ازدادت في الآونة الأخيرة ظاهرة وجود البسطات في أغلب الأسواق في مدينة دمشق، وهم في حالة كر وفر مع شرطة المحافظة، حيث يختفي هؤلاء خلال دقائق وبسرعة كبيرة تسبق وصول دوريات شرطة المحافظة.
«الوطن» قامت بجولة خلال الأسبوع الماضي على منطقة سوق الصالحية وتحديداً من شارع العابد وحتى ساحة عرنوس وكذلك في شارع الحمرا، وتحدث عدد من أصحاب المحلات وتحدثنا عن وجود هذه البسطات التي يقف خلفها شباب بعمر أقل من 20 عاماً، وسألتهم عن رأيهم في سلوك هؤلاء الشباب، ومدى تقيدهم بأخلاق المهنة والذوق العام.
أبو احمد في الصالحية صاحب محل ألبسة أكد أن هؤلاء الشباب يقومون بأعمال فيها الكثير من الإساءة سواء للمارة أم لأصحاب المحلات، وبالرغم من الشكاوى الكثيرة للمحافظة، لكن دون جدوى، مازالوا ينتشرون في هذا السوق رغماً عن أصحاب المحال.
علي صاحب محل أحذية قال: جزء من البسطات الموجودة في السوق لأصحاب المحال وجزء لأشخاص يقفون بحماية أصحاب المحلات، وجزء آخر يضعون بسطاتهم لأنهم مدعومون من بعض المسؤولين في المحافظة، وكثيراً ما تحدث مشاجرات بين أصحاب البسطات ويتبادلون الكلام النابي، هذا جانب والجانب الآخر أن البعض منهم يتعرض للنساء في هذا السوق، ما أدى لإحجام الكثير من رواد هذه الأسواق، وبالتالي فإن وجود هؤلاء تسبب بأضرار على أصحاب المحال.
أبو منير قال: أصحاب البسطات على مختلف أنواعها يتركون الأوساخ مساء أمام المحلات وكثيرا ما كانوا يتسببون بمخالفات لأصحاب هذه المحال من موظفي النظافة، لأنهم لا يستطيعون معرفة صاحب البسطة وبالتالي يخالفون أصحاب المحال التي توجد فيها البسطات، وغالباً ما يتأخر أصحاب البسطات بعد إغلاق أصحاب المحال لمحالهم. وعن وجود البعض ممن يتعاطون الممنوعات خلال وجودهم في السوق نفى أبو منير سماعه بأي حادثة من ذلك على الأقل في المنطقة التي يوجد فيها.
سألنا عدداً من رواد السوق عن رأيهم بأصحاب البسطات وكانت الأجوبة متباينة البعض تضامن معهم على أنهم «متعيشون» ولديهم أسر يريدون إعالتها، وبالتالي مطلوب غض النظر عنهم، والبعض الآخر من المواطنين يرى أنهم يمارسون سلوكاً سيئاً أدى لإحجام الكثير من الناس ليس على الشراء من السوق فقط إنما المرور من هذه الشوارع.
في شارع الحمرا ونظراً لوجود ممر مسقوف كان انتشار أصحاب البسطات كثيراً. سألنا أحدهم فقال إن هذه البسطة هي لصاحب المحل ويضع هذه البضاعة لجر رجل الزبون إلى المحل، وبالتالي ليس لهم مصلحة في الإساءة إلى الزبائن.
وليد صاحب بسطة في الحمرا قال: أنا أعيل أسرة كبيرة ولدي إصابة ولا أستطيع أن أفتح محلاً وليس أمامي إلا هذا المجال، ومن ينشر إشاعة قيام أصحاب البسطات بتعاطي المخدرات هم أصحاب المحال لأنهم يريدون إبعاد هذه البسطات عن محالهم، وموضوع ترك الأوساخ والأكياس وعلب الكرتون مساء أمام المحال قد يفعل البعض ذلك لكن البقية يضعونها في الحاويات وهي كثيرة في السوق، والنتيجة أن الموضوع هو نظافة شخصية لكل إنسان.