أكد أن استعادة السيطرة على المبنى الحكومي من «قسد» قريب … محافظ الحسكة لـ«الوطن»: الحالة الشعبية مؤيدة للدولة ولا تقبُّل لـ«الآمنة»
| سيلفا رزوق
كشف محافظ الحسكة جايز الحمود الموسى، أن استعادة المبنى الحكومي الذي سيطرت عليه أول من أمس «عصابة» «قوات سورية الديمقراطية- قسد» المدعومة من الاحتلال الأميركي سيتم اليوم الخميس، لافتا إلى أن التباحث لا يزال قائما عبر وسيط لاستعادة المبنى.
وفي تصريح لـ«الوطن»، رفض الموسى توصيف السيطرة على مبنى حكومي بالمحافظة بـ«الاحتلال»، لأن ما جرى هو قيام مجموعة من «الانفصاليين غير الوطنيين» بترهيب الموظفين وطردهم وهذا فعل تقوم به «العصابات»، وهؤلاء لا حاضنة شعبية لهم في الحسكة، وإنما هم عبارة عن عصابة تحمل السلاح خارج شرعية الدولة.
وأشار محافظ الحسكة إلى أن المبنى الحكومي المشار إليه موجود في المناطق التي تتواجد فيها العصابات التابعة لـ«قسد»، حيث حاولت هذه العصابات الاعتداء عليه لكن هذا الأمر لن يستمر طويلاً، وسيتم استعادته كما جرى استعادة غيره من المباني التي حاولت تلك العصابات السيطرة عليها، وهذا يجري حالياً من خلال «وسيط» ومن المتوقع خروجهم منه وإخلاء المبنى اليوم الخميس، علماً أنه جرى قبل فترة محاولات للاستيلاء على مؤسسة الأعلاف لكن تم استعادتها أيضاً.
وكانت وكالات الأنباء تحدثت أول من أمس عن قيام مسلحين من ميليشيا «قسد»، بمهاجمة مجمع سياحي وتعليمي في مدينة الحسكة، وبسطوا سيطرتهم عليه، وذلك مع خضوع هذه الميليشيا للأوامر الأميركية، وتنفيذها انسحابات عدة من مناطق سيطرتها على الحدود السورية التركية، تطبيقاً لاتفاق الاحتلالين الأميركي التركي بشأن إقامة ما يسمى «منطقة آمنة» شمال شرقي سورية.
وقامت ميليشيا «قسد» بطرد الموظفين والطلاب من مبنى مديرية السياحة التابع للحكومة السورية، الذي يضم أيضاً الثانوية السياحية الفندقية والمعهد التقاني للعلوم السياحية والفندقية في حي الزهور بمدينة الحسكة، حيث سيطرت ميليشيا «الأسايش»، الذراع الأمنية لـ«قسد»، على المبنى بشكل كامل.
وبحسب وكالة « سبوتنيك» الروسية فقد قام مسلحو «الأسايش» أيضاً بتغيير جميع أقفال الأبواب الخاصة بالمبنى، وأقاموا حوله محارس وحواجز أمنية، محولين إياه إلى مقر لهم.
محافظ الحسكة الذي كان يتحدث لـ«الوطن» عقب لقاء أجراه مع رئيس منظمة الصحة العالمية في سورية نعمة عبيد والوفد المرافق له، رفض الربط بين التحركات «الميلاشيوية» التي تجري بين الحين والآخر في محافظة الحسكة، وبين تنفيذ «قسد» للأوامر الأميركية بخصوص «المنطقة الآمنة»، مشيراً إلى أن الاستيلاء على مبان تابعة لوزارة التعليم العالي، هو أمر مخالف لما جرى الاتفاق عليه في وقت سابق، حيث جرى التفاهم على تحييد الجامعة والمنشآت التابعة لها من أي عمل، وعليه سيخرج هؤلاء الذين يسيطرون اليوم على المبنى السياحي والتعليمي في الحسكة.
وبخصوص إقدام ميليشيا «قسد» الانفصالية على فرض منهاج مخالف لمنهاج الدولة السورية، في أماكن انتشارها منذ عدة أعوام، ولا يعتمد اللغة العربية، أشار الموسى إلى أن عدد الطلاب الملتحقين بالمدارس التابعة للحكومة السورية بلغ هذا العام 120 ألف طالب بزيادة عشرين ألف طالب عن العام الماضي، وهؤلاء جاؤوا من ريف المحافظة بصورة أساسية، ويتوزعون على صفوف السابع والعاشر بعدما قدموا امتحانات شهادة التعليم الأساسي وفقا لمنهاج الدولة السورية، كاشفاً عن أن أبناء هؤلاء الانفصاليين أنفسهم يتعلمون بمدارس الدولة السورية ويدرسون منهج الدولة ومنهم من حصل على ترتيب بين المتفوقين.
وأكد محافظ الحسكة أن هناك حالة رفض عارمة لفرض المناهج المخالفة لمنهاج الدولة، مشيراً إلى أن وضع التعليم في المناطق التي تسيطر عليها «قسد» سيئ جداً فبالإضافة إلى المناهج غير المعترف بها، فإن المدرسين الذين يتابعون العملية التعليمية لا يملكون الشهادات والكفاءات اللازمة، على عكس مناطق سيطرة الدولة.
ولفت الموسى إلى أن الدولة السورية تبسط سيطرتها على محافظة الحسكة بالكامل من خلال البلديات، وهي تعمل بصورة طبيعية، مجدداً التأكيد أن الدولة السورية ستبسط سيطرتها بالكامل على كل ذرة تراب سورية ولن تبقى أي منطقة خارج سلطتها.
واعتبر الموسى أنه وعلى أرض الواقع «لا يوجد أي تقبل لأي «منطقة امنة»، ولا للأتراك ولا للأميركيين ولا لـ«قسد»، والحالة الشعبية تؤيد الدولة، كما أن مواطني الحسكة برمتهم لا يشعرون بوجود عدو بينهم، والأمر لا يتعدى وجود بعض «العصابات» التي سيتم القضاء عليها قريباً جداً.