الصين تحثها للإلتزام بالقرارات الدولية.. واشنطن تتوعد.. والكرملين يحذر من «صب الزيت على النار» … كوريا الديمقراطية تعلن امتلاكها تقنية الصواريخ العابرة للقارات
أعلنت كوريا الديمقراطية أنها باتت تمتلك تقنية الصواريخ العابرة للقارات القادرة على حمل رؤوس نووية بفضل الاختبار الناجح الذي أجرته الثلاثاء.
وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الديمقراطية أمس أن «القوات الإستراتيجية في البلاد قامت خلال إطلاقها التجريبي للصاروخ البالستي العابر للقارات هواسونغ 14 باختبار تقنية إعادة إدخال رأس الصاروخ إلى الغلاف الجوي وتفريقه»، لافتة إلى أن الرئيس كيم جونغ أون أشرف شخصيا على عملية الإطلاق التجريبي لهذا الصاروخ.
وأوضحت الوكالة أن الإطلاق التجريبي للصاروخ الأخير كان بقصد التأكد من وظائف تكتيكية وسمات تقنية للصاروخ البالستي العابر للقارات القادر على حمل رأس نووي بحجم كبير والذي طورته الدولة مؤخراً، مبينة أن هذه الصواريخ قادرة على «إصابة قلب الولايات المتحدة». ونقلت الوكالة عن الرئيس الكوري الديمقراطي تأكيده أن بلاده «لن تعرض قضية الأسلحة النووية والصواريخ البالستية على طاولة المفاوضات ما لم تتخل الولايات المتحدة الأميركية عن سياستها المعادية تجاهها والتهديدات النووية المستهدفة لها»، مشدداً على أنها «لن تتنازل حتى ولو عن شبر واحد من طريقها نحو التسلح النووي».
وتتوالى ردود الأفعال على الاختبار الذي أجرته كوريا الديمقراطية حيث توّعدت واشنطن، أمس، بيونغ يانغ بدفع ثمن باهظ على إطلاقها صاروخاً بالستياً عابراً للقارات من خلال اتخاذ إجراءات أشد ضدها، بينما أعلن البنتاغون استعداده للدفاع عن أميركا وحلفائها.
وقال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، في بيان رسمي، إن الولايات المتحدة ستجعل كوريا الشمالية تدفع ثمنا باهظا من خلال اتخاذ إجراءات أشد ضدها. وقال إن بلاده لن تقبل أبدا التسلح النووي لكوريا الديمقراطية. وذكر أن إطلاق كوريا الشمالية صاروخا بالستيا عابرا للقارات يمثل تهديدا جديداً متزايدا ضد الولايات المتحدة والدول الحليفة لها، مؤكداً ضرورة اتخاذ تدابير على مستوى عالمي لكبح جماح تهديداتها.
ومن جانبها أعلنت دانا وايت، المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية، استعداد القوات الأميركية للدفاع عن الولايات المتحدة وحلفائها من التهديد المتزايد الذي تشكله بيونغ يانغ. وقالت: «نحن لا نزال على استعداد للدفاع عن أنفسنا وعن حلفائنا، واستخدام مجموعة كاملة من الفرص المتاحة لنا ضد التهديد المتزايد الذي تشكله كوريا الشمالية».
وأجرت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية مناورات صاروخية مشتركة على الساحل الشرقي، رداً على تصرف بيونغ يانغ.
وقالت محطة NHK التلفزيونية، نقلاً عن قيادة القوات الأميركية المتمركزة في كوريا الجنوبية، إن هذه المناورات بدأت صباح أمس، واستخدمت فيها صواريخ «أرض أرض» تابعة للقوات البرية الأميركية، وصواريخ بالستية قصيرة المدى.
وتحدث الجيش الأميركي عن استعراض قدرته العسكرية «على إزالة أي تهديد من قبل العدو، عن طريق توجيه ضربات محكمة له».
ونقلت يونهاب عن الرئاسة في سيول قولها: «الرئيس مون، قال إن الاستفزاز الخطر من جانب كوريا الشمالية يستدعي منا ردا يتجاوز إصدار بيان، وإنه يتعين علينا أن نظهر بوضوح لكوريا الشمالية قدرتنا الدفاعية في مجال الصواريخ».
بدوره حذر الكرملين أمس جميع الأطراف المعنية من اتخاذ خطوات تفاقم التصعيد في حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية.
وأوضح المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن الخطة المشتركة التي توصلت إليها موسكو وبكين الثلاثاء، تعكس تمسك الدولتين بموقفهما الثابت والمتوازن إزاء التسوية في شبه الجزيرة الكورية، مشدداً على أن روسيا والصين لا تخفيان قلقهما حيال آخر تطورات الأوضاع في المنطقة.
وذكر بيسكوف أن موسكو وبكين لم تسلما الطرف الأميركي حتى الآن خطتهما بشأن تخفيف التوتر في شبه الجزيرة الكورية، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الاتصالات بشأن هذه الموضوع لا تزال جارية ضمن إطار مجلس الأمن الدولي. إلى ذلك حثت وزارة الخارجية الصينية أمس كوريا الشمالية على عدم انتهاك قرارات مجلس الأمن الدولي.
وجدد قنغ شوانغ المتحدث باسم الخارجية الصينية خلال الإفادة الصحفية اليومية الدعوة إلى الهدوء وضبط النفس.
ومن جانبه أدان الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس بشدة هذا الاختبار، معتبراً أنه يمثل «تصعيداً خطيراً وانتهاكاً جديداً صارخاً لقرارات مجلس الأمن الدولي»، مضيفاً «يجب على المسؤولين في كوريا الديمقراطية أن يتفادوا القيام بأي أعمال استفزازية أخرى وأن يلتزموا بالكامل واجباتهم الدولية».
وكالات