اكتفى البيت الأبيض، بالإعلان عن أن الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان ناقشا أمس في روما، «العملية السياسية» في سورية، من دون الكشف عن مزيد من التفاصيل حول ما دار بين الجانبين حول الملف السوري، وتحديداً الحشود التركية العسكرية في شمال سورية لشن عدوان جديد على شمال سورية.
وذكر البيت الأبيض في بيان رسمي نقله موقع «الميادين نت»، أن بايدن وأردوغان، عقدا اجتماعاً على هامش قمة العشرين في روما، وناقشا خلاله العملية السياسية في سورية، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى الأفغان المحتاجين، والانتخابات في ليبيا، والوضع في شرق البحر المتوسط، والجهود الدبلوماسية في جنوب القوقاز.
وذكر البيان، أن بايدن أعرب لأردوغان عن مخاوف بشأن امتلاك أنقرة منظومة صواريخ «إس 400» الروسية.
وأكد بايدن لأردوغان «رغبته في الحفاظ على علاقات بنّاءة وتوسيع مجالات التعاون، وإدارة الخلافات بين البلدين بشكل فعال»، معرباً عن تقديره لمساهمات تركيا لما يقرب من عقدين من الزمن في مهمة حلف شمال الأطلسي «الناتو» في أفغانستان، وفق ما جاء في البيان.
وأعاد بايدن التأكيد في اجتماعه مع أردوغان على شراكتهما الدفاعية وأهمية تركيا كحليف في «الناتو»، مشدداً على «أهمية المؤسسات الديمقراطية القوية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون من أجل السلام والازدهار».
وعقد بايدن وأردوغان اجتماعهما هذا في ظل طلب النظام التركي شراء طائرات أميركية مقاتلة من طراز «إف 16» والتوتر بين البلدين بشأن حقوق الإنسان.
ووفقاً لـ«الميادين» فإن بايدن وأردوغان وقفا أمام المصورين لالتقاط صور لهما قبل محادثاتهما، وسئل الرئيس الأميركي عما إذا كان يعتزم بيع طائرات «إف 16» لتركيا، فقال إنه وأردوغان «يخططان لإجراء محادثات مجدية».
وتم عقد اللقاء بصورة مغلقة، وحضره وزير خارجية النظام التركي مولود جاويش أوغلو.
وأول من أمس، نقلت وكالة «رويترز»، عن مسؤول أميركي قوله: إن بايدن «سيحذر أردوغان، خلال اجتماع يعقد الأحد في روما، من أن أي إجراءات متهورة لن تفيد العلاقات الأميركية- التركية، وأنه يجب تجنب الأزمات» وذلك بعدما هدد أردوغان بطرد السفير الأميركي لدى أنقرة وغيره من المبعوثين الأجانب لمطالبتهم بإطلاق سراح رجل الأعمال التركي عثمان كافالا.
وتتصدر حالياً تهديدات النظام التركي بشن عدوان جديد في شمال سورية والتحليلات حول الموقف الأميركي من هذه العمليّة في حال حدوثها، وسط استعدادات للجيش العربي السوري والقوات الروسية الصديقة لصد هذا العدوان، علماً أن ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية المدعومة من الاحتلال الأميركي تنتشر في مناطق واسعة في شمال شرق سورية.
ورأى الكاتب والباحث السياسي التركي فراس رضوان أوغلو في تصريح نقلته مواقع إلكترونية معارضة أمس، أن العدوان الذي يهدد بشنه نظام أردوغان بحجة محاربة الميليشيات الكردية التي تعتبرها أنقرة منظمات إرهابية، هو أصعب عمليّة عسكريّة للنظام التركي ومختلفة عن سابقاتها، وذلك من الناحية السياسيّة، لأن هذا العدوان لا يمكن له أن يبدأ من دون موافقة الولايات المتحدة، والتي يبدو أنها لن تقبل به وفق الظروف الراهنة.
وعبر أوغلو عن اعتقاده بأن النظام التركي ليس لديه مشكلة بدخول قوّات الجيش العربي السوري والقوات الروسية إلى تلك المناطق كبديل عن ميليشيات «قسد»، وبالتالي التراجع عن شن العدوان، لكنه اعتبر في الوقت ذاته، أن «هذا كله لا يمكن أن يحدث من دون موافقة أميركيّة».