شؤون محلية

سياسات… بـ«الباراشوت»

هني الحمدان : 

 

وجهت السهام غير مرة تجاه سياساتنا الاقتصادية وتخبطاتها إزاء بعض المسائل الأساسية، وبنظر البعض كانت هي السبب الرئيس وراء التعثرات والإسقاطات على مدار سنوات عمل الحكومات المتعاقبة.. وبمعنى آخر لم ننل سوى الخيبات والوقوع ببعض الحفر جراء التجارب المعتمدة على رقابنا وجيوبنا…
سياسات انصبت على سوء عملية توزيع مكتسبات التنمية، ويعتقد كثيرون أنها وجهت لمصلحة فئات معينة، هذه الأخيرة استأثرت بمنعكسات النمو والدعم، وتاليا حرمان شرائح واسعة من المجتمع.
حكومات تعاملت مع المواطن وفق مبدأ الأعطية أو الصدقة، تركت الباب واسعا أمام شريحة سرقت وعاثت فسادا لا يوصف، ناسفة كل قنوات التشارك الفاعلة مع الجميع في مشروعات التنمية والإنتاج، هذه المشروعات التي تضمن للجميع تساوي الحقوق والمكتسبات المتأتية من عملية النمو الاقتصادي والبحبوحة التي ازدهرت لبضع سنوات..
ونتساءل الآن: هل سياساتنا الاقتصادية ناجعة…؟! وما مفرزاتها وانعكاساتها على معيشة المواطن وأمنه الاجتماعي..؟!
ما الشيء الذي يهم المواطن.. التجارب والنظريات.. أم لقمة معيشتة..؟! ماذا يعني للمواطن كل السياسات الاقتصادية إذا كانت القوة الشرائية لدخله انخفضت وبنسبة كبيرة جداً..؟ وماذا يعني أن الحكومات أنفقت المليارات لمحاربة البطالة وتشغيل مشروعاتها وكانت النتيجة ارتفاعاً خطيراً بأعداد الفقراء..؟
وماذا يعني تخفيض الرسوم على عديد السلع في حين تفرض ضرائب عالية على معظم ما يستهلكه المواطن من خدمات أساسية…؟ ولنا في أسعار المحروقات حجة..!! دعمنا الخزينة وأفقرنا المواطن..!!
لنكن صريحين هناك اعوجاج ببعض البرامج، فرغم النجاحات المالية التي حققتها البرامج التصحيحية على مستوى الموازنة العامة من حيث معالجة الاختلالات المالية المختلفة، إلا أنها فشلت فشلا ذريعا على المستوى الاجتماعي، وقد أدت سياسة التقشف وشد الأحزمة التي فرضتها البرامج في ظل غياب شبكات أمان اجتماعي إلى زعزعة الاستقرار المعيشي لمعظم السوريين.
ما أحوجنا اليوم لسياسات واقعية تلامس هموم المواطنين، وتعزز مشاركتهم الحقيقية في برامج التنمية، لا أن تتساقط عليهم خطط الحكومة وإجراءاتها بـ«الباراشوت» بعد وضعها من أشخاص ومستشارين لا يحسون بمستوى المعيشة، أو «انلطشت» عن تجارب لدول أخرى..!!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن