سورية

وشهد شاهد من أهله.. سيدا: الوضع الذي تعيشه «المعارضات» مسدود الآفاق

| وكالات

شن الرئيس السابق لما يسمى «المجلس الوطني السوري» المعارض المدعو عبد الباسط سيدا هجوماً عنيفاً على «المعارضات» خاصة منها «الائتلاف»، مؤكداً أنه يعاني منذ بدايات نشوئه، أزمة بنيوية عميقة غير قابلة للإصلاح، وأنه تشكل أساساً بناء على إرادات دولية تغيرت أولوياتها، ولوظيفةٍ لم تعد موجودة، وأنه تحول مع الوقت إلى مجموعة منغلقة على ذاتها يتحكّم فيها أشخاص يتبادلون المواقع والامتيازات.

وأكد سيدا أن الوضع الراهن الذي تعيشه ما تسمى «المعارضات» السورية مسدود الآفاق؛ وقد تحولت تلك إلى امتدادات للمشاريع والحسابات الإقليمية والدولية، مع تراجع الاهتمام الدولي بها، وفقدان رصيدها الشعبي، وذلك في مقال نشرته مواقع إلكترونية معارضة.

ولفت أنه لم يقتصر الأمر في هذا على «الائتلاف» وحده، بل شمل ما تسمى «هيئة المفاوضات» المعارضة، ولجنة مناقشة الدستور، «أما المنصّات، فينظر إليها على أنها مشاريع خاصة حزبية أو شللية الطابع، تتحرّك ضمن مسارات الدول التي تستمد منها اسمها».

وشدد سيدا على أنه لا توجد مؤشرات توحي بإمكانية تحسّن هذا الوضع، موضحاً أن طريقة تبادل المواقع والوظائف التي سادت «الائتلاف» والهيئات الأخرى تلقي الضوء الساطع على مدى عمق الأزمة التي تعاني منها هذه الجهات التي أدمنت صيغةً من التحالفات البينية الشللية التي تكون بين بعض الأشخاص الذين هم في المشهد منذ سنوات طويلة، ومن دون أي إنجازات فعلية ملموسة على أرض الواقع، ومن دون بذل أي جهد لتجاوز الانسداد الحاصل ضمن التشكيلات المعارضة.

وانتقد سيدا بقاء بعض الأفراد ضمن «الائتلاف» لسنوات، ومن دون أي تجديد أو شرعنة عبر الانتخابات، أو بناء على معايير واضحة مقنعــة يتـم التوافــق عليهــا، مشــيراً إلى أن «هيئة المفاوضات» ولجنة مناقشة الدستور، تشكلتا بفعل عمليات القص واللصق وفق حسابات الدول وتدخلاتها.

وترأس المدعو نصر الحريري «هيئة المفاوضات» في تشرين الثاني 2017 وبقي في منصبه متجاوزاً كل الاستثناءات حتى حزيران2020، في حين شهدت «الهيئة» تعطيلاً لأعمالها استمر إلى الآن بسبب رفض عدة كتل فيها «منصة القاهرة، هيئة التنسيق، منصة موسكو، بعض المستقلين والعسكريين» حضور الاجتماعات بسبب تجاوزات تنظيمية إثر انتخاب كتلة «المستقلين» الجدد أواخر عام 2019، وكذلك تمديد فترة رئاسة الحريري لـ«الهيئة».

وقال سيدا: «في ظل تعذّر إجراء الانتخابات أو استحالته، وعدم جدوى اعتماد صيغة المحاصصة التي تؤدّي، غالباً، إلى التعطيل، ربما تتمثل بترك الهيئات الموجودة حالياً على حالها، وتشجيعها على أن تقوم بعمليات إصلاح داخلية، هذا مع الإقرار بشبه استحالة تحقق ذلك».

وانبثقت «هيئة المفاوضات» من «مؤتمر الرياض» الذي احتضنته العاصمة السعودية في كانون الأول 2015، واتُفق على أن تكون تشكيلتها من 32 عضواً، واتخذت من الرياض مقراً لها، في حين اختارت «المعارضات» في «مؤتمر الرياض 2» عام 2017 أعضاء النسخة الجديدة من «الهيئة» التي عُرفت بـ«هيئة التفاوض 2»، وضمت في المجموع 50 عضواً، واختير الحريري رئيساً لها خلفاً لرياض حجاب.

وأثار قرار«الهيئة» إعادة انتخاب الإخواني أنس العبدة رئيساً لها، في حزيران الماضي «للمرة الثانية على التوالي»، سخط وغضب نشطاء سوريين معارضين.

ويهيمن على «الائتلاف» الذي يتخذ من تركيا مقراً له تنظيم «الإخوان المسلمين» وقد ارتكب جرائم في سورية في ثمانينيات القرن الماضي، وشكل بدعم من رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان ومشيخة قطر ودول غربية وإقليمية العديد من التنظيمات الإرهابية خلال الحرب الحالية على سورية المستمرة منذ أكثر منذ نحو 11 سنة لمقاتلة الجيش العربي السوري وتدمير البلاد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن