أكدت موسكو، أمس، أنها اتفقت مع أنقرة على تكثيف جهودهما لتنفيذ «اتفاق إدلب» واتخاذ تدابير لمحاربة المجموعات الإرهابية في المحافظة، مجددة دعوتها للمجتمع الدولي للمساهمة في تسريع إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية وتسهيل عودة المهجرين السوريين إلى بلدهم.
وبحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي مع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان الوضع في سورية، بحسب وكالة «سانا» للأنباء التي نقلت عن الكرملين تأكيده في بيان، أنه «تم خلال الاتصال الاتفاق على تكثيف الجهود المشتركة لتنفيذ اتفاق سوتشي الموقع في أيلول الماضي حول الوضع في إدلب بما في ذلك اتخاذ تدابير لمحاربة المجموعات الإرهابية فيها».
وجاء في البيان أنه «تمت الإشارة خلال الاتصال الذي جاء بطلب من الجانب التركي إلى أهمية عمل الدول الضامنة بصيغة أستانا (روسيا- إيران- تركيا) لتعزيز الحوار السوري السوري».
وفي وقت لاحق من يوم أمس، جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره السويسري اينياتسيو كاسيس في جنيف، دعوة بلاده المجتمع الدولي إلى المساهمة في تسريع إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية وتسهيل عودة المهجرين السوريين إلى بلدهم.
وقال لافروف بحسب «سانا»: «أطلعنا شركاءنا في سويسرا على الجهود التي تبذلها روسيا مع بقية الدول الضامنة (إيران وتركيا) في إطار منصة أستانا لإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية عبر تطوير الحوار بين مختلف الأطراف السورية، موضحاً أن «جولة جديدة لمحادثات أستانا بدأت أمس وتستمر يومين ونأمل أن تحقق المزيد من التقدم فيما يتعلق بالتسوية السياسية».
ودعا لافروف المجتمع الدولي إلى تقديم المزيد من الدعم للمساهمة في تسريع عودة المهجرين السوريين إلى بلدهم بعد أن هيأت الحكومة السورية الظروف اللازمة لهذه العودة.
وفي سياق متصل، نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» عن مصدر في الوفد الروسي المشارك في الجولة الـ11 من محادثات أستانا، تأكيده أن روسيا لا تخطط لعملية عسكرية واسعة النطاق في إدلب، لكنها سترد بقوة على أي هجمات يشنها الإرهابيون.
وأضاف المصدر: «سنضرب مصادر استهداف السكان المدنيين، وستكون ردودنا قاسية، لكنها ستبقى ضمن إطار الاتفاق الموقع في 17 أيلول في سوتشي».
وتابع: «سنعمل مع الأتراك من أجل حل هذه المشاكل بطرق سلمية، ولن نتحرك إلا للرد على الاستفزازات».
وكان تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي في إدلب، استهدف أحياء في مدينة حلب السبت الماضي بالمواد السامة، وأسفر ذلك عن إصابة 107 مدنيين بحسب ما ذكرت «سانا»، في حين تحدثت مواقع الكترونية أن عدد المصابين وصل إلى 170 مصاباً.
ووفق المصدر، فإن عملية إخلاء المنطقة «المنزوعة السلاح» التي نص عليها «اتفاق إدلب» من المسلحين تتقدم بصعوبة وبطء، لكن موسكو تتفهم المشاكل التي تواجه أنقرة لدى تنفيذها.
وقال: «نضغط عليهم، لكنهم يواجهون صعوبات، حيث يوجد هناك إرهابيون حقيقيون، يصعب التعامل معهم، ونحن نتفهم وجود هذه الصعوبات».
وأضاف: «لقد انقضت كافة المهل المنصوص عليها في اتفاق سوتشي، لكننا نرى أن الأتراك يواصلون العمل ويخلون المنطقة من الإرهابيين، وإن كان ذلك بوتيرة أقل مما نريد».