عميد كلية الصيدلة لـ«الوطن»: انقطاع الدواء أمر بالغ الخطورة … نقيب صيادلة دمشق لـ«الوطن»: ارتفاع أسعار الأدوية 50 بالمئة تجنباً لفقدانها
| محمد منار حميجو
أصدرت مديرية الشؤون الصيدلانية في وزارة الصحة أمس نشرة جديدة لأسعار الأدوية التي عدلت بموجبها أسعار الأدوية وذلك بسبب تعديل سعر الصرف وفق نشرة مصرف سورية المركزي التي صدرت في الرابع والعشرين من الشهر الماضي.
وأكد رئيس فرع دمشق لنقابة الصيادلة حسن ديروان أن نسبة رفع الأدوية حسب النشرة الجديدة بلغت 50 بالمئة، لافتاً إلى أن الغاية هي تأمين الأدوية المفقودة وتجنباً لفقدان أي أنواع أخرى من الأدوية.
وفي تصريح لـ«الوطن» أعرب ديروان عن أمله أن يتم تأمين الأدوية المفقودة بعد هذا الرفع، لافتاً إلى أنه في الفترة الماضية بدأ هناك فقدان للعديد من الأدوية من المستودعات وبالتالي كان لا بد من رفع الأسعار حتى لا يكون هناك فقدان لأصناف جديدة من الأدوية.
من جهتها كشفت عميدة كلية الصيدلة في جامعة دمشق لمى يوسف أن الدواء هو سلعة كباقي السلع له آلية تسعير وهذه الآلية تأخذ بالحسبان المواد الأولية الداخلة في صناعة الدواء والأغلبية العظمى منها مستوردة وبالقطع الأجنبي، مضيفة: كما أن هناك كلفاً أخرى تتحملها شركات الأدوية الوطنية وهي عمليات التصنيع التي تستوجب آلات وأشخاصاً مشغلين لها.
وفي تصريح لـ«الوطن» اعتبرت يوسف أن ارتفاع أسعار الصرف أثر في الشركات المنتجة للأدوية، مشيرة إلى أن ذلك أثر في طيف واسع من السلع وليس فقط في موضوع الأدوية وبالتالي لا نحمل الصناعة الدوائية ولا الصيادلة فوق طاقتهم باعتبار أن المعادلة واضحة هناك ارتفاع في أسعار الصرف وتخفيضها ليست مهمة الصيادلة أو الصناعة الدوائية بل هذا موضوع متعلق بسياسات مالية ومن المعروف أن بلدنا عانى ويعاني وضعاً اقتصادياً صعباً نتيجة الحصار المفروض عليه.
وأضافت: ننظر إلى الدواء على أنه سلعة من الواجب علينا تأمينها وأن انقطاع الدواء في السوق أمر بالغ في الخطورة على المرضى وخصوصاً الذين يعانون أمراضاً مزمنة وهذا ما يشكل خطورة على حياتهم، لافتة إلى أن البلد يمر حالياً في لحظة حرجة جداً وسيكون لها انعكساتها على كل شيء، مشيرة إلى ضرورة تشجيع الصناعة المحلية وأن تستمر المصانع في العمل حتى تدور عجلة الإنتاج.
وأشارت إلى أن الكثير من الصيادلة تضرروا بشكل كبير نتيجة فقدان العديد من الأصناف حتى إن العديد منهم أغلقوا صيدلياتهم بسبب عدم تزويد المستودعات لهم بالكثير من لأدوية لأسباب لها علاقة في تسعير الأدوية وبالتالي فإن كل صيدلي يتمنى أن يتم توافر الدواء بسلاسة ومن دون معاناة وأن يكون المواطن قادراً على شراء الدواء، معتبرة أن الصيدلي هو خط الدفاع الأول في المنظومة الصحية وأن المواطن يلجأ له في بعض الأحيان قبل الذهاب إلى الطبيب.
ولفتت إلى أن القدرة الشرائية للمواطن السورية حالياً منخفضة جداً ودخل المواطن منخفض للغاية وبالتالي فإن الأزمة متعددة الأوجه ومتعددة الأطراف والكل يعاني، مشيرة إلى ضرورة أن يكون هناك حلول جذرية تضمن توافر الدواء وسلاسة وصوله إلى الصيدليات.