الطموح الأكبر أن تكون «شام إف إم» قناة تلفزيونية وهذا حلم يراودنا منذ اللحظة الأولى … سامر يوسف لـ«الوطن»: أصبحت اليوم أشبه بوردة فاح عبيرها ووصل لكل الناس
| سارة سلامة- «ت: طارق السعدوني»
مع انطلاقة الإعلام الخاص في سورية احتلت «شام إف إم» مركزاً مهماً واستطاعت أن تدخل إلى قلب كل مدينة، وحي، وبيت، لتكون قريبة من كل مواطن سوري تنقل همومه ومشاكله بمصداقية كبيرة وشفافية عالية.. الأمر الذي أعطاها ثقة كبيرة من الجمهور وأصبحت البوصلة والسبيل الموثوق للوصول إلى المعلومة.. وفي زمن ضاع فيه كل معلم أصيل تعود بنا «شام إف إم» لأيام الزمن الجميل وتنبهنا إلى الأصالة وأعمال العظماء من خلال فترات معتمدة يومياً لـ فيروز وأم كلثوم وغيرهما.. وأغاني التسعينيات حيث أسست مدرسة سار على نهجها الكثير.
اليوم «شام إف إم» تطفئ شمعتها العاشرة بعد عشر سنوات على بدء انطلاقتها في تاريخ 7/7/2007 الساعة السابعة وسبع دقائق، تحتفل بعيدها ولكن مع مشروع أطلقته بعنوان «لأهلي» في مساهمة منها للتخفيف من آلام بعض ضحايا عنف الحرب في سورية من جرحى إلى أيتام وأرامل وثكالى ومعوقين ونازحين، وفاقدين للعمل وحتى فاقدين ربما للأمل.
فهي اليوم تدخل التحدي مع الإشارة إلى أن المشروع لا يعتبر عمل خير أو حسنة بل هو واجب وفرض على كل سوري شريف.. هي اليوم تطلق صوتها وتضع إمكانياتها الإعلامية واسمها لتساهم مع شركائها الراغبين في مواجهة التحدي من خلال مشروع «لأهلي».
وردة فاح عبيرها
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» أكد سامر يوسف مدير إذاعة «شام إف إم» أن هذه الإذاعة كانت فكرة أو بذرة زرعناها وبدأت تكبر يوماً يعد يوم إلى أن أصبحت بعمر عشر سنوات، هي اليوم أشبه بوردة فاح عبيرها ووصل لكل الناس لطالما أثرت فيها الحرب كما أثرت في كل سوري ولكن نحن أقوى من هذه الحرب المارقة فرسالتنا تقول إننا أقوى ومستمرون لنعلن هزيمة الحرب بشكل نهائي وهزيمة آثارها واليوم مع الاحتفال بالعيد العاشر نسير بمشروعنا لنعلن النصر من خلال إطلاق مشروع «لأهلي».
وأضاف يوسف: إن «هذا المشروع ليس عمل خير أو صدقة إنما هو لأهلنا فهو واجبنا تجاههم إذا هو تحت مسمى الواجب وليس عمل الخير، وكل شخص معرض أن تبتر يده بتفجير أو يتهدم منزله وينزح إلى منطقة أخرى ويخسر عمله وهناك الكثيرات من الأرامل والكثير من الأيتام والمشردين المشروع جاء ليكون السند والداعم لنقدم كل ما نستطيع أن نقوم به ونساهم مع شركائنا في القطاع الخاص والمنظمات الداعمة لهذا المشروع لتخفيف الألم والأعباء عن أهلنا والناس التي تضررت، والفكرة هي محاولة لتقديم المساعدة وليست بديلاً عن أي جمعيات خيرية تعمل في هذا المجال ولكن الهدف الأساسي هو السعي لسد حاجات الناس وتأمين المبالغ اللازمة من القطاع الخاص وتتضمن العمليات الجراحية والوظائف وقد تكون مساعدة مالية ريثما يتم تأمين دخل ثابت، وهو مشروع ضخم وهناك شركاء آمنوا فينا وآمنوا بمشروعنا».
وأوضح يوسف أن «شام إف إم» تتميز عن غيرها من الوسائل الإعلامية لأنها السباقة دائماً في نقل الأفكار الجديدة والطموحات في هذا المجال لا تنتهي ربما تحتاج إلى مبالغ مالية هائلة ولكن هذه المبالغ اليوم من المفترض توظيفها بمكانها الصحيح والطموح الأكبر أن تكون «شام إف إم» قناة تلفزيونية وهذا حلم يراودنا منذ اللحظة الأولى وليس قناة تلفزيونية فقط إنما تأسيس شبكة كبيرة من تلفزيون إلى راديوهات وصحف».
وأفاد يوسف: إن «شام إف إم» تحتاج كغيرها من الوسائل لهامش كبير من الحرية، فنحن نحتاج للكثير من السقوف المفتوحة، الإعلام السوري اليوم ما زال مقيداً وأقول: إنه يحتاج إلى قرار يطلق جناحيه وأقول «أطلقوا جناحي الإعلام السوري» دعوه يحلق».
وأفاد يوسف بأن «الخط الذي تمشي عليه «شام إف إم» هو خط الأصالة: «من ينس أصله فليس لديه أصل»، وتجربة الإعلام الخاص في سورية كانت عبارة عن استنساخ للقنوات اللبنانية، إذا ما سألنا عن السبب الذي دفع فيروز لتغني عشرات القصائد عن الشام وسورية ربما لأن السوريين لديهم شيء يشبه الفرض فنحن نسمع فيروز بقدر ما نؤمن بزهرة الياسمين الدمشقية وكل ما قامت به «شام إف إم» في هذا المجال أنها وضعت العربة على المسار الصحيح».
معجونة بهواء وتراب سورية
وبدورها قالت الإعلامية القديرة هيام الحموي عن مسيرتها في «شام إف إم» إن «أجمل شيء في قصتي مع الإذاعة أنها جاءت بعد مروري بإذاعتين خارج سورية وهي تجربة جميلة أن أعمل داخل بلدي، حيث بدأت كتجربة وامتدت 10 سنوات من حيث لا أدري ولم أشعر، وأعتبر هذه التجربة تعادل الأربعين عاماً الذي عملته خارجاً حيث أصبح لدي تكثيف لطريقة العمل فالذي عملته بمدة أطول اعمله اليوم بوقت أسرع فأجد نفسي أنتج أكثر».
وأضافت الحموي: إن «السبب الذي يدفعني لأقدم المزيد هو الدين الكبير الذي أحمله لبلدي سورية فأنا ربيت بين حلب ودمشق حاملة ثقافة كل ما هو جميل منها، فجاء الوقت لأرد لها كل هذا الدين فخامة صوتي لها علاقة مباشرة بسورية ربما مياهها مثلما يقولون فأنا ربيت في حلب وشربت من مياهها ومن مياه الشام ومعجونة بهواء وتراب سورية».
وبينت الحموي أن ما يميز «شام إف إم» أنها تحمل كل ما أحببته بالأماكن التي عملت فيها من قبل فيما يتعلق بالبرامج فكل شخص له أن يضع أفكاره على المحك ويجربها ويرى الصدى ويختار أن يكمل أو لا يكمل فأحب مساحة الحرية المتروكة لأطرح الأفكار وأقدر على تنفيذها هذه المساحة التي نأخذها من الإدارة أمر مهم جداً والفكرة التي كانت عند الأستاذ سامر تناسبت مع طريقة عملي».
وأشارت الحموي إلى أنه «هناك قنوات متخصصة للموسيقا الكلاسيكية القديمة أو الحديثة أو الرقص والرياضة أما «شام إف إم» فهي كالعائلة تخلق فيها رابطاً مشتركاً بين الصغار والكبار أمنياتي هذا العام هو اقتراب النهار الذي سنعلن فيه النصر لسورية وأن نقدم أعمالاً ليس له علاقة بالحالة الطارئة بل تحمل الحالة الجميلة لأن في بلدنا كماً من الجمال يحتاج لإظهاره إذاعياً».
«شام إف إم» الإذاعة
وبدوره قال مقدم البرنامج» في «شام إف إم» عطية عوض إن: «هذا هو العيد الرابع والشمعة الرابعة التي أطفأتها مع عائلتي في الإذاعة وحقيقة إن هذا العيد له نكهة خاصة وهنا لا بد من الإشارة إلى الصعوبات الكبيرة التي نتعرض لها وتمر بنا والتعب الشديد الذي نشعر به ولكن ربما تفصيل ما على الهواء قد يجدد لدينا النشاط ويعطينا الدافع والحماس لكي نقدم أكثر».
وأضاف عوض: إن «شام إف إم» هي الإذاعة حيث كان هناك برومو يقول «شام إف إم» الإذاعة، وكنت حينها لا أفهمه وعندما دخلت «شام إف إم» عرفت حقاً ماذا تعني هذه الكلمة لأنها مؤسسة وخلية حقيقية فكل قسم لدينا يكمل الآخر نحن بمنزلة دائرة واحدة المجهود نفسه والعمل نفسه وهذا ما يتطلب منا مسؤولية كبيرة ولا يوجد شيء عفوي وخاصة مع هذا الوقت الذي نعيش فيه بفوضى».
وأفاد عوض بأن «شام إف إم» قدمت لي الكثير هي لم تضف لي بل أعطتني كل شيء وهي البداية الحقيقية لي، فأنا صنعت هنا بإشراف هيام الحموي وسامر يوسف، وطبيعة برنامجي «نبض العاصمة» شكلت لي علاقة مباشرة مع المواطن هذا ما حملني مسؤولية كبيرة خصوصاً على منبر «شام إف إم»، واذكر بأن البرنامج سيعود مع بداية الفصل الشتوي في شهر أيلول، والكثير من الأشخاص يختارون البرنامج لطرح مشاكلهم ويعبرون عن وجعهم ليصل صوتهم، فهنا لا مكان للعفوية كل شيء مدروس والكلمة مسؤولية ومن الواجب أن تكون بمحلها وأن تصل وأتمنى أن تؤثر وهذا ما نطمح له بالإعلام عموماً وما دام الصوت موجوداً وما زال اللـه موجوداً سنبقى نتكلم وننقل وجع المواطن.
القرب من المواطن
وأشار المخرج باسل يوسف إلى أن «شام إف إم» بدأت بمشروع ثقافي في البلد وهي فكرة المدير والمؤسسة والبداية كانت مع الأغنية حيث كان لها أن تتمتع بمواصفات معينة لتذاع على القناة والمشروع يضم أيضاً البرامج والنشرات وكل شيء كان مدروساً ليكون على مستوى من المصداقية والقرب من المواطن السوري، والفضل الكبير في ذلك يعود لجهود الإعلامية الكبيرة هيام الحموي والسبق لمدير «شام إف إم» سامر يوسف، ومع بداية الحرب في سورية أصبح «لشام إف إم» تطلعات مختلفة فالمنحى الثقافي مهم جداً ولكن مواكبة الهجمة التي تعرضت لها سورية كانت من أولوياتنا وأصبحنا السباقين في نقل الخبر بكل مصداقية ونحن اليوم نرى الصدى من الناس الذين ينقلون لنا المتابعة والاهتمام لما تبثه الإذاعة من أخبار، ونلمس ثقافة الخبر الذي أطلقته «شام إف إم» بأنه هو المتداول بين الناس وهذا حقيقة يعكس تواصل الناس اليومي مع الإذاعة».
«شام إف إم» صوت الناس
ومن جانبه أكد الإعلامي ماهر المونس أن «مرور 10 سنوات على ولادة المؤسسة ونجاحها واستمراريتها هو بحد ذاته نجاح، ولا ننسى أن 7 أعوام منها حرب، وقدرتها على الوصول والانتشار في كل بيت وكل محل وباص وتكسي وكل قرية ومكتب لمسؤول هذا هو نجاح «شام إف إم» ملامستها لجميع الشرائح جعلها تؤثر في الناس وتكتسب ثقتهم.
وسبب وصولها وقربها من الناس هو احترامها الكبير للمتلقي وبالتالي خلق لها الاحترام ومحاولتها تقديم معلومة موثوقة وألا تحجب عن الناس أي معلومة، طبعاً بما لا يتعارض مع المصلحة العامة للبلد والوطن وبما لا يسيء لأي إنسان بشكل شخصي والإضاءة على المشاكل والعمل على حلها ومعالجتها لتكون قدر الإمكان صوت الناس».
وأضاف المونس: «عملت في «شام إف إم» منذ كنت طالباً بكلية الإعلام واعتبرها البداية الصحيحة لي كصحافي أؤمن أنها أهم وسيلة إعلامية محلية وهذا النوع من الإعلام قادر على متابعة طريقه بعد الحرب وأن يكون صلة وصل بين الأطراف السورية بمختلف انتماءاتهم، مشيراً إلى أن لإعلام السوري يحتاج للمزيد من الحرية» وقال: «أتمنى أن يكون لدينا هوامش حرية أكبر لاسيما فيما يخص الشأن المحلي ليكون هناك مجال للانتقاد ولمساعدة كل الناس وحل مشكلاتها».
عودتها للفن الجميل
وتحدث المخرج حسام العاتكي عن تجربته في الإذاعة حيث قال: «10 سنوات مرت أشبه ما تكون بحلم لم نشعر بمرورها مطلقاً، 10 سنوات جميلة ومميزة وسريعة على الرغم من أن عملي كمخرج ليس له علاقة مباشرة مع المستمع ولكني أفرح كثيراً عندما أرى أن اسمي بات معروفاً، وعندها أشعر بقيمة هذا المكان وكم قدم لي وحينها لا أحزن لأني قدمت له كل وقتي وخاصة أنه قدم لي بالقدر الذي قدمت له».
وأضاف العاتكي إن: « الإذاعة تحتاج للانتشار بطريقة مختلفة عن انتشار الإذاعات الرسمية ربما رونق «شام إف إم» الخاص وعودتها للفن الجميل الذي كان ذاهباً نحو النسيان عادت وذكرت به مجدداً، وهي جاءت بالوقت المناسب لتسلط الضوء على كل ما هو جميل وراقٍ، والأجمل من ذلك إننا بدأنا نلمس أن الإذاعات الأخرى بدأت تشبهنا بشكل أو بآخر وشيء جميل أن نكون القدوة أو ربما لنا الفضل في تأسيس مدرسة من هذا النوع وفي طريقة عمل الأخبار وطريقة تحرير الخبر وطريقة عمل الريبورتاج الإذاعي والمونتاج والآنية والخبر العاجل»، ثم قال: «أشعر بكل الفخر بتجربتي مع هيام حموي وكان حلماً بالنسبة لي أن التقيها وعندما سمعتها للمرة الأولى وهي تتحدث عن فيروز لأول مرة لم أسمع فيروز حينها بل سحرت بخامة هيام».
التركيز على وجع الناس
وقالت الإعلامية صفاء مكنا إن: «شام إف إم» سعت منذ اليوم الأول للحرب أن تشبه الناس وتشبه السوريين وتكون صوتهم ويكون صوتها هو الذي يقوله الناس ويحكونه في الشارع وفي بيوتهم والذي لا نراه بوسائل إعلام أخرى، واستطعنا أن نحقق هذا الشيء إلى حد ما، بالتأكيد أصبنا بمكان ما ولم نصب في أماكن أخرى ولكن كان دائماً الهدف هو المواطن السوري أياً يكن وكان التركيز على وجع الناس على همّ الناس هو الأساس بكل عملنا الصحفي منذ بداية الحرب إلى الآن».
وأشارت مكنا إلى أن «شام إف إم»: سعت للحصول على معلومة حقيقية ومواكبة السرعة في نقل الخبر والتحري عن المعلومات الدقيقة، وهي بالنسبة لي حلم وتحقق وما زال مستمراً إلى اليوم، (شام) هي بيتنا نعيش فيها حياة شبه طبيعية ونحن عائلة واحدة فالمدير سامر يوسف يعتبر أخاً وأباً وصديقاً وهيام الحموي هي أخت وصديقة وأم للكل وهي المعلمة والمربية وهي دائماً كانت البوصلة لنا كصحفيين انطلقنا من شام إف إم». ونوهت مكنا إلى أن: « الهدف من «شام إف إم» هو خلق إعلام سوري يشبه السوريين وليس إعلاماً مستورداً لأن الصحافة هي مسؤولية ومهنة لها قواعدها وشروطها فالكلمة مسؤولية والهواء له حرمته وقدسيته من الواجب احترامها».
فيروز هي الأيقونة
ومن جانبها ذكرت خبيرة الفلك في «شام إف إم» نجلاء قباني أن «هناك من يعمل ليلاً ونهاراً في الإذاعة ليقدم الأفضل وعلى الرغم من أني عملت بأكثر من إذاعة وأتيت لـ«شام إف إم» لأكمل مسيرتي، فالبداية كانت مع إذاعة «صوت الشباب»، إلا أننا في «شام إف إم» روح واحدة تجعلنا نعمل جميعاً لنقدم الأفضل دائماً، وربما أجمل شيء أننا نحسن أداء بعضنا جميعاً وكلنا ننبه بعضنا من دون أي زعل ابتداءً من اللباس وانتهاءً بالتصرفات العادية، مضيفةً أن فيروز في «شام إف إم» هي الأيقونة فهي إذاعة فيروز وهذا حلم لنا أن نكون جزءاً من فيروز سواء كمستقبل أو لحن وأصالة».
«شام إف إم» هي الحضن
معدة برنامج «نبض العاصمة» رنيم خلوف قالت إن «شام إف إم» هي الحضن والمكان الذي لا نخاف فيه شيئاً وهي المكان الذي يتيح لنا أن تكون المعلومة بيدنا لنجابه بها على الهواء، وتجربتي كانت مع الشباب عطية عوض وسعد السواس ببرنامج نبض العاصمة وأنا اليوم أطفئ شمعتي الأولى مع «شام إف إم» وهي تطفئ الشمعة العاشرة من عمرها».