الأولى

بعد خسارتها في دمشق وحماة ودرعا «تحرير الشام» في مأزق

| عبد اللـه علي

يبدو أن «هيئة تحرير الشام – هتش» بخسارتها في درعا ودمشق وحماة، قد تكون خسرت أيضاً الفرصة الأخيرة التي أتيحت لها من أجل إثبات فاعليتها وجدوى بقائها في حسابات بعض الأطراف الإقليمية والدولية.
وسجل نجاح الجيش السوري في إفشال جميع الهجمات التي قادتها «هتش» في المحافظات الثلاث جملة من الحقائق أهمها: أنه ليس بمقدور أي ميليشيا مهما بلغ عددها أن تحقق أي اختراق نوعي على أي جبهة من جبهات القتال، ففي ريف حماة على سبيل المثال كانت هناك عشرات الميليشيات التي قاتلت على ثلاثة محاور مختلفة ومع ذلك تمكن الجيش من مقاومتها جميعاً واسترداد معظم الأراضي التي سيطرت عليها عند بداية الهجوم.
والحقيقة الثانية أن المعارك التي تشنها الميليشيات على جبهات متقاربة غالباً ما يكون الهدف منها منافسة بعضها بعضاً وليس التنسيق فيما بينها، وهذا ما يفسر الشماتة المتبادلة في حالات الفشل والتراجع حيث كان الأمر جلياً في كل من معارك جوبر وريف حماة الشمالي عندما استغلت ميليشيا «جيش الإسلام» إخفاق هجوم جوبر للطعن بخصميها «جبهة النصرة» و«فيلق الرحمن»، كما كانت الشماتة سيدة الموقف بين الميليشيات في ريف حماة الشمالي إزاء تقدم الجيش على محور هذه الميليشيا أو تلك.
أما الحقيقة الثالثة، فهي أن أداء «هتش» العسكري كان عادياً للغاية ولم يطرأ عليه تغيير كبير نتيجة الاندماج الذي حصل بين «النصرة» وميليشيات عديدة بينها «حركة نور الدين الزنكي»، وبقي الأداء عند حدوده المعتادة رغم انضمام «التركستان» و«القوقاز» و«الأوزبك» إلى غرفة عمليات «وقل اعملوا» حيث عجزت جميع هذه الميليشيات عن اقتحام قرية قمحانة رغم كل المفخخات والأرتال التي استقدمت لأجلها، بل اضطرت إلى الانسحاب بسرعة من المناطق التي سيطرت عليها تحت وطأة الهجوم المعاكس الذي شنه الجيش السوري.
في المقابل فإن ميليشيا «أحرار الشام» التي قادت غرفة عمليات «صدى الشام» بالتحالف مع «فيلق الشام» وفصائل أخرى، ورغم أنها أظهرت أداء في غاية الضعف، إلا أن مجريات معركة حماة، قد تصب في صالحها وتمكنها من التخلص من الضغوطات التي تمارسها «هتش» عليها خاصةً أن الأخيرة فشلت في تقديم صورة قوية عن نفسها.
في الغضون تسربت معلومات عن نية بعض الميليشيات الاندماج مع بعضها في غرفة عمليات واحدة بهدف محاربة «تحرير الشام» سواء بقيادة أميركية أو تركية. ورغم أن بعض الميليشيات المعنية سارعت إلى نفي هذه التسريبات، إلا أنه يبقى من المحتمل أن تتخذها «هتش» ذريعة لإطلاق حملة تطهير استباقية ضدهم.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن