الحربي السوري والروسي يوجع «النصرة» بريف إدلب الجنوبي … تظاهرات حاشدة في تل رفعت رفضاً لأي عدوان تركي: لسنا لقمة سائغة
| حلب - خالد زنكلو
واصل سلاح الجو الروسي توجيه الرسائل النارية ضد النظام التركي وميليشياته في «خفض التصعيد»، واستهدفت المقاتلات الروسية تجمعات لإرهابيي ما يعرف بغرفة عمليات «الفتح المبين»، التي يقودها «جبهة النصرة» الإرهابي، في محيط بلدتي البارة وكنصفرة في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، وتمكنت من تدمير تحصينات للإرهابيين وقتل وجرح عدد منهم.
من جهتها ردت وحدات الجيش العربي السوري على خروقات الإرهابيين لوقف إطلاق النار في ريف إدلب الجنوبي وسهل الغاب الشمالي الغربي وريف حلب الغربي، وكبدتهم خسائر بشرية بقتل وجرح أعداد كبيرة منهم ودمرت عتاداً عسكرياً كان بحوزتهم.
على صعيد موازٍ، بيّن خبراء عسكريون أن حلم زعيم أنقرة رجب طيب أردوغان بالسيطرة على تل رفعت بريف حلب الشمالي بعيد المنال، وأن وضع المدينة مختلف تماماً عن وضع عفرين التي سيطر عليها النظام التركي في آذار ٢٠١٨.
واعتبر الخبراء في تصريحات لـ«الوطن»، أن تل رفعت ليست لقمة سائغة في حال شن النظام التركي عملية عسكرية باتجاهها، ولفتوا إلى أن تصريحات وتهديدات أردوغان وقيادات نظامه في الآونة الأخيرة بالتحرك العسكري شمال سورية، ما زالت في إطارها السياسي على الرغم من الحشود العسكرية لجيش الاحتلال ودعوة ميليشياته إلى الاستنفار ورفع الجاهزية في المنطقة.
وأوضح الخبراء أن أردوغان يحتاج إلى توجيه أنظار الشارع التركي إلى عدوان خارجي يشنه نظامه في سورية بسبب مأزقه الداخلي على خلفية انهيار عملته وتردي وضعه الاقتصادي، بالإضافة إلى سوء علاقته بحليفه الأميركي الذي تخلى عنه وتركه وحيداً في وجه الضغوطات الروسية لتنفيذ الاستحقاقات التي أوجبتها الاتفاقات الثنائية مع موسكو بخصوص منطقة «خفض التصعيد» بإدلب. وشددوا على أن روسيا، التي تحتفظ بوجود عسكري إلى جانب الجيش العربي السوري في تل رفعت، ليست بصدد منح أردوغان مكسباً عسكرياً مجاناً في المنطقة الحيوية التي عادت إلى سلطة الحكومة السورية منتصف شباط ٢٠١٦. ونوهوا بأن زعيم أنقرة يسعى إلى توجيه الأنظار إلى منطقتي تل رفعت ومنبج الواقعتين غرب نهر الفرات لتأجيل تنفيذ بنود اتفاقي «موسكو» و«سوتشي» مع روسيا في إدلب بعد مضي أكثر من سنة ونصف السنة على الأول وأكثر من ثلاث سنوات على الثاني بفتح طريق عام حلب اللاذقية أو ما يرمز إليه بـ«M4» وفصل الإرهابيين عن ميليشياته، من دون الالتزام بتعهداته نهائياً.
واستبعدوا أن ينال أردوغان أي ضوء أخضر حول تنفيذ أي عمل عسكري شمال وشمال شرق سورية، كما يأمل خلال لقائه الرئيس الأميركي جو بايدن على هامش قمة العشرين في ٢٨ الجاري في روما، أو بلقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد ذلك، الأمر الذي سيجعل نظامه متخبطاً في تصريحاته ومواقفه المتضاربة من الأزمة السورية.
إلى ذلك، خرجت أعداد كبيرة من أهالي تل رفعت والبلدات التابعة لها بمختلف مكوناتهم بريف حلب الشمالي بتظاهرة حاشدة جابت أنحاء المدينة أول من أمس حاملة العلم السوري واللافتات الرافضة للتهديدات التركية حيال المنطقة، كما انطلقت أمس تظاهرة مماثلة في تل رفعت ومنطقة الشهباء شمال حلب منددة بنية النظام التركي شن أي عمل عسكري باتجاه تل رفعت أو مناطق شرق الفرات.
وكان موقع «المونيتور» الأميركي، أفاد بأن النظام التركي أوعز إلى متزعمي ميليشيات «الجيش الوطني» الموالية له بتجهيز مسلحيها وعتادهم تمهيداً لشن عدوان جديد في شمال سورية، ونقل الموقع عن متزعم ميداني في الميليشيات، رفض ذكر اسمه، أن النظام التركي أرسل تعليمات للميليشيات بزيادة الاستعداد العسكري وتجهيز الآليات الحربية لخوض ما أسماه المعركة المرتقبة.
وأضاف: إن القيادة العسكرية للنظام التركي لم تحدد بعد موعد العدوان، لكنها طلبت من المعنيين في «الجيش الوطني» الحضور إلى أنقرة لمناقشة العملية.
وذكر المتزعم، أن الهدف من المرجح أن يكون هو تل رفعت، إلا أن وجود قوات الجيش العربي السوري والقوات الروسية فيها قد يشير لوجود ميدان آخر وهو مدينة عين العرب بريف حلب.