أنقرة ألمحت لتفاهمات مع واشنطن حول «الآمنة» وطالبت بدعم مالي! … دمشق: نظام أردوغان مارق متهور غير مسؤول ولا يتعامل إلا بلغة الاحتلال
| الوطن – وكالات
حصد الإعلان الأميركي أول أمس عن نية إنشاء ما سمي «المنطقة الآمنة» الحصة الأكبر من الاتصالات والتصريحات التركية التي جرت أمس، في محاولة للاستثمار في المعطى الأميركي الجديد الذي بدا خارج السياقات الميدانية والسياسية الحاصلة. دمشق ردت بقوة على عملية المساومة والابتزاز التي اعتادها رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان وقالت إن «هذا النظام لا يتعامل إلا بلغة الاحتلال والعدوان ويتصرف بما يتناقض مع أبسط مبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة».
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين لوكالة «سانا» أمس: «إن التصريحات التي أطلقها رئيس النظام التركي (رجب طيب أردوغان أمس) تؤكد مرة جديدة أن هذا النظام «راعي الإرهابيين في حوارات أستانا» لا يتعامل إلا بلغة الاحتلال والعدوان ولا يمكن أن يكون إلا نظاما مارقا متهورا غير مسؤول يتصرف بشكل مستمر بما يتناقض مع أبسط مبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة ضاربا عرض الحائط بكل القرارات الدولية التي أكدت دائماً وأبدا احترام وحدة أرض وشعب الجمهورية العربية السورية».
وأوضح المصدر أن دمشق «تؤكد أن محاولة المساس بوحدة سورية لن تعتبر إلا عدوانا واضحاً واحتلالا مباشراً لأراضيها ونشراً وحماية ودعماً للإرهاب الدولي من قبل تركيا والذي تحاربه سورية منذ ثماني سنوات».
وتابع: إن سورية «تشدد على أنها كانت وما زالت مصممة على الدفاع عن شعبها وحرمة أراضيها ضد أي شكل من أشكال العدوان والاحتلال بما فيه الاحتلال التركي للأراضي السورية بكل الوسائل والإمكانات».
وكانت وكالة «الأناضول» التركية، أوحت في تقرير لها بأن اتفاقاً جرى بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وأردوغان بخصوص ما تسمى «المنطقة الآمنة»، عندما أشارت إلى أن اتصالاً جرى بين الطرفين أول أمس قبل أن يتحدث ترامب في تغريدة له عبر «تويتر» حول هذه المنطقة المزمع إنشاؤها في شمال سورية.
ونقلت الوكالة في وقت لاحق أمس عن أردوغان قوله في كلمة له أمام البرلمان: إن تركيا ستنشئ «المنطقة الآمنة»، شمال سورية، زاعماً بأنه لن يسمح بإقحام تنظيمات داعش، و«وحدات حماية الشعب الكردية» في الحدود، وقال «سندفنهم في حفرهم».
وأضاف: «نأمل أن نكون قد توصلنا إلى تفاهم مع ترامب حول سورية، وترامب أكد لي مجدداً في المكالمة الهاتفية (أول) أمس قراره بسحب القوات الأميركية من سورية»، لكنه لم يخف ما سمته الوكالة «حزنه من اختلاف المواقف مع واشنطن بشأن سورية».
وفي رده على أسئلة الصحفيين عقب الكلمة، ذهب أردوغان بعيداً في ادعاء بعض التفاصيل المرتبطة بـ«الآمنة» وقال: «يمكننا إنشاء المنطقة الآمنة التي تهدف إلى توفير الأمن للسوريين، حال تلقينا الدعم المالي واللوجستي من واشنطن والتحالف الدولي»، وأضاف: «يمكن أن تتولى شركة الإسكان التركية أعمال الإنشاءات بالمنطقة الآمنة»!
أردوغان كشف عن احتمال عقد لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 23 من الشهر الجاري»، وأشار إلى أنه ستنعقد أيضاً قريباً قمة ثلاثية بينه وبين بوتين والرئيس الإيراني حسن روحاني، كاستكمال لمسار «أستانا»، ولكن لم يحدد تاريخها بعد. في المقابل، نقلت مواقع إلكترونية معارضة عن الرئيس المشترك لـ»هيئة العلاقات الخارجية» في ما يسمى «الإدارة الذاتية» التابعة لحزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي عبد الكريم عمر قوله: أنهم و«مجلس سورية الديمقراطية- مسد» لم يناقشوا هذه المسألة، وأنه: «لم يطرح أحد المقترح حتى اللحظة».