من ميسلون الجلاء إلى الغوطة
| ميسون يوسف
لعيد الجلاء وذكراه في هذا العام نكهة أخرى وطعم مميز، حيث إن سورية تحتفل به في 17 نيسان الحالي وهي تشعر بالزهو والغبطة والفرح بالانتصارين المتتاليين، الانتصار على الإرهاب وأسياده في الغوطة واستعادة هذه المنطقة العزيزة إلى كنف الدولة وتطهيرها من الإرهاب والإرهابيين الذين شلوا الحياة فيها وأفسدوها أو عطلوها لسنوات عديدة، والذين أيضاً أخلوا بأمن دمشق وأربكوا الحياة فيها وعطلوا الكثير من فعالياتها الاقتصادية والاجتماعية للضغط على قرار سورية عبر سفك دم المدنيين الأبرياء، والآن تستطيع دمشق أن تحتفل بعيد الجلاء هذا كما لم تحتفل به مند ست سنوات خلت، وتستطيع أن تباهي بقدرة جيشها وصدق تحالفاتها وإنجازاتها الكبرى في إزاحة هذا الكابوس المقيت عن صدرها.
أما الحدث الثاني وهو من الأهمية والتأثير ما يجعله علامة فارقة في مسار الأزمة السورية والحرب الدفاعية التي تخوضها بعد أن فرضت عليها منذ ما يزيد على سبع سنوات، فإنه الانتصار على العدوان الثلاثي الذي شنته أميركا وبريطانيا وفرنسا من أجل تركيع سورية وإجبارها على التنازل عن انتصاراتها ومكتسباتها والتخلي عن ثوابتها ليعود الانتداب عليه مجدداً وليعطل مفاعيل يوم الجلاء ولتدخل سورية أو لتلتحق بركب الدول العربية التابعة والمستسلمة للقرار الغربي بقيادة أميركية.
لكن سورية بقيادتها الحكيمة الجسورة وجيشها الشجاع المحترف وشعبها القوي المتماسك ردت على العدوان الثلاثي بما يقتضيه الموقف وأفشلوه، وكتبوا لسورية مرة أخرى صفحة مجد جديدة خطها سيف دمشقي بحبر الكرامة الوطنية ولقن المعتدي درساً بليغاً جعله يفاقم هزائمه في سورية ويراكمها ويضيف إلى خسارة الغوطة خسارة الهيبة وخسارة عسكرية.
إن سورية التي تعرف كيف تدافع عن نفسها وتعرف كيف تصوغ تحالفاتها، تعرف كيف تستثمر إنجازاتها وكيف تحافظ عليها، وما احتفال السوريين في شوارع مدنهم يوم رد العدوان قبل أيام إلا صورة من صورة الفرح السوري والأعراس السورية بالنصر الوطني ورسالة للغرب الاستعماري مفاده أن الجلاء فعل وطني مستدام ولا عودة لمنتدب أو مستعمر أو محتل، ومن ظن أن بإمكانه العودة تحت هذا العنوان فإن الجواب على ظنه يتلقاه من شوارع سورية ومن حناجر شعبها ومن بنادق جيشها ومن قرار قيادتها، قرار قاطع ليس للمحتل والمستعمر والمنتدب محل في سورية أو مقر.