شؤون محلية

من حكايا المهجرين.. هكذا فرقتهم الحرب في عيد الأم!

| اللاذقية- عبير سمير محمود

كما كل عيد.. تنتظر أم أحمد أن يعود بها الزمن إلى ما وراء الحرب لتعيد نفسها معنى الشعور بفرحة «عيد الأم» حين يكون جميع أبنائها معها يحتفون بها هي التي أنجبتهم ليكونوا رجالاً حماة للوطن دون أن تدري تفاصيل ما ستحمله سنوات حياتهم.
هكذا تحدثت السيدة الستينية التي أنجبت 3 أولاد لم يفترقوا عنها إلا حينما ضرب الإرهاب هذه البلاد ليمضي كل منهم في سبيل الدفاع عن الوطن كل حسب موقعه.
وتحكي أم أحمد لـ«الوطن» بأن عيد الأم لم يعد كما كان، مضيفة: كل شي بهذا البلد لم يعد كما في السابق.. لا العيد ولا الفرح ولا حتى الحزن كلن تغيروا وصاروا عادات لا أكتر ولا أقل.. لا بالفرح في حدا جنبك ولا بالحزن في حدا يواسيك الحرب فرقت الكل والشباب هم أملنا ليرجعوا كل شي متل ما كان.
يقتصر وصف أم أحمد وهي تحوك كنزة صوفية بسنارتها -وهي رفيقة أيامها- كما وصفتها، لتعيل نفسها وزوجها الذي توقف عن عمله بعد أن هُجّروا من حلب في مثل هذا اليوم (عيد الأم) منذ 4 سنوات، «طلعنا متل هاليوم مع طلوع الضو لما هجموا علينا الإرهابيين وما جبنا معنا شي غير هالسنارة اللي كانت بجزداني ورجعت اشتغل كنزات صوف والحمد اللـه في مين يشتري ويجبر بخاطري وخاطر هالرجال اللي خسر شغله بحلب وعم يشتغل بنقل البلوك عالطلب»
فلم يبقَ لهما ما يحوكانه سوا أيام قليلة قد نلتقي فيها مع أبنائنا وقد لا نراهم أبداً» كما ذكرت أم أحمد.
«كل ولد بديرة، أحمد متطوع بالشام وسليمان بحمص ويامن ضل بحلب وناطر رجعتنا بس تتحرر منطقتنا» تابعت أم أحمد والدموع بللت خيوط الصوف التي بين يديها، « لم أتوقع يوماً بأن تفرقنا ظروف كهذه، كنت أصلي كل يوم لأرى أولادي مع عائلاتهم وأحفادي أتخيلهم بأحلى صورة، إلا أن الحرب نسفت أحلامي وربما لن أرى أولادي مرة أخرى وهذه السنة الثانية التي لم أجتمع بهما في عيد الأم، العيد الذي لا طعم له من دونهم وهم من جعلوني أماً أفخر بهم وأعتز بأنهم بعيدون لحماية وطننا وحماية أرضنا من هؤلاء الإرهابيين الذين دمروا البشر والحجر طيلة هذه السنوات.. ما ضل حكي غير اللـه يفرج ونرجع نعرف نعيش متل أول».

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن