رياضة

إبداع رياضي

مالك حمود : 

حكمة الحياة تتجسد في مقولة: (العيش على هامش الحياة خطأ تعاقب عليه الحياة).
هي حكمة للطامحين والعازمين والباحثين عن مكان متميز في ملعب الحياة، ملعب كبير، ورياضيون كثر، ولكن المكانة اللائقة للأجدر والأقدر على ترك أثر فاعل في الميدان، والتطور وعدم البقاء في المكان نفسه.
عشرات السنين ونحن نحلم ونعمل لوصول منتخبنا الأول بكرة القدم إلى كأس العالم التي سبقنا إليها الكثيرون، وتبقى ألعابنا الفردية الأكثر تعبيراً عن إرادة الرياضة السورية، وقدرتها على بلوغ الميادين العالمية وحتى اعتلاء منصاتها.
مئات الملايين صرفت على المنتخبات التي تعاقبت على كرتنا ولم تفلح بتحقيق فرحة بلوغ المونديال! ولكن الغزال كالغزال يحقق المجد، فمجد الغزال يفوز بالبطولة الأسيوية ويتأهل إلى بطولتي العالم في الصين وأولمبياد 2016.
وبطل واحد يحقق ما عجز عنه مئات اللاعبين في المستطيل متخطياً ارتفاع 219 سم محققاً الرقم الحلم لألعاب القوى السورية التي بقيت قرابة نصف قرن تحلم ببطل يتمكن من تخطي المترين، فإذا بالغزال السوري يعوض صبر السنين ويحقق الفخر للملايين.
تكريم البطل مجد الدين غزال جاء في وقته، والوعد بدعمه بالمعسكرات والمشاركات ضمن التحضير للقادمات أمر مهمّ وحكيم لبطل رفع علم الوطن في ميادين الرياضة القارية والدولية وكان خير سفير لبلده في الرياضة، ويبقى الأمر أكثر من ذلك، ويبقى الغزال حالة رياضية فريدة لن نقول إنها طفرة فسورية (طالما كانت ولادة للأبطال) ولكنها تستحق الاهتمام الخاص والتعامل معها كمشروع وطني رياضي جدير بأن ترصد له الإمكانات المادية والفنية والمعنوية للوصول بموهبته إلى أقصى درجات الإبداع الرياضي، ذلك الإبداع الممكن من العديد من رياضيينا الموهوبين الذين يجدر التعامل معهم تحت ذلك العنوان، باعتبارهم ثروة وطنية تستحق رعايتها واستثمارها بالشكل الأمثل، في خطوة قد تشابه مشروع (البطل الأولمبي) الذي سمعنا عنه سابقا، ولكن لنتعامل مع الموضوع هذه المرة بطريقة مختلفة وخاصة في زمن تعاني فيه رياضتنا وأبطالها ظروفاً صعبة، حيث الحاجة للتعامل هنا بنمط نوعي لتفعيل طاقات الإبداع الرياضي السوري وما أكثرها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن