يسعى النظام التركي برئاسة رجب طيب أردوغان، صاحب الأغلبية في البرلمان التركي، لاتخاذ خطوات جديدة في سبيل تكميم أفواه معارضيه، بحجة مواجهة الإرهاب، وذلك بتقديم مشروع قانون «منع تمويل الإرهاب».
وأشار موقع «تركيا الآن» المعارض أمس إلى أن النظام التركي يصر في مساعيه تلك على الرغم من الكشف عن تمويله لتنظيمات إرهابية مثل داعش وغيره من الميليشيات المتطرفة في سورية والعراق وليبيا.
وكشفت صحيفة «لوفيجارو» في آذار الماضي النقاب عن الأساليب التي تتبعها مشيخة قطر والنظام التركي في تشكيل أذرع إرهابية بمختلف أنحاء العالم، ودورهما في دعم المتطرفين سواء بالمال أم السلاح.
ولم تغفل «لوفيجارو» عن دور النظام التركي في دعم الجماعات الإرهابية، سواء بالتخطيط أم السلاح، حيث أقام نظام أردوغان علاقات مع مجموعات مرتبطة بتنظيم «القاعدة» في عدة أماكن بالمنطقة.
واستشهدت الصحيفة بالدعم التركي الذي تلقاه الإيرلندي من أصل ليبي «مهدي الحراتي» الذي أسس ما يسمى «لواء الأمة» الإرهابي في إدلب.
وكشف موقع «نورديك مونيتور» السويدي، أمس حقائق جديدة حول التحالف الذي يربط النظام التركي مع التنظيمات الإرهابية وتقديمه كل سبل الدعم لها وتسخيرها لخدمة أجنداته الخاصة في زعزعة استقرار دول المنطقة.
وأكد الموقع المتخصص في التحقيقات الاستقصائية أن النظام التركي غض الطرف عن إجراء تحقيقات مع زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي في تركيا المدعو موسى أبو جعفر، فضلاً عن مساعدته في الانتقال إلى محافظة إدلب مع بداية الحرب على سورية بهدف تجنيد المزيد من الإرهابيين في صفوف تنظيمي القاعدة وداعش ضد الدولة السورية وإرسال البعض منهم إلى دول أخرى كالعراق وليبيا.
وقال موقع قناة «تي آر تي» التركي الموالي لنظام أردوغان، إنه بناءً على اقتراح قدمه حزب «العدالة والتنمية» الذي يتزعمه أردوغان، وافق البرلمان التركي الذي يسيطر عليه «العدالة والتنمية» على مشروع قانون منع تمويل الإرهاب.
وحسب الاقتراح، سيتم تجميد أصول أولئك الذين يقدمون الدعم المالي للمنظمات الإرهابية في وقت قصير، كما سيجري تسريع عملية إغلاق حسابات وسائل التواصل الاجتماعي للمنظمات الإرهابية.
إلى جانب ذلك، ينص الاقتراح على فرض عقوبات مشددة على الجمعيات التي يثبت تعاونها في تمويل الإرهاب وتهريب المخدرات وغسيل الأموال.
وأوضح موقع «تركيا الآن»، أن تركيا تشهد في الفترة الراهنة حملة لتكميم أفواه المعارضة، تشتد حدتها كل يوم مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، وزيادة حدة الانتقادات الموجهة إلى السلطة الحاكمة التي دائماً ما تتهم المعارضين عامة والأكراد بصفة خاصة بدعم المنظمات الإرهابية.
وأكدت وكالة «بلومبرغ» الأميركية الثلاثاء الماضي أن المعارضة التركية تزداد شدة وصرامة مع مرور الوقت في مواجهة رئيس النظام أردوغان، وأن امرأتين تنافسانه على كرسي الرئاسة.
وأشار الصحفي بوبي غوش، في مقالة له نشرتها الوكالة الأميركية، إلى أن رئيس حزب «العدالة والتنمية» أردوغان، يستعد لدخول عام 2021 بأقوى معارضة في حياته السياسية، مع تفاقم الأزمات الداخلية إلى جانب وصول إستراتيجيته إلى طريق مسدود.