سورية

إسرائيل «غاضبة» من اتفاق الجنوب! … أضخم مناورات منذ عشرين عاماً لمحاكاة حرب مع حزب اللـه

| الوطن- وكالات

انتقلت «إسرائيل» إلى طور جديد في التعبير عن رفضها لاتفاق جنوبي غربي سورية، وعملت على قرن تهديداتها بالأفعال معلنةً عن «مناورات عسكرية» تحاكي حرباً مع حزب اللـه اللبناني.
وعبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن الغضب الشديد حيال اتفاق الزعيمين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب على إقامة منطقة تخفيف تصعيد في منطقة جنوبي غربي سورية على هامش قمة دول مجموعة العشرين في مدنية هامبورغ الألمانية. وأوفد نتنياهو وفداً استخباراتياً عسكرياً إلى العاصمة الأميركية واشنطن من أجل إقناع أقطاب إدارة ترامب بمشروعه لإقامة منطقة عازلة في القنيطرة تستبعد من الاتفاق الروسي الأميركي. إلا أن الوفد أخفق في زعزعة الأميركيين عن اتفاقهم مع الروس.
وعاود رئيس الوزراء الكرة عبر زيارة منتجع سوتشي الروسي ولقائه بوتين، إلا أن الأخير لم يوافق على الطلبات التي حملها نتنياهو. وفور عودته من سوتشي أطلقت الحكومة الإسرائيلية سلسلة تهديدات حيال إيران محذرةً من تجذر الوجود الإيراني في سورية وملوحة بعمل عسكري لمنعها من ذلك.
وقبل عشرة أيام، نقلت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية عن وزير إسرائيلي تحذيره من أن «إيران ستدفع ثمناً باهظاً في حال قررت البقاء في سورية» وأضاف: «هناك الكثير من الأهداف لإيران التي بالإمكان ضربها».
وفي الغضون، بدأ الجيش الإسرائيلي بدءاً من يوم أمس، تدريباً عسكرياً واسع النطاق يحاكي حرباً مع حزب اللـه، في أضخم مناورات من نوعها منذ قرابة 20 عاماً.
وتريد «إسرائيل» لهذه التدريبات أن تعكس تصميمها على عدم استبعادها عن معادلات المنطقة الناشئة عن مرحلة ما بعد تنظيم داعش، التي تتربع على صدارتها روسيا، إيران، والولايات المتحدة، مع تجاهل كامل لمصالحها.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر في وزارة الدفاع الإسرائيلية، قوله: إن هذه المناورات ستتيح محاكاة «مختلف السيناريوهات التي يمكن أن تواجهها (إسرائيل) إذا ما خضنا نزاعاً مع حزب اللـه».
وحسب مصدر عسكري آخر طلب بدوره عدم نشر اسمه، فإن هذه المناورات سيشارك فيها عشرات آلاف العسكريين، بمن فيهم جنود في الاحتياط، إضافة إلى طائرات وسفن وغواصات.
وأضاف المصدر: إن الجيش الإسرائيلي سيجري خلال هذه التدريبات محاكاة لمستشفيين ميدانيين وسيختبر تكنولوجيات جديدة مثل شاحنات من دون سائقين أو طوافات من دون طيارين لتنفيذ عمليات إخلاء.
وبدأت «إسرائيل» استعداداتها لهذه المناورات قبل عام ونصف العام، علماً بأن آخر مناورات عسكرية بهذه الضخامة تعود إلى عام 1998 عندما أجرى الجيش الإسرائيلي محاكاة لحرب مع سورية.
وتتهم «إسرائيل» الحزب اللبناني بتخزين ترسانة من الأسلحة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية استعداداً لحرب جديدة بينه وبين إسرائيل.
وكانت «إسرائيل» شنت في صيف 2006 حرباً على لبنان استمرت شهراً وأوقعت أكثر من 1200 شهيد في الجانب اللبناني أغلبيتهم مدنيون، و160 قتيلاً في الجانب الإسرائيلي أغلبيتهم عسكريون.
وغالى الإسرائيليون في أهدافهم إذ باتوا يتحدثون عن هزيمة حزب اللـه وليس ردعه، حسبما ذكرت صحيفة هآريتس الإسرائيلية، على الرغم من أن الوجود العسكري الروسي في سورية يخلق واقعاً أكثر تعقيداً.
ويعتقد الإسرائيليون أن الواقع الإستراتيجي لديهم اليوم تحول لمصلحتهم وبات مختلفاً عما واجهه الجيش الإسرائيلي قبل عقد من الزمن، وفق «هآريتس». وأشارت الصحيفة إلى غرق الجيش العربي السوري في محاربة الإرهاب، ما جعل حزب اللـه هو العدو الأساسي لتل أبيب، ولبنان هو ساحة القتال الأكثر إثارة للقلق لـ«إسرائيل». وباتت «إسرائيل» تعتبر سورية الآن مسرحاً ثانوياً يمكن أن يكون جزءاً من حرب مستقبلية مع الحزب في ظل ظروف معينة، مثل تعزيز النشاط الإيراني على طول القسم المحرر من الجولان العربي السوري.
وستسعى «إسرائيل»، بحسب «هآريتس» إلى الاستفادة من هذه المناورات لإيصال رسالة رادعة مفادها أنه رغم تحسن قدرات الحزب على مدى السنوات 11 الماضية، فإن زيادة قدرات الجيش الإسرائيلي على الاستطلاع الجوي والاستخباراتي والتكنولوجي والأرضي أكبر بكثير.
وعلى الأرجح أن تقود أي حرب إسرائيلية جديدة إلى تعزيز الدور الروسي في المنطقة وخصوصاً أن سيطرة الروس الجوية تفرض أخذ مواقفها بالحسبان فضلاً عن أنهم أكثر القوى على استغلال مكانتهم لتسوية أي حرب قادمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن