اعتبرت أن مواقف الحلفاء الروسي والصيني والإيراني وحزب الله لا تقدر بثمن … شعبان من حماة: سورية ستحرر كل شبر من أراضيها
| حماة- محمد أحمد خبازي
أكدت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان، أمس، أن سورية مستمرة في حربها على الإرهاب وستحرر كل شبر من أراضيها.
وقالت شعبان خلال الندوة الوطنية التي أقامتها مديرية الثقافة بحماة في دار الأسد للثقافة بعنوان «الشخصية السورية الوطنية البنية الجديدة» بحضور رسمي وشعبي كبير: ونحن نحتفل بالانتصار العظيم وتحرير ريف حماة وخان شيخون من براثن الإرهابيين والطامعين والمستهدفين.. أتوجه بالتحية لكل فرد في محافظة حماة في السقيلبية ومحردة وفي كل قرية وبلدة صمدت وذهب أطفالها إلى المدارس رغم القذائف وذهب عمالها إلى المعامل وساروا رغم الخطر وصمدوا وتجذروا في ترابهم، وأقول لهم إنهم شركاء مع الجيش العربي السوري في هذا الانتصار لأنه لولا صمودهم ولولا إصرارهم على أنهم باقون هنا مهما بلغت التضحيات لما كان لنا أن نتمكن من تحقيق هذا الانتصار العظيم.
وأضافت: أعطت سورية بصمود شعبها وصبره وتضحياته أنموذجاً للعالم وهذا ليس مبالغة على الإطلاق، كما أنه ليس غريباً على السوريين، لذلك نحن نفاخر بأن عمرنا أكثر من 10 آلاف عام وبأننا نقدس هذه الأرض الطاهرة ونتمسك بها ولم يستطع الطغاة والغزاة على مر العقود والقرون أن ينتزعونا منها، بل في كل مرة حاولوا اندحروا وبقينا نحن، وهذه المرة أيضا ليست استثناء ولكنها تقدم أنموذجاً أبهى للسوريين وصبرهم بقيادة قائدهم الصلب الصبور المؤمن بهذا الوطن الرئيس بشار الأسد.
وأشارت شعبان إلى أن الحرب الكونية التي تشن على سورية كان لها مساران مختلفان منذ بدايتها وحتى اليوم، «فالحقيقة أن كلمة حرب كونية ليست مبالغة على الإطلاق لأنه حين تجتمع أكثر من 100 دولة بكل مقدراتها وتمويلها وإمكاناتها لتستهدف بلداً صغير الحجم كبيراً بقيمته وحضارته مثل سورية فإن هذه الحرب كونية».
وأضافت: «هذه الحرب أخذت منذ اليوم الأول مسارين مساراً على أرض الواقع ومساراً آخر في الإعلام، وهذان المساران أحياناً لا علاقة لهما ببعض، أي ما تشهده على أرض الواقع منذ العام 2011 وحتى عام 2019 وحتى آخر المعارك التي خاضها الجيش العربي السوري بهذه الأرض المباركة في حماة، والمساران مختلفان ومتناقضان فمن ناحية نحن نشهد آلافاً من شذاذ الآفاق يفدون إلينا من تركيا تمولهم دول خليجية وغربية وتركيا في المقدمة، ومن ناحية أخرى نقرأ ونسمع إعلاماً غربياً يحاول أن يعطي صورة مختلفة تماماً للعالم عما يجري في أرضنا، فحينما يقصف الإرهابيون المشافي نسمع الأخبار بأن الحكومة هي التي قصفت المشافي وحينما يفجر الإرهابيون أنابيب النفط ويحرقون المحاصيل والأشجار يصدر في الإعلام بأن الدولة هي من تحرق المحاصيل وتفجر الأنابيب، والمشكلة في هذا الموضوع هو أننا نحن في سورية منخرطون جداً في الدفاع عن أرضنا ومقدساتنا وحياتنا ومستقبل أبنائنا وربما ليس لدينا الوقت الكافي لكي نخصص خلايا تدرس هذا الإعلام الغربي وترد عليه.
ولفتت إلى أنها حين كانت المعارك محتدمة من أجل تحرير حلب ظهرت في القناة الرابعة في التلفزيون البريطاني وسألتها المذيعة عما يجري في حلب وقالت: في الحقيقة لم تكن تسألني وإنما كانت تتهمني وتتهم بلدي كيف أنت تعملين مع من يقتل ويدمر مدينة حلب العريقة، وكيف أنت تقبلين وأنت أستاذة جامعية أن تدافعي عن هذا الأمر وأنا جالسة أمام الشاشة وأستمع لها وبعد أن انتهت من أسئلتها الاتهامية قلت لها ألا ترين أن هناك أمراً خطأً بما تقومين به أنت إعلامية تجلسين في لندن وأنا هنا أعيش نبض كل حدث يومي في بلادي ومع ذلك أنت تتحدثين عما يجري في الحدث ما رأيك أن أقول لك ماذا يجري في حلب بما أنني أنا أعيش في سورية وأعيش الوجع السوري وأعرف الواقع.
ولفتت شعبان إلى أن هذه المذيعة لاقت عقابها من قبل المحطة لأنني فضحت أسلوبهم، مؤكدة أننا نحن أصحاب الحق ونحن أصحاب الأرض ونحن القادرون على تحرير هذه الأرض وبجب أن تكون النتيجة لصالحنا.
وأشارت إلى أننا مررنا بلحظات وبأيام وبأشهر وسنوات صعبة ولكن كان الإيمان دائما هو منارتنا وهو الذي يضيء السبيل أمامنا، وأنا أقول لكم حتى هذا اليوم يجب ألا ينتابنا شك أبداً لا في ما تقوم به قيادتنا وحلفاؤنا وشركاؤنا فالرئيس بشار الأسد حذرٌ حذرَ وحريصٌ حرصَ كل مواطن في الجمهورية العربية السورية على كرامة سورية ومستقبل سورية وأن تكون شركاتها وتحالفاتها تليق بماضيها وتاريخها وشعبها ومستقبل هذا الشعب وكثيراً من الأحيان ما تسمعونه وما يحاول أن يروج له البعض هو من صنع الطابور الخامس وهذه ليست مبالغة أبدا فالحرب ليست حرباً عسكرية بل هي حرب إعلامية ونفسية واستخباراتية وهذا مثبت وإلا فكيف انشق عدد من أصحاب المراكز والنفوذ والسلطة في الجمهورية في الأشهر والسنوات الأولى من الحرب انشقوا نتيجة حرب استخباراتية وإعلامية ونفسية توهت آراءهم وأقنعتهم أن النظام ذاهب وأنهم سوف يعودون مكللين بالورود ويحتلون المواقع التي يرتؤونها، فالإعلام الغربي والخليجي إعلام كبير ومسيطر ولذلك يجب علينا أن نكون حذرين جداً ومتنبهين وألا ينتابنا شك أن ما تقوم به قيادتنا سيؤدي إلى النتيجة التي نرغبها جميعاً وأن نفرق بين الاستراتيجية والتكتيك، فالإستراتيجية واضحة والهدف واضح والنقاشات مع الحلفاء والشركاء واضحة تماماً ولكن أحياناً في المعركة السياسية قد نضطر إلى اتباع تكتيكات لا ضير بها للوصول إلى الهدف المطلوب والنهائي وهو عزة سورية وسلامة ووحدة أراضيها وعزة شعبها وانتصارها وتحرير كل ذرة تراب من أرضها.
وشددت شعبان على أنه يجب أن يكون كلُّ فرد منا سنداً في هذه المعركة التي نخوضها جميعاً، والحقيقة من خلال المقابلات التي أجرتها وثيقة وطن مع نساء ورجال من مختلف المحافظات بما فيها المناطق التي كان يحتلها الإرهابيون وجدنا أن شعبنا السوري يتمتع بوعي متميز وأن إيمانه بأرضه وبوحدة شعبه إيمان راسخ لا يتزعزع وهذه أمر موجود ومؤكد في الشخصية السورية الصلبة والتي لا تزيدها نار الحرب إلا صفاء ونقاء وأنها أكثر عطاء وقدرة على العطاء بعد هذه التجارب الصعبة والمريرة.
وشكرت شعبان الحليف الروسي والصيني والإيراني وحزب الله وقالت: يجب ألاَّ ننسى أن الفيتو المزدوج لروسيا والصين ضد مخططات الدول الغربية ولصالح هذا البلد كان في 4 تشرين الأول عام 2011 يعني بعد أشهر من الحرب على سورية وبعد هذا التاريخ أخذت روسيا والصين أكثر من 8 فيتوهات مزدوجة في مجلس الأمن وأخذت روسيا أكثر من 10 فيتوهات لصالح سورية وأوقفت عدواناً مخططاً ومحكماً من دول الغربية على سورية وهذا لا يقدر بثمن.
وأوضحت أن هذه الحرب على سورية سوف تزيد الشخصية السورية صلابة ووطنية وانتماء وتجذراً في الأرض ولذلك نحن في وثيقة وطن كمركز أبحاث أسس عام 2016 برعاية وتشجيع الرئيس الأسد اليوم المهمة الأساسية التي نقوم بها هي أبحاث إستراتيجية وتدريب الشباب على التأريخ الشفوي وتدريبهم على كيفية المساهمة في هذا التأريخ الشفوي، واليوم نحن أجرينا مئات المقابلات ونستمر ونحن شركاء مع وزارة الثقافة في هذا المشروع في كل أنحاء البلاد والهدف منه تسجيل شهادات السوريين والسوريات من أفواههم وتسجيل معاناتهم وصمودهم وصبرهم وانتمائهم وأن نكتب تاريخ هذه الحرب.
وأجابت شعبان على المداخلات وأكدت أن الجيش العربي السوري ماض في عملية تحرير أراضي الجمهورية العربية السورية كاملة من الإرهاب، وأهمية الوفاء لدماء الشهداء والجرحى وهو ما يتطلب أن ننذر أنفسنا لبناء الوطن بنبل وصدق وعطاء.