العدو يبتلع «الرد» ويعلن انتهاء الأعمال القتالية.. والجامعة العربية قلقة على الشعب اللبناني! … «حزب الله» يفي بوعده ويستهدف آلية إسرائيلية في وضح النهار
| الوطن- وكالات
لم يطل الانتظار لرد «حزب الله» على العدوان الإسرائيلي الأخير، ولم تستطع كل الإجراءات والوساطات التي جندتها إسرائيل، من حماية جنودها، لتأتي الصفعة مدوية على قدر الحدث، ويسجل رجال المقاومة انتصاراً جديداً باستهداف آلية عسكرية إسرائيلية في قاعدة «أفيفيم» على عمق أربعة كيلومترات داخل كيان العدو وفي وضح النهار، لينتهي المطاف بابتلاع «إسرائيل» هزيمة جديدة، وإعلانها انتهاء التطور عند الحدود مع لبنان، بينما قواعد اشتباك جديدة يبدو أنها باتت قريبة من الارتسام على الحدود ضمن معركة طويلة الفصول.
ظهر أمس أعلن حزب اللـه في بيان له أن مجموعة له قامت بتدمير آلية عسكرية، وقال: «عند الساعة الرابعة و15 دقيقة من بعد ظهر يوم الأحد بتاريخ 1 أيلول 2019، قامت مجموعة الشهيدين حسن زبيب وياسر ضاهر بتدمير آلية عسكرية عند طريق ثكنة افيفيم وقتل وجرح من فيها».
الإعلام الحربي لقناة «المنار» كشف أن الآلية الإسرائيلية المستهدفة من طراز wolf وتتسع لثمانية جنود، وأن طواقم الإخلاء التابعة للاحتلال كانت على مرأى ومرمى من المقاومة».
من جهتها كشفت مصادر لقناة «الميادين» بأن «المقاومة سمحت للطواقم بإجلاء المصابين من ناقلة الجند»، ولفتت إلى أن «هجوم المقاومة جاء في ذروة الإطباق الاستخباري الإسرائيلي».
وقالت مصادر في المقاومة: إنها «استهدفت ناقلة الجند الإسرائيلية بـ3 صواريخ مضادة للدروع جرى رميها دفعة واحدة باتجاه الهدف، ولم تطلق النار بعد ذلك، والإصابة كانت مباشرة، كما أن اختصاص ضد الدروع في المقاومة، هو من نفذ الهجوم على الناقلة، والهجوم نُفذ بصواريخ كورنيت».
وفور تنفيذ حزب اللـه «لوعده»، أعلنت بلدية مستعمرة «نهاريا» فتح الملاجئ فيها، بينما قامت مدفعية الاحتلال بقصف الأراضي اللبنانية المقابلة لقاعدة «افيفيم» مستخدمةً القذائف الفوسفورية، كما أن دائرة القصف الإسرائيلي اتسعت من خراج مارون الراس إلى يارون وعيترون الحدوديتين، وقامت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية بالتحليق على علو منخفض في أجواء مارون الراس اللبنانية.
رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو، أعلن أن قوات الاحتلال هوجمت بصواريخ مضادة للدروع، انطلاقاً من الأراضي اللبنانية، وأنه تم الرد عليها بأكثر من 100 قذيفة.
ونفى نتنياهو وقوع إصابات في صفوف الاحتلال الإسرائيلي، قائلاً «ليس لدينا إصابات في صفوف قواتنا ونجري مشاورات بخصوص ما سيحصل لاحقا».
كلام نتنياهو حول عدم وقوع إصابات كذبته على الفور مراسلة الإذاعة الإسرائيلية، التي أكدت وصول جنديين جريحين إلى مستشفى «رامبام» شمال فلسطين المحتلة «خلافاً لبيان «نتنياهو»، كما بثت «القناة 12» الإسرائيلية مشاهد لوصول مروحية عسكرية إلى مستشفى «رامبام» في حيفا، بينما بث التلفزيون الإيراني مشاهد لنقل جرحى جنود الاحتلال إثر عملية حزب الله.
وفي وقت لاحق أمس، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال أن الأعمال القتالية الحالية مع حزب اللـه انتهت فيما يبدو، لكن القوات الإسرائيلية لا تزال في حالة تأهب.
عملية حزب اللـه التي لم تكن تهدف فقط للرد على العدوان الأخير، وإنما لرسم قواعد اشتباك جديدة مغايرة لما حلم به نتنياهو عبر إطلاق حرب جديدة تحت مسمى حرب «المسيرات»، لم تعجب أعراب التطبيع، ليأتي التنديد بالعملية من الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الذي غابت تصريحاته المنددة بالاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على سورية ولبنان، وحضرت من خلال الدفاع عن إسرائيل واعتبار «أن انفراد جهة أو فصيل باتخاذ قرارات مصيرية متعلقة بالحرب هو أمر لن يصب في مصلحة الدولة اللبنانية أو الشعب اللبناني في عمومه»!
وزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة أبدى حزنه أيضاً على إسرائيل واعتبر أن «وقوف دولة متفرجة على معارك تدور على حدودها، وتعرض شعبها للخطر هو تهاون كبير في تحمل تلك الدولة لمسؤولياتها»!
والخارجية الأميركية خرجت كعادتها ببيان عبرت فيه عن دعمها الكامل لإسرائيل، وعن قلقها من العنف المتصاعد على الحدود اللبنانية الجنوبية.