رياضة

فادي الدباس لـ«الوطن»: الدوري خطا خطوات سريعة نحو النجاح والتميز … نجاح المنتخب عمل سوري وطني لكل أبناء سورية

| ناصر النجار

بعد سنوات عجاف انطلق اتحاد كرة القدم بسرعة لافتة ليتجاوز الكثير من المطبات والعقبات ويصل إلى كل ما يتمناه معظم السوريين، فمنتخبنا وصل إلى مرتبة عالمية متميزة بتصنيفه الدولي وبات يقارع عمالقة آسيا في عقر دارهم، والدوري العام انطلق من مرحلة الفوضى والعشوائية إلى مرحلة جيدة من التميز وحقق نجاحاً ملحوظاً.
كل هذه النجاحات ساهم بها أشخاص قليلون، منهم رئيس اتحاد كرة القدم صلاح رمضان، صمام الأمان في الاتحاد، ومنهم الجندي المجهول محمد فادي الدباس نائب رئيس اتحاد كرة القدم الذي أشرف على منتخبنا الوطني وقدّم له العير والنفير، وعلى الدوري الممتاز الذي حرص على جعله اسماً على مسمى…
«الوطن» استضافت الدباس وخرجت بالحوار الآتي…

حلم اقترب
في تصنيف الفيفا الأخير، وصلت كرتنا إلى المرتبة الثمانين عالمياً، هل هو سقف طموحاتنا؟
مسيرة كرة القدم لا تتوقف عند حد معين، لا شك أن طموحنا أكبر مما وصلنا إليه بكثير، ونحن نجتهد للوصول إلى مراتب أعلى، وهذا يتوقف على الهدف القادم والإمكانيات التي وضعناها من أجل تحقيقه.
قبل عامين وضعنا هدفنا (سورية في روسيا 2018)، البعض سخر منا وخصوصاً أن كرتنا لم تكن مؤهلة لذلك ووصل ترتيبها الدولي إلى المرتبة 158، لكننا بالعزيمة والإصرار وصلنا إلى المرتبة (80)، تحقيق هذا الهدف وهو حلم صار اليوم أقرب إلى التحقيق وهو ليس بعيداً عنا، يحتاج تحقيقه لجهد عال وظروف تخدمنا، حافظنا على المركز الرابع طوال التصفيات، وهدفنا اليوم الوصول إلى المركز الثالث، ندرك أنه صعب، لكنه ليس مستحيلاً، وسنسعى إليه بكل ما نملك من قدرة وإمكانيات.

ما نقطة التحول في مسيرة المنتخب الوطني؟
الخسارة الثقيلة أمام اليابان مرتين في التصفيات الآسيوية التمهيدية وضعتنا أمام مفترق طرق، فإما أن نبقى في مكاننا، وإما أن ننطلق إلى نادي الكبار، وهذا ما سعينا إليه، لا أنكر أننا في البداية مررنا بمرحلة مملوءة بالصعوبات وخصوصاً ما يتعلق بالكادر الفني، حيث حاولنا في البداية أن نحصل على مدرب أجنبي محترف يضيف إلى منتخبنا نقلة نوعية ويضعه في مصاف الكبار، الخيارات التي كانت أمامنا كان بعضها غير ملبٍ وبعضها الآخر اصطدم بعقبة الشروط المالية، فضلاً عن أن البعض الآخر وافق على شروطنا، لكنه رفض الإقامة والتدريب بدمشق، وهذا ما لا نقبله أبداً، فكان خيارنا الموفق بأيمن حكيم الذي كان أهلاً للثقة.

المنتخب الذهبي
البعض وصف منتخبنا بأنه المنتخب الذهبي للكرة السورية؟
هذه حقيقة، فلاعبونا هم أفضل جيل كروي أنجبته سورية، وهو أفضل جيل حقق نتائج لـ«الوطن»، والحقيقة الأخرى التي يجب أن يعرفها الجميع أنه من خلال العامين الماضيين تم تصنيف جميع لاعبينا بعد أن تم اختبارهم بشكل جدي، ولدينا الآن قناعة تامة عن مستوى اللاعبين ومدى فائدتهم للمنتخب، لذلك اختبار أي لاعب جديد، سيكون بمنتهى السهولة.
من جهة أخرى وصل منتخبنا إلى المستوى الأول على الصعيد الآسيوي فترتيبنا آسيوياً في المركز الثامن، وكذلك عربياً، ليس الترتيب فقط، فهو أمر شكلي رغم أهميته، الموضوع الأهم أن منتخبنا صار له شخصية وهوية، المباريات الأخيرة للمنتخب تبلورت فيها شخصية المنتخب وكنا أنداداً في كل شيء للمنتخبات الأخرى، ومع كوريا الجنوبية تهيأت لنا العديد من الفرص، وتصدت العارضة في وقت متأخر لكرة خطيرة، وكنّا نستحق التعادل.

ما التحضيرات القادمة للمنتخب؟
على الصعيد الفني سنجدد عقد الطاقم الفني للمنتخب ونحن في جولة مباحثات مع المدرب أيمن حكيم ومساعديه بهذا الشأن، وهناك تغييرات في بعض المراكز الأخرى، فكل شخص في كادر المنتخب لم يثبت وجوده وقصّر في عمله سيتم استبعاده.
على صعيد الاستعدادات للمباريات القادمة من التصفيات سنلعب مع عمان في مسقط في 30/5 والمباراة هذه خارج أيام الفيفا وسنشرك بها اللاعبين القادرين على الوجود في مسقط، وسنلعب في 7/6 مع اليابان وستكون المباراة هذه الاستعداد النهائي لمباراة الصين الحاسمة التي ستجري في ماليزيا يوم 13/6.

معوقات وصعوبات
ما أهم معوقات عملكم التي تعترض سبل تقدم المنتخب؟
هناك معوقات كثيرة تتعلق باللعب خارج أرضنا وما يرافق ذلك من نفقات باهظة وجهد وتعب وإجراءات، أيضاً ضعف الحالة المالية التي تمنعنا من إجراءات يمكن أن تضيف شيئاً إيجابياً للمنتخب، وبرأيي الخاص إن أهم معوق يواجهنا هو الخطاب الإعلامي الذي أراه مجحفاً من البعض، ونأمل من الجميع أن يستقي المعلومات من مصادرها، فنحن حريصون على وضع الجميع في الصورة الصحيحة لكل أعمال المنتخب واتحاد كرة القدم.

لأن الشيء بالشيء يذكر، سمعنا عن موقع خاص باتحاد الكرة، ما مصيره؟
الموقع جاهز، وهو رصد كل نشاطات اتحاد كرة القدم الأخيرة ويضم نوافذ عديدة ستغني المتصفح كثيراً بمعلوماته، ونتمنى من الزملاء التعاون بأرشيفه، الموقع واجهته بعض الصعوبات الفنية والتقنية من مركز الحجز، وخلال مدة قصيرة سيتم بثه.

الدوري الممتاز
شكل جديد للدوري ومتابعة دؤوبة من اتحادكم، كيف تقيّمون العمل بعد نهاية ذهاب الدوري الممتاز؟
الدوري في صورته السابقة كان ضائعاً بين الهواية والاحتراف، في الموسم الجديد، حاولنا إجراء نقلة نوعية على الدوري من خلال تطبيق القوانين الدولية على المباريات وهو ما لم تعتد عليه أنديتنا، فواجهت صعوبة في البداية، ثم دخلت الأجواء سريعاً.
حرصنا على القضاء على الفوضى، من خلال إلزام الأندية بالمواعيد الدقيقة سواء أكانت بالحضور إلى الملعب أو وقت الإحماء قبل المباراة، والبدء بالمباراة بوقتها المفترض، وعاقبنا كل المخالفين، كذلك وضعنا إجراءات للباس الفريقين وللائحة الاسمية للمباراة على أن تكون مطابقة للقرار الدولي، وأكدنا ضرورة مصافحة الفريقين والحكام بعد المباراة تطبيقاً للروح الرياضية وقانون اللعب النظيف.
النجاح الذي حققناه في الدوري كان بسبب التطبيق الصحيح للقانون، ولأن لجنة الإشراف كانت على مسافة واحدة من الجميع، فلم تجامل أحداً على حساب غيره، سواء أكان فريقاً أم لاعباً أم مدرباً.
تعاملنا مع كل المخالفات بروح القانون لأسباب عديدة، أهمها رأينا في العقوبات أن تراعي الجانب التربوي فهي ليست قصاصاً من أحد، وثانياً: وجدنا أن التحول نحو دوري يتمتع بقوانين صارمة يحتاج بعض الوقت لتعتاد الفرق وكوادرها عليه، فكانت العقوبات الخفيفة لتقوم مسيرة الفرق ولتعيد المخالفين إلى رشدهم.

البعض رأى في تأجيل مباريات الجيش والوحدة بالدوري انحيازاً من اتحاد الكرة لهذين الفريقين؟
لا أسميه انحيازاً، إنما هو دعم قدمه اتحاد كرة القدم للفريقين حرصاً على مشاركة فاعلة للفريقين بالبطولة الآسيوية، وهذا تم لفترة معينة، واليوم لن نقبل بأي تأجيل لأن الأيام القادمة لن تخدمنا وذلك حرصاً على إنهاء روزنامة الدوري بوقتها.
ملاعب ومتاعب
غمز البعض باتجاه القرار التحكيمي الذي كان نقطة سوداء في الدوري؟
نعترف في البداية أننا نعاني نقصاً في الحكام، لكن لدينا الكثير من الحكام الذين أثبتوا قدرتهم على قيادة أصعب المباريات، القضاء على الخطأ التحكيمي من المستحيلات، وهذا ما نراه في كل الدوريات العالمية وكذلك البطولات، تسعى لجنة الحكام من خلال تواصلها مع حكامها عبر الندوات والدورات لتقليص حجم الأخطاء، لتصبح خفيفة وغير مؤثرة على مجرى المباريات ونتيجتها، واتحاد كرة القدم تشجيعاً للحكام يقدم مكافأة شهرية لأفضل حكم ساحة وأفضل حكم مساعد.

العديد من الأندية تشتكي ضغط النفقات المالية الذي يتطلبه الدوري، هل من مجال لمساعدة الأندية؟
أولاً: موضوع المال ليس من اختصاصنا، وعلى الأندية تدبر أمورها المالية، ثانياً: هناك إعانات مالية يقدمها المكتب التنفيذي للأندية، ورصد اتحاد كرة القدم مكافآت مالية للفرق بعد نهاية الدوري كل فريق حسب موقعه، الأهم: أن اتحاد كرة القدم يبحث عن استثمار الدوري عبر حقوق البث الفضائي والإذاعي ليدعم الأندية من عوائد هذا الاستثمار.

الكثير من الأندية تشتكي سوء حال الملاعب؟
جاهزية الملاعب ليست من اختصاصنا، والمكتب التنفيذي يجتهد في عملية الصيانة، ونأمل أن نجد ملاعب صالحة لتساهم برفع المستوى الفني للدوري.

كلمة أخيرة…
كرة القدم لعبة جماعية، فما تم إنجازه على صعيد المنتخب والدوري هو نتيجة عمل جماعي وطني، وهنا نخص بالشكر مدربنا الوطني أيمن الحكيم وكل الكادر الإداري والفني والطبي الذي عمل بإخلاص ومحبة وتفانٍ، والشكر الكبير لكل اللاعبين الذين لم يبخلوا ببذل أي قطرة عرق في سبيل المنتخب، وكل الشكر لكل من تعاون معنا في إنجاح الدوري الممتاز وخاصة لجنة الإشراف على الدوري، وهناك جنود مجهولون يبذلون ما يستطيعون في سبيل إنجاح عمل المنتخب ونخص منهم وزير الدفاع ووزير الداخلية ومدير الهجرة والجوازات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن