بلا إحراج!
| مالك حمود
أترحم مجدداً على روح الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم وأنا أتذكر الحكمة في قصائده وهو يقول بلهجته المصرية المحببة:
«مر الكلام زي الحسام يقطع مكان ما يمر.. أما المديح سهل ومريح وبغير مكانه يضر»
روعة كلام النجم كانت في شاعريته وأحاسيسه وواقعيته النابعة من عمق الحياة ومعاناتها وإسقاطاتها على مختلف المجالات بما فيها الرياضة، وما ذكرني بهذه الأبيات هو كلام ذلك الرياضي العتيق الذي اعتذر بلباقته المعهودة لنجوم الرياضة السابقين عن الظهور في لقاء إعلامي خشية أن ينزعج الآخرون من كلامه..!
احترمت اعتذاره ليس لأنه خائف من قول الحقيقة، ولكن لأنه لم يرض بأنصاف الحلول مؤكداً أنه إما أن يقول كل الكلام ويروي الحقيقة على حبتها، وإما أن يفضل الصمت.
الصمت كان الحل الأمثل لدى ذلك النجم الرياضي الحكيم والخبير لأنه لا يريد أن يخسر من تبقى من رفاق الدرب في حقل الرياضة لمجرد قول الحقيقة.
وللناس شأنها ومواقفها عندما تكون المسألة شخصية، ولكنني أجد المشكلة الحقيقية في من ينزعج من قول الحقيقة.
هل أدمن بعض المعنيين في رياضتنا على مسألة (تمسيح الجوخ) حتى باتت آذانهم رافضة لسماع أي نقد حتى لو كان إيجابياً؟
وهل فكر هؤلاء بمضمون ما يقال وحقيقته وكيفية معالجته بدلاً من الانزعاج من الكلام وقائله وتوجيه الملامات والبحث عن الدوافع التي تقف وراء تلك الآراء بغض النظر عن واقعيتها ومنطقيتها ومصداقيتها وهدفها في الوصول إلى الحالة الصح.
المصيبة عندما يفضل البعض من أصحاب القرار مصاحبة المجاملين، من دون النظر إلى دواعي تلك المجاملة والهدف الحقيقي من ورائها، وغاياتهم التي تمرر من خلال سعادته، حتى يدون الطرب في كل رؤية يبديها وقرار يتخذه، وكأنه مصدر الوحي والإلهام وأهم الكلام! لتنطبق عليه الحكمة القائلة (من أعجب برأيه ضل).