عانى حكام السلة الأمرين في الفترة الماضية، وكانوا بلا أدنى شك الحلقة الأضعف في اللعبة، والشماعة التي يعلق عليها الجميع أخطاءه، لكن مع التغيير الذي شهدته اللجنة في الفترة الماضية، بدأ معها سلسلة من التغييرات أطلت برأسها على واقع الحكام بشكل عام، وبات هناك الكثير من الانفراجات على الأصعدة كافة، ابتداء من السعي لتطوير مستوى الحكام وثقافتهم التحكيمية، ومروراً بتحقيق العدالة بين حكامها من حيث تعيينات الحكام، وتوزيع المباريات بينهم، وانتهاء برفع أجورهم، الأمر الذي شجّع الكثير من اللاعبين الشباب لدخول أجواء التحكيم ودعم القاعدة التحكيمية التي وصلت إلى حد الهاوية في السنوات الأخيرة، ما يجعلنا نتفاءل بمستقبل مشرق لكرة السلة يذكرنا بحكامنا في الأيام الخوالي.
للاطمئنان
لم يكن حال الحكام يسر أحداً، ولا حتى القائمين عليهم، نظراً لضعف الإمكانات المادية، وغياب الدعم اللازم، لكن اتحاد السلة وجد أن الحكام هم الحلقة الأهم بالعملية الاحترافية، ودعمهم واجب في حال أراد تطوير جميع مفاصل اللعبة، وقرر بالتنسيق مع اللجنة الجديدة إقامة معسكرات داخلية لهم بهدف رفع ثقافتهم التحكيمية، واعتادت اللجنة الجديدة منذ توليها لمهامها الاطمئنان على جاهزية جميع الحكام قبل انطلاقة مباريات دوري الرجال المقررة يوم الجمعة القادم، لذلك نجحت بعد التنسيق مع اتحاد كرة السلة في إقامة معسكر مركزي للحكام الأسبوع الفائت امتد ليومين في مدينة الفيحاء في دمشق، حيث شارك في المعسكر(٣٣) حكماً من مختلف الدرجات، وحاضر في المعسكر المندوب الفني للاتحاد الدولي لكرة السلة (فيبا) وعضو اتحاد اللعبة وفيق سلوم، ورئيس لجنة الحكام الرئيسة ماهر أبو هيلانة، إذ تناول المعسكر محاور عدة، وجديدة منها آلية التحكيم، وإدارة المباريات، وفحص لياقة (كوبر)، وتم شرح آخر تعديلات القانون الدولي عبر حصص عملية، وتم في نهاية المعسكر إجراء فحوصات نظرية للحكام، كما تم خلال المعسكر تحديد أسماء الحكام المرشحين لتجديد الشارة الدولية، ومنح الشارة الدولية للحكام الجدد.
فائدة جديدة
«الوطن» اتصلت برئيس لجنة الحكام ماهر أبو هيلانة الذي أكد بدوره أهمية هذا المعسكر للحكام قبل انطلاقة مباريات الدوري، وتابع يقول، تأتي أهمية هذا المعسكر من مبدأ أنه أول معسكر يحضره الحكام الجدد في سورية، وعددهم تسعة حكام انتسبوا من جديد لأسرة التحكيم، وجاءت فائدتها كبيرة، وكانت تتضمن التمرين على نظام الإعادة الفورية من خلال ثلاث كاميرات.
وأضاف بقوله: إن هذا النظام لم يطبق إلى الآن في سورية، على الرغم من أنه يطبّق في كل الدول، لكننا سنعمل على تطبيقه في الموسم المحلي بعد اتخاذ القرار من اتحاد اللعبة، ومضى يقول، المعسكر كان ناجحاً ومميزاً ومفيداً جداً، لأنني قدمت من خلاله كل معلومات القانون، والتغييرات الدولية وتعديلات الاتحاد الدولي.
وعن تصحيح بعض الأخطاء التي يقع بها الحكام مضى يقول، من الطبيعي أن تقل الأخطاء طالما أدرك الحكم مكانه الصحيح بالملعب، لكونه لم يعد يتابع الكرة في كل مساحة الملعب، وإنما يتابعها في مكانه المخصص له، وهذا سيسهم في عدم الوقوع بالأخطاء التي كانت تظهر على أداء الحكام في المواسم الماضية، وختم حديثه، مستوى حكامنا يتطور من يوم لآخر، وهم في جاهزية تخولهم لقيادة مباريات الدوري بثقة كبيرة، ونسعى دائماً لإيجاد السبل الكفيلة لدعمهم حتى نصل إلى المستوى الذي نريده ونتمناها.