بعضهم وجّه اتهامات وانتقادات شديدة للحكومة.. والأخيرة: مجرد نشر للأكاذيب ولا أساس لها … مرشحو الانتخابات الرئاسية الإيرانية يركّزون في مناظرتهم الأولى على الاقتصاد
| وكالات
استضافت مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، أول من أمس السبت، المناظرة الأولى بين مرشحي الانتخابات الرئاسية السبعة، حيث تركزت أغلب مداخلاتهم على الموضوعات الاقتصادية.
وبدأت المناظرة الأولى حسب وكالة «فارس» بحديث المرشح إبراهيم رئيسي، فأكد أهمية معالجة موضوع عقبات الإنتاج، وقال: لتحقيق الازدهار في الإنتاج علينا أن نوجد المحفزات للإنتاج، وأن نخفض من جاذبية الأنشطة الاقتصادية غير المنتجة، مشيراً إلى أن تحقيق هذا الأمر بحاجة إلى آليات بما فيها مكافحة التهريب وتوجيه السيولة النقدية نحو الإنتاج، بدلاً من توجهيها نحو شراء الذهب والعقارات، وتخفيف الضرائب على الإنتاج وزيادتها على الأنشطة غير المنتجة، والحد من البيروقراطية في إصدار التراخيص التي تعتبر مكبلة للإنتاج.
كما أكد أن أحد أكبر المشكلات الاقتصادية للبلاد هي مشكلة التضخم وغلاء المعيشة.
أما المرشح المعتدل عبد الناصر همتي والذي كان يشغل منصب حاكم المصرف المركزي قبل قبول ترشحه للانتخابات الرئاسية فقد أكد أنه خبير في الاقتصاد خلافاً لسائر المرشحين، وأن اغلب الوعود التي يطلقها المرشحون نظراً للظروف الموجودة، لا يمكن تحقيقها ولا توجد الموارد الكافية لتحقيقها، مضيفاً إنه سيعمل على الإصلاحات الاقتصادية وزيادة الثروة والتوزيع العادل للثروة وتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين.
بدوره أكد المرشح قاضي زادة هاشمي أننا إذا تمكنا من خفض التضخم فسيمكننا الحفاظ على قيمة العملة الوطنية، مضيفاً إن البنك المركزي مكلف بالحفاظ على قيمة العملة الوطنية وليس الحفاظ على قيمة الدولار، مشدداً على أن كبح التضخم يجب أن يتم عبر دعم الإنتاج.
وقال المرشح علي رضا زاكاني في المناظرة إن همتي هو من دمر قيمة العملة الوطنية وقام بتوزيع الفقر بين الشعب الإيراني، مضيفاً إن السيولة الموجودة الآن هي بسبب سياسات البنك المركزي، وللتخلص من هذه المشاكل يجب أن تكون هناك شبكات اتصال بين البنوك وهمتي كان مقصراً في هذا المجال.
من جانبه، قال المرشح سعيد جليلي رداً على سؤال بشأن رفع الحرمان: يجب أن تكون لدينا ارادة حقيقية وبرامج من أجل إزالة الفقر والحرمان ويجب إعطاء الشعب الإيراني حصته من الطاقة.
أما المرشح محسن رضائي، فقد أكد أن هناك خللاً في الصلة بين الحكومة والاقتصاد وبين الاقتصاد والشعب، وأشار إلى أنه سيرفع الدعم النقدي من 45 ألف تومان إلى 450 ألف تومان، وأن هذا الأمر ممكن من خلال ضبط الأموال المهدورة في الإسراف والمحسوبيات والمنسوبيات وكذلك من خلال توفير 4 مليارات دولار من محل الصرف الرسمي للدولار (بسعر 4200 تومان للدولار الواحد) وتوفير 4 مليارات دولار من قطع الدعم عن الشرائح المرفهة في المجتمع.
وقال المرشح محسن مهر علي زادة، أنه وضع برنامجاً لإدارة الحكومة تم العمل عليه طوال السنتين الماضيتين، ومن ضمن محاور البرنامج رفع عقبات الإنتاج، وتسهيل الإنتاج، والإعفاء الضريبي للإنتاج، وتقديم التسهيلات المالية، وتوجيه السيولة النقدية نحو الإنتاج وإيجاد فرص العمل، وتنشيط السياحة، وإيجاد موارد جديدة للضرائب، وإغلاق حالات التهرب الضريبي.
كما انتقد المرشحون أداء الحكومة الحالية وخاصة في الجانب الاقتصادي بما في ذلك سوء الإدارة والعديد من المشكلات الناجمة عن ذلك بما فيها التسبب بارتفاع التضخم وغلاء المعيشة للمواطنين وانخفاض القدرة الشرائية.
وكان همتي الوحيد من بين المرشحين الذين دافعوا بقوة عن الحكومة وخاصة عن الرئيس حسن روحاني المنتهية ولايته قريباً، حيث وصفه بأنه أقوى وأكثر خبرة وأفضل في فن البيان من المرشحين الحاليين.
وكرد فعل على الاتهامات والانتقادات التي طالت الحكومة، قدم المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي طلباً إلى رئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، علي عسكري، بتوفير فرصة للحكومة للرد على الاتهامات والانتقادات، واصفاً إياها بأنها مجرد نشر للأكاذيب ولا أساس لها من الصحة.
وأعرب المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي عن رفضه ما ورد خلال المناظرة بين مرشحي الرئاسة، منتقداً ما اعتبره إساءات صدرت عن عدد من المرشحين.
كما طالب ربيعي، في رسالة احتجاج وجهها إلى رئيس الإذاعة والتلفزيون، بمنحه وقتاً واستضافته في التلفزيون الرسمي للرد على تلك التجاوزات.
بدوره، انتقد مساعد الرئيس الإيراني للشؤون الإعلامية علي رضا معزي الاتهامات التي وجّهت للحكومة من بعض المرشحين.
وقال معزي إن أي أحد من معارضي الاتفاق النووي والحكومة والمحادثات «الذين كانوا يرفعون المخططات البيانية أمام الكاميرات، لم يذكر أي شيء عن عشرات ومئات مليارات الدولارات التي خسرها الاقتصاد الإيراني تحت وطأة العقوبات».
وعقب المناظرة الساخنة، أعادت صفحة المرشد الإيراني علي خامنئي على «انستغرام» نشر ما قاله خلال لقائه الافتراضي مع نواب مجلس الشورى في 27 أيار الماضي.
وقال خامنئي إنه «عندما يتّبع المرشحون في المناظرات التلفزيونية أسلوب الإهانة والاتهام وتشويه الطرف الآخر وإخافة الشعب من المنافس فإن البلاد تتضرر بشكل ما».