سورية

الأردن ولبنان يستجدون الأموال.. وألمانيا تدعو السعودية لتحمل المسؤولية … مؤتمر بروكسل: ندعم مستقبلاً سلمياً لسورية في دولة مستقلة ذات سيادة

| وكالات

أكد المؤتمر الدولي حول سورية التزام المجتمع الدولي في العمل معاً لدعم مستقبل سلمي لسورية في دولة مستقلة ذات سيادة، إضافة إلى «ضرورة إيصال الدعم الإنساني لكل المناطق السورية»، لكنه وكما هو متوقع اشترط ما سماه «الانتقال السياسي» للبدء في مرحلة إعادة الإعمار، في ظل موقف ألماني لافت دعا السعودية ولأول مرة إلى تحمل المسؤولية.
وانعقد المؤتمر برئاسة مشتركة من الاتحاد الأوروبي وألمانيا والنرويج والمملكة المتحدة والأمم المتحدة والكويت وقطر، وبمشاركة وفود من نحو 70 دولة وجهة دولية.
وأوضحت منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني خلال مؤتمر صحفي في ختام أعمال المؤتمر في بروكسل أن المجتمع الدولي ملتزم اليوم بالعمل معاً لدعم مستقبل سلمي لسورية في دولة مستقلة ذات سيادة، قائلة: «إننا بحاجة ماسة لإدخال المساعدات إلى سورية وإنهاء الحرب الدائرة هناك منذ عدة أعوام»، حسب موقع «اليوم السابع» الإلكتروني المصري.
وأشارت موغريني إلى أنه تم الالتزام بالعمل من أجل سلام مستدام ومعالجة كل الاحتياجات الطارئة في سورية ودعم عمل دول الجوار في استضافة أكثر من 5 ملايين لاجئ.. لافتة إلى أن المساعدات الإنسانية لابد من وصولها للفئات الضعيفة والمحتاجة في سورية وخاصة النساء والأطفال.
وشددت المسؤولة الأوروبية على أن سورية بحاجة إلى حل سياسي عبر التفاوض بين الأطراف السورية على أساس قرارات مجلس الأمن ذات الصلة إضافة إلى بيان جنيف.. لافتة إلى أن أي حل دائم للنزاع لابد أن يكون ملبياً للطموحات الديمقراطية للشعب السوري».
وتطرقت إلى قضية «اللاجئين في دول الجوار» مؤكدة أنه تم الاتفاق خلال المؤتمر على توقيع اتفاقيات مع لبنان والأردن لتقديم الدعم المتواصل لهما.
بدوره نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» عن موغريني إشارتها «إلى أن عملية إعادة الإعمار في سورية لن تتم قبل انطلاق عملية سياسية شاملة وانتقال سياسي للسلطة بالتوازي مع العمل العسكري ضد داعش».
كما أشادت موغريني بمساعي المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، وضرورة دعم محادثات جنيف حول الأزمة السورية.
من جهته شدد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين على ضرورة إنهاء الأزمة الإنسانية بأسرع وقت ممكن، منوهاً بأن المشكلة الأساسية هي تأمين وإيصال المساعدات.
وقال أوبراين -في كلمته بختام أعمال المؤتمر-: «إن التحدي الأساسي الذي يواجهنا في سورية هو العمل الإنساني وتأمين وصول المساعدات للاجئين السوريين».. مشدداً على ضرورة أن تكون هناك خطة استجابة تربط بين البرامج التي تقوم بحماية الأشخاص والأموال التي تساعد على شراء المساعدات.
ومن جانبه لم يأخذ وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون بالتحولات الدولية الأخيرة إزاء الموقف من الأزمة السورية فقال: «إنه لابد من المضي في مرحلة انتقالية من دون (الرئيس) الأسد».
أما الموقف الألماني فجاء بجديد لافت، فبعد أن كان يوجه أصابع الاتهام إلى روسيا وإيران بعرقلة الحل السياسي، دعا هذه المرة وزير الخارجية الألماني زيجمار جابريل «روسيا والسعودية وإيران والأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتها من أجل تحقيق تقدم بالمسار السياسي في سورية»، وقال: «نحن نريد أن ندعم هذا المسار وتحقيق المصالحة وأن تكون هناك انتخابات نزيهة وأن نقدم المساعدات الإنسانية للذين يعيشون في ظروف مأساوية وإعادة الاستقرار إلى دول الجوار»، مضيفاً: إنه «لا يمكن الجلوس وترك نظام (الرئيس) بشار الأسد بلا محاسبة، قائلاً: إن هذا ما ستحاول الأمم المتحدة فعله».
وكان جابريل قد صرح في وقت سابق اليوم بأن بلاده خصصت نحو 1.3 مليار يورو في العام الماضي لمساعدة اللاجئين السوريين لفترة زمنية تتراوح ما بين 18 شهراً إلى عامين.
وفي المواقف العربية دعا وزير الخارجية الكويتي صباح الخالد الحمد الصباح «المجتمع الدولي إلى الوصول للمحتاجين في سورية ومساعدة الدول التي تتحمل أعداداً كبيرة من اللاجئين السوريين.. إضافة إلى الاهتمام بالمسار السياسي لوضع الشعب السوري على طاولة المفاوضات لرسم مستقبل الحياة في سورية».
أما رئيس الوزراء الأردني هاني الملقي، فشدد في كلمة له خلال المؤتمر نقلتها وكالة أنباء «بترا» على أن قدرة اﻷردن على الاستمرار في تقديم الخدمات للسوريين ستتأثر سلباً، من دون استمرار دعم المجتمع الدولي، محذراً من أن ترك الدول المجاورة المضيفة للاجئين من دون الدعم المطلوب، سيسهم في أن تمتد الأزمة بعيداً، وسيكون لها ثمن باهظ يزيد من المعاناة الإنسانية لهم.
أما رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، فقال في المؤتمر: إن «لبنان قد لا يستطيع الاستمرار في تحمل تبعات استضافة اللاجئين».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن