الأخبار البارزةشؤون محلية

قصة موت جديدة في مشفى الباسل في طرطوس نتيجة الإهمال … إدارة المشفى لم تردّ وزوجة المتوفى تطالب الوزارة بالمحاسبة

| طرطوس- الوطن

راجعت مكتب الصحيفة في طرطوس المواطنة ميادة علي إبراهيم وتقدمت بشكوى خطية حول التقصير والإهمال من بعض أطباء مشفى الباسل في طرطوس الذي أودى بحياة زوجها المدرّس جميل سليمان حسن من قرية ضهر رجب بريف طرطوس، وفيما يلي نص الشكوى ومتابعتنا مع إدارة المشفى بخصوصها.

تقول السيدة ميادة: في الساعة الخامسة وخمس وعشرين دقيقة من صباح يوم الإثنين الواقع بتاريخ الثلاثين من كانون الثاني الماضي تعرض زوجي لألم شديد في الصدر وخدر في الأطراف العلوية، فقمت بالاتصال بزوج أختي وقمنا بإسعاف زوجي على الفور بسيارته الخاصة إلى مشفى الباسل، وصلنا قسم الإسعاف في الساعة السادسة إلا ربعاً، وعند دخولنا وجدنا الطبيب المناوب بالإسعاف وبعد توجيه الأسئلة لزوجي ولنا أجرى له تخطيطاً للقلب وطلب منا التوجّه إلى الشعبة القلبية، وفوجئنا بأن المصعد الخاص بالإسعاف وجميع المصاعد في المشفى معطلة وعانينا حتى وصلنا، وبعد الوصول إلى الشعبة القلبية لم نجد الطبيب المختص الذي يجب أن يكون مناوباً في ذلك اليوم، إنما وجدنا طبيباً متدرباً فأخبرناه بما يشعر به الفقيد، فأجرى له تخطيطاً ثانيا بكل برود- مع العلم أن تخطيط القلب المجرى له في الإسعاف منذ قليل كان أمامه- في الوقت الذي كان زوجي يشعر بألم شديد في الصدر وخدر في الأطراف العلوية، على الرغم من أن المتدرب يعلم بذلك ولم يكترث!
أخذ الطبيب التخطيط وذهب ليساعده أحد على قراءته وترك الفقيد يصارع الموت من دون إجراء أي إسعاف أولي له، مع أن ابن أخته أكد للطبيب أنها أعراض جلطة وطلب منه راجياً الإسراع قدر الإمكان بالإنقاذ ولكن من دون جدوى، وبعد نصف ساعة تقريباً أطل علينا حاملاً بيده أربع حبات من الدواء غير المغلّفة أعطاها لابن أخته وقال له أعطه هذا الدواء، فقال له ولكن أين الماء؟! أريد ماء فكان رد (الطبيب) بكل استهتار وانعدام مسؤولية تدبر أمرك! فذهب ابن أخت زوجي مسرعاً لإحضار ماء من ندوة تابعة للمشفى.
وفي هذه الأثناء كان زوجي يصرخ متألماً ويقول: يموت الإنسان ولا ينقذه أحد أين الطبيب؟ أين الطبيب؟ ونتيجة سوء حالته أدخلوه غرفة العناية وبدؤوا يجرون له صدمات كهربائية، وبعد لحظات عاد ابن أخته محضراً الماء فوجد خاله يتعرض لصدمات كهربائية بهدف إعادة إحياء القلب الذي توقف ولكن من دون جدوى، حيث كان قد فات الأوان وتم إعلامنا بوفاته في الساعة السابعة إلا ربعاً.
وتضيف زوجته: لقد فارق زوجي الحياة بمفارقة الضمير والإنسانية في قلوب أطباء هذا المشفى، هل من المعقول هذا الاستهتار؟
والسؤال المطروح لماذا لم يتم تدارك الأمر ويتم إدخال زوجي إلى غرفة العناية المشدّدة مباشرة، ومن ثم القيام بإجراءاتهم التي لم يكن لها جدوى بعد فوات الأوان؟
وخاصة أنه من البديهي جداً معرفة أن هذه الأعراض هي أعراض جلطة.
إن ما حصل لزوجي ليس إلا حالة من الكثير الكثير من حالات ذهب نتيجتها أشخاص عدة ظنوا أن أطباء بلادهم حريصون كل الحرص على ما هم مؤتمنون عليه من أرواح وخاب ظنهم!
فالمشفى أصبح مذبحة، أيعقل أن صرحاً إنسانياً -يفترض بالمقيمين فيه مساعدة الناس والمحافظة على حياتهم- يكون بحال مزرية كهذه؟
كيف الخلاص، وفي كل مرة يتم فيها الاستفسار عن الأجهزة وأعطالها وإهمال الأطباء والهروب من المناوبة يستدرك الأمر بسرعة قصوى ويبدأ فيلم النشاط والمثابرة والأمانة والإخلاص والتفاني والبراعة… الخ؟
وعند السؤال عن العمل يتم الرد بكل ثقة كله تمام!!! كيف؟
وجلّ همّ الأطباء والممرضين تفادي العقوبة! لكل ما تقدم أطالب باسم جميع سكان المحافظة بعدم إعطاء فرص للذين سمّوا أطباء وكانوا قد أقسموا يميناً بالحفاظ على أرواح الناس والتفاني في العمل على حين هم يفعلون العكس، ويجب التركيز على أن الطبيب ليس كمعلم أخطأ بإعطاء معلومة أوحل مسألة وبإمكانه الإصلاح لاحقاً، فقد لا يكون لديه الفرصة لتصحيح هذا إن كان مهتماً بذلك.
كما أطالب باسمي وباسم أولادي الأربعة بالعدل ومقاصصة المتقاعسين ومحاسبة الكادر الطبي وخاصة الطبيب الاختصاصي المناوب الهارب من مسؤولياته والطبيب المتدرب الفاقد للإنسانية والأدب والذي لا يستحق أن يكون في هذا الموقع، فمن لا يملك القدرة على أن يكون طبيباً ناجحاً متمكناً متحملاً للمسؤولية فمن الأفضل أن يجلس في منزله ويكفّ شر بلاهته عن الشعب البريء!
كما نطالب وزير الصحة بالتحقيق في هذه الكارثة والكثير من الحوادث المشابهة واتخاذ الإجراءات الحازمة بحق كل متخاذل ومتقاعس في عمله، وإجراء جولات مستمرة من دون إعلام أو تسريب بمواعيد الزيارة وبشكل مفاجئ.

إدارة المشفى لم ترد
أرسلنا هذه الشكوى كعادتنا إلى مدير عام مشفى الباسل الدكتور محمد حسين بتاريخ 13/2/2017 وطلبنا بيان رده والإجراءات المتخذة حيال ما ورد فيها، وانتظرنا حتى الثامن من آذار الحالي من دون أن يصلنا أي رد، فقمنا في اليوم نفسه بإرسال الشكوى بالفاكس لمدير المكتب الصحفي في وزارة الصحة وقلنا له إننا لم نتلق الإجابة حتى الآن من مدير المشفى، وانتظرنا حتى 21 آذار الجاري ولم يصلنا أي رد حتى تاريخه، ومع اتصالات زوجة الراحل وابنته المستمرة بنا قررنا الدفع بالشكوى للنشر علّ إدارة المشفى ترد ووزارة الصحة تفتح تحقيقاً موضوعياً لتحاسب المقصّرين والمهملين بعد النشر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن