التحالف يفتح تحقيقاً عن حدوث مجازر جماعية جراء الغارات التي نفذتها طائراته … بعد تزايد عدد الضحايا.. الجيش العراقي يعلق عملية غرب الموصل لـ«مراجعة خططنا».. وقلق أممي

أعلن الجيش العراقي عن تعليق عملية استعادة الجزء الغربي للموصل بسبب سقوط الأعداد الكبيرة من المدنيين هناك جراء المعارك، وفقاً لوكالة «رويترز».
ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم الشرطة الاتحادية العراقية سعد معن قوله: «دفعنا سقوط الأعداد الكبيرة من القتلى بين المدنيين داخل المدينة القديمة في الآونة الأخيرة إلى وقف العمليات لمراجعة خططنا. حان الوقت لوضع خطط هجومية وتكتيكات جديدة».
وأضاف: «نحتاج إلى التأكد من أن طرد داعش من الحي القديم لن يؤدي إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى المدنيين. نحن بحاجة لعمليات شديدة الدقة لاستهداف الإرهابيين، دون التسبب في وقوع أضرار جانبية بين السكان».
وسبق للمتحدث باسم قوات الرد السريع العراقية المقدم عبد الأمير المحمداوي أن قال الجمعة: لا عمليات في هذا اليوم، مضيفاً: إن الهجمات ستستأنف قريباً بالاستعانة بـ«أساليب جديدة» تناسب القتال في الحي القديم أكثر.
ومن جانبها عبرت الأمم المتحدة عن قلقها أمس بسبب تقارير عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين في واقعة خلال معركة استعادة السيطرة على مدينة الموصل العراقية.
وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق ليز جراند في بيان لها: «صدمنا لهذه الخسارة الفادحة في الأرواح».
ويأتي ذلك بعد أن أفادت مصادر عسكرية وسياسية وإدارية في العراق، إضافة إلى شهود عيان متعددين، بمقتل من 120 إلى 200 مدني على الأقل جراء غارات جوية على منطقة سكنية في حي الموصل الجديدة غرب المدينة جراء ضربات طيران التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش» بقيادة الولايات المتحدة.
وأعلن التحالف أنه فتح تحقيقاً في التقارير عن حدوث مجازر جماعية للسكان المدنيين في الموصل جراء الغارات التي نفذتها طائراته في الفترة من 17 إلى 23 آذار الجاري.
وفي السياق أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية أن أكثر من 200 ألف شخص نزحوا من الجانب الأيمن لمدينة الموصل منذ انطلاق العمليات العسكرية الشهر الماضي لاستعادته من قبضة إرهابيي تنظيم «داعش».
وقالت دائرة المعلومات والبحوث في الوزارة في بيان أمس: «تم إيواء 86235 شخصاً في مخيمات الجدعة والحاج علي ومدرج المطار في ناحية القيارة جنوب الموصل و39314 شخصاً في مخيمات الخازر وحسن شام وجه مكور و3255 في مخيم النركزلية التابع لمحافظة دهوك على حين تم إيواء 72471 داخل المناطق المحررة في الساحل الأيسر لمدينة الموصل».
وبدأت القوات العراقية في الـ19 من شباط الماضي عملية كبيرة لاستعادة الجانب الأيمن من مدينة الموصل وسيطرت على نصف مساحته بعدما سيطرت على كامل الجانب الأيسر بعد معارك مع إرهابيي «داعش» أسفرت عن تكبيدهم خسائر كبيرة.
ميدانياً، قُتل 37 عنصراً لتنظيم «داعش» إثر استهداف اجتماع لهم في جامع المحسنين وسط تلّعفر، على حين خاضت القوات العراقية اشتباكات عنيفة مع داعش على محاور عدة في الموصل القديمة ومحيطها.
وتمكّنت القوات العراقية من تحرير مناطق الجسر العتيق وسوق الأربعاء والباشا في الموصل القديمة، كما استهدفت مواقع داعش بقذائف المورتر والقذائف الصاروخية في المنطقة. وأشار إلى استشهاد 10 مدنيين جراء انفجار سيارة مفخخة في حي الموصل الجديدة.
وقام تنظيم داعش بقتل 17 مدنيّاً كانوا يحاولون النزوح من حي 17 تمّوز في الساحل الأيمن للموصل باستهدافهم بقذائف المورتر، حين كان المدنيون يتوجهون نحو القوات العراقية في وادي حجر.
وسيطرت القوات العراقية على أكبر معمل تفخيخ لـ«داعش» في مدينة الموصل، على حين كان سلاح الجو العراقي يشن غارات على مواقع التنظيم في الموصل القديمة.
وفي هذا الإطار، ذكر مراسل الميادين أن 2000 من عناصر داعش في الموصل القديمة.
وحاصر الحشد الشعبي داعش داخل مدينة تلّعفر وقطع جميع خطوط إمداده، على حين إن قرار دخول الحشد الشعبي إلى المدينة بيد الحكومة العراقية.
رويترز – سوبتنيك – أ ف ب- وكالات