عدوان أردوغان مفروش بجثث جنوده والميليشيات … مفاوضات دخول الجيش إلى عفرين إيجابية.. و«وحدات الحماية»: نقبل كل الخيارات
| الوطن – وكالات
بات الجيش العربي السوري على أعتاب دخول منطقة عفرين بريف حلب الشمالي بانتظار اختتام المفاوضات بين الحكومة و«وحدات حماية الشعب» الكردية، في وقت واصل النظام التركي عدوانه، لكن طريقه لم يكن معبداً بالورود بل بدماء جنوده والميليشيات المسلحة المدعومة منه.
وعلمت «الوطن»، أن «أجواء المباحثات إيجابية» بين الحكومة و«الوحدات»، في حين ذكرت مواقع إلكترونية عديدة أن الحكومة السورية تشترط تسليم «الوحدات» سلاحها بالكامل كشرط لدخول الجيش إلى عفرين إلا أن الوحدات رفضت ذلك وهو ما يعرقل التوصل إلى اتفاق حتى إعداد هذا الخبر مساء أمس.
وأكد المستشار الإعلامي لـ«الوحدات» في عفرين ريزان حدو في تصريح لوكالة «رووداو» الكردية أمس أن «المباحثات بين «الإدارة الذاتية» (الكردية) ودمشق بشأن عفرين مستمرة، وسنعلن عن نتائجها حال التوصل إلى اتفاق».
وأضاف: «نقبل بجميع الخيارات خلال الاحتلال التركي»، لكنه اعتبر أن «تركيا هزمت عسكرياً وتعاني أزمة»، وأن ذلك دفعها إلى «استهداف البنية التحتية والآثار في عفرين».
وفي ظهور آخر، له عبر قناة «الميادين»، قال حدو: «لا نستطيع أن نقول: إن الاتفاق تم وموقفنا واضح، كل سوري يساعدنا في التصدي للغزو التركي سنكون سعداء به».
وكشف أن هناك قنوات دبلوماسية تخوض الحوار مع الحكومة السورية وكقوة عسكرية نقوم بدورنا بالتصدي للعدوان التركي»، وأضاف: «كل الخيارات نقبل بها باستثناء بقاء الغزو التركي».
وشدد حدو على أن «عفرين مدينة سورية ولا يحق لنا ولا يحق لأي سوري أن يمنع أي سوري آخر من التواجد في أي بقعة فكيف ونحن نتحدث عن جيش سوري يريد أن يشاركنا في الدفاع عن مدينة عفرين».
وطالب حدو وفق «روداو»، بـ«معونات إنسانية من المنظمات الدولية» لعفرين، مؤكداً عدم التخلي عن المدينة، وقال: «سندافع عن عفرين ونقاوم الاحتلال التركي حتى اللحظة الأخيرة».
في غضون ذلك، كان أردوغان يؤكد في خطاب شعبي أمام مؤيدي حزبه «العدالة والتنمية» في ولاية «أفيون قره حصار» غربي تركيا، أن جنود بلاده تمكنوا من تطهير 300 كيلومتر مربع من «الإرهابيين»، في إطار عملية «غصن الزيتون» شمالي سورية.
وتعتبر أنقرة أن «قوات سورية الديمقراطية –قسد» و«وحدات حماية الشعب» و«حزب العمال الكردستاني» و«حزب الاتحاد الديمقراطي- با يا دا» كلها منظمات إرهابية.
ومما قلل من أهمية تصريحات أردوغان بيان نقلته وكالة «الأناضول» التركية للجيش التركي أعلن فيه أن حصيلة جيش أردوغان من القتلى وصلت إلى 31 عنصرا خلال العدوان، على حين أصيب 170 آخرون بجروح، رغم أنه أكد تدمير 674 هدفا لحزبي «العمال الكردستاني» و«الاتحاد الديمقراطي» وتنظيم «داعش»، خلال الغارات الجوية منذ انطلاق عدوان «غصن الزيتون» في سورية، مشيراً إلى أن الجيش يواصل اتخاذ التدابير اللازمة ضد الهجمات التي تشنها عليه، من عفرين باتجاه الشرق، ومن مدينة منبج باتجاه الغرب، وأنه يتم الرد بالمثل على الهجمات التي تأتي من هناك.
وتأكيداً على قوة المسلحين الأكراد سقطت 3 قذائف أطلقها مسلحو «الاتحاد الديمقراطي» و«العمال الكرستاني» من عفرين على أرض خالية في قرية «قوجة بايلي» التابعة لولاية «كليس» في جنوب تركيا، ولم تسفر عن سقوط ضحايا، وفق «الأناضول».
في المقابل، ذكر المركز الإعلامي لـ«قسد» في بيان، أن قواتهم نفذوا عمليتين نوعيتين «ضد تمركزات جيش الاحتلال التركي ومرتزقته في قريتي قودة وبليلكا، قتل خلالها 13 من عناصر الاحتلال التركي ومرتزقته خلال اشتباك في 24 ساعة الماضية».
بدورها، نقلت وكالة «سانا» عن مصادر أهلية: أن قوات النظام التركي ومرتزقته واصلت قصفها العنيف منازل المواطنين في مدينة عفرين والقرى التابعة لها ما تسبب بالمزيد من الأضرار المادية بالممتلكات العامة والخاصة والبنى التحتية والمرافق الخدمية، موضحة أن القصف استهدف «بلدة جنديرس بريف عفرين وآلات معصرة الزيتون في البلدة وتلف المئات من العبوات المملوءة بالزيت العائدة ملكيتها لأهالي المنطقة وخروج المعصرة عن العمل».
وبعد إصابة ستة مدنيين بالاختناق في مدينة عفرين وتأكيد قوات كردية ومصادر معارضة أن الإصابة نتجت عن تنفيذ هجوم بالغاز من قبل الجيش التركي، نقلت وكالة «رويترز» عن مصدر دبلوماسي تركي زعمه أن بلاده لم تستخدم أسلحة كيميائية قط في عملياتها بسورية وأنها تراعي تماماً المدنيين، واصفاً الاتهامات بـ«الدعاية السوداء».
وبالعودة إلى التطورات السياسية، حثت المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل، تركيا على الأخذ في الحسبان مصالح حلف شمال الأطلسي «ناتو» أثناء أنشطة عدوان «غصن الزيتون» العسكرية في (عفرين).
وقالت ميركل، وفق موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني: إن تركيا لديها مصالح شرعية في مجال الأمن، إلا أنها يجب أن تتجنب القيام بأعمال قد تؤدي إلى ظهور التوتر داخل حلف «ناتو»، داعية إلى تحسين تنسيق الأعمال بين أعضاء الحلف.