفات العالمية لحاويات الاستنبات.
وعن أهمية الشعير المستنبت تؤكد قانشاو ارتفاع نسبة البروتين والألياف به عن الشعير الجاف ومستواه من الطاقة يعادل حبوب الشعير، ونوع الطاقة سكريات بسيطة سهلة الهضم، في حين في الشعير الحب نشاء معقد، إضافة إلى ارتفاع نسبة الفيتامينات في الشعير المستنبت مقارنة بالشعير الجاف، ويمكن الاستفادة من كامل النبات، فمن الأسفل توجد الجذور البيضاء النظيفة المعقمة مع حبات الشعير وهي تتميز بتغذيتها العالية والتركيز العالي من البروتين والطاقة والألياف ومن الوسط توجد طبقة الرشيم الغنية بالفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية ومن الأعلى توجد الطبقة الخضراء بطول من 15-25سم.
وهي غنية كما يعلم الجميع بكل فوائد اليخضور وكفاءة عالية لاستخدام المياه حيث يتم إنتاج 397كغ من علف الشعير المستنبت من متر مكعب من المياه، في حين ينتج 12.5 كغ فقط لكل متر مكعب من المياه للبرسيم الحجازي المزروع في التربة.
بعبارة أخرى أن إنتاج طن من الشعير المستنبت يحتاج فقط 2.5 متر مكعب مياه وثلاثة أكياس من الشعير تقريباً (150) كغ تنتج طن علف أخضر يوميا يكفي 500 رأس غنم و50 رأس ماشية (1 طن شعير ينتج عنه 7-8 أطنان علف أخضر)، كما أن علف الشعير المستنبت بمساحة 50م2 تنتح كمية شعير مستنبت 180 طناً بالسنة وبما يعادل إنتاج 28 دونم برسيم سنوياً.
ولفتت رئيسة البحوث الزراعية بالقنيطرة إلى أن الشعير المستنبت يقوم بتحسين الصفات الوراثية للحيوان ما يساعد الإناث على إنجاب التوائم.
إضافة إلى قابلية هضمه تصل إلى نسبة 95% ما يساعد على عدم الانتفاخ عند الحيوان ومعدل التحويل تصل إلى 85%، ولا يسبب حموضة مثل الأعلاف المركزة الأخرى وارتفاع كمية الحليب بنسبة كبيرة تصل لـ20 % واللحوم بنسبة 25 % كما أنه سهل التخزين والتداول.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن