شؤون محلية

مخترعون للتّبني

محمود الصالح : 

هذا زمان يجب أن يتميز فيه الغث من السمين لأنه في مرحلة مفصلية في جميع مناحي الحياة، وإذا كانت الحاجة أم الاختراع كما يقال فإننا في سورية نعتبر من أكثر شعوب العالم قدرة على التكيف مع كل الأحوال والظروف ومع ما تعانيه البلاد من دمار وحصار وقلة في الموارد نجد الكثير من الشرفاء من آثروا البقاء في هذا الوطن اعترافاً بحقوقه عليهم وقدموا ما يستطيعون. من هؤلاء هناك مجموعة من المخترعين ممن دعتهم الحاجة إلى ابتكار الحلول لمعالجة النقص ومنعكسات الحصار والتخريب ونهب مقدرات الوطن ومن بدون ذكر الأسماء هناك من أوجد حلاً لنقص الطاقة من خلال اختراع بدائل للطاقة للتدفئة وطهي الطعام من خلال مواد رخيصة ومتوافرة بكثرة ولا تخطر على بال أحد وبأسعار زهيدة تصل إلى 30% من كلفة المازوت وغاز البوتان.
واختراع آخر لتوليد الطاقة الكهربائية المجانية والدائمة وبكميات اقتصادية إضافة إلى مواد صناعية يصعب استيرادها وتشكل إحدى المواد الأولية لصناعة الأحذية والجلديات وبعض أنواع المبيدات التي كنا ندفع ثمنها بالقطع الأجنبي وصناعة أجهزة الخليوي والقائمة طويلة، هؤلاء المخترعون سدت الأبواب في وجوههم وتعرضوا إلى الابتزاز لكنهم قرروا الاستمرار في وضع إبداعاتهم في خدمة وطنهم بالرغم من العروض والمغريات الخارجية الهائلة التي تعرض عليهم.
وهم بحاجة إلى جهات رسمية أو خاصة وطنية متجردة من الروتين لتبنّيهم والاستفادة من مخترعاتهم لأن فيها خيراً كبيراً لمصلحة الوطن يقدر بمليارات الليرات في حال وصلت إلى مرحلة الإنتاج الاقتصادي لهذه المخترعات وبشكل خاص في موضوع الطاقة البديلة للمازوت والغاز والكهرباء، فهل تثوب الجهات المعنية بمثل هذه القضايا إلى رشدها وتعرف أنه يجب أن نستثمر كل فكرة أو مبادرة تظهر في هذا البلد أو يتبرع بها مغترب أو يقدمها محب لهذا الوطن؟ نعتقد أن هذه أبسط حقوق الوطن علينا في وقت أنكر الكثيرون حليبهم!!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن