في مطاعم وفنادق النجمة والنجمتين في دمشق القديمة، تتفاوت الأسعار بسهرات رأس السنة، بين ١٨ ألف ليرة إلى ٢٤ ألف ليرة للشخص الواحد، متضمّنة حفلاً فنيّاً وعشاء مع الخدمات المقدمة، وتتضاعف القيمة مع ارتفاع سويّة النجوم. بطبيعة الحال لا يملك المواطنون من مختلف الشرائح قدرة متساوية على حجز مكان لهم بهذه السهرات لكنّهم يختارون مكان سهرتهم حسب إمكانياتهم.
مدير الرقابة والجودة السياحية بوزارة السياحة زياد البلخي أشار لـ«الوطن» أنه يجب أن تكون الأسعار الخاصة، واضحة عند الحجز للحفلة وبيان العروض والخدمات المقدّمة والحصول على الترخيص لإقامة الحفلة، وتحقيق الشفافية مع المواطن، حتى يستطيع اختيار المطعم الذي يناسبه، ولفت البلخي إلى أن هنالك صعوبة في ضبط السعر النهائي للحفلة باعتبار أن المطرب يختلف من مطعم لآخر حسب السعر الذي يتقاضاه.
أحمد المصري من درعا يقول إنه اختار قضاء رأس السنة بدمشق مع زوجته وإن السهرة تكلّفه ٤٠ ألف ليرة، لكنه سعيد بأجواء الفرح وعودة الاستقرار، على حين سهير التي تعمل بالتدريس ترى أن الأسعار في المطاعم والمحلات تفوق في بعض الحالات إمكانيات أصحاب الدخل المحدود.
على الجانب الآخر يؤكّد أنس ياسين، العامل بأحد المطاعم بدمشق القديمة، أن الحجوزات اكتملت قبل أسبوعين من رأس السنة ولفت إلى أن بعض الموظفين مستعدّون لدفع راتب شهر مقابل ليلة فرح!
رامي الذي أمضى أربعة أعوام في لبنان عاد ليحتفل مع الأهل بهذه المناسبة ويقول إنه فوجئ بألق الشام وزينتها وفرح الناس.
بين هذا الرأي وذاك، يتحدّث أبو سمير عمّا يميّز هذا العام ويقول: بإمكان كل إنسان أن يعيش الأجواء على طريقته وحسب إمكانياته حتى لو كان ذلك في بيته، فالأهمّ أننا نعيش مرحلة جديدة نستعيد من خلالها فرح الماضي وهو ما تحقق بفضل تضحيات الجيش العربي السوري.
أصحاب المطاعم لهم رأي يتعلق بالأسعار وقضايا أخرى، فنذير الذي يُدير أحد المطاعم بدمشق القديمة يعتبر أن الأسعار في رأس السنة تتعلّق بالخدمات المقدّمة والوجبات التي تكون متميّزة، إضافة إلى الحفلات وأجور الفرق الموسيقية.
بدوره أشار جورج إلى الإقبال هذا العام وأن الحجوزات كانت مكتملة قبل أسبوعين من رأس السنة، وذلك بفضل حالة الاستقرار التي تشهدها العاصمة، وزوال خطر الإرهاب والقذائف.
نبيل الذي يمتلك مطعماً صغيراً أوضح أن الزبائن يستطيعون ارتياد المطعم الذي يناسب إمكانياتهم، وهناك تدرّج في الأسعار حسب نوعية المطعم وتصنيفه.
من جانبه قال أبو سعيد: إن المحل الذي يُديره يجتذب الزبائن بسبب أسعاره المنافسة، معتبراً أن بعض أصحاب المطاعم يضعون أسعاراً مبالغاً فيها، ولا تناسب دخل معظم المواطنين، إلا أنهم يعتبرون ذلك موسماً يتوجّب عليهم الاستفادة منه. مؤكّداً أن الأسعار ليست بمتناول الجميع، لكن الفرحة باتت بمتناولهم، حيث يتوق المواطنون لاستعادة أجواء السعادة والاحتفال، وإن كانوا يتمنّون أن يكون ذلك ضمن إمكانياتهم وبعيداً عن استغلال بعض أصحاب المنشآت السياحية لفرحتهم.