سابقة تاريخية في نادي الاتحاد … الراشد مدرباً لفريق الرجال ومشرفاً على فريق الشباب
| حلب – فارس نجيب آغا
على غير المتوقع سمت إدارة نادي الاتحاد معن الراشد مدرباً لفريقها الأول بكرة القدم بعد قبول استقالة أنس صابوني على عكس جميع التوقعات، لكن مجريات الأحداث والتقلبات التي حدثت خلال الـ24 ساعة الماضية ومن قرأ بين السطور وما تحدث به أهل البيت من مقربين ومطلعين كشف عمق الخلاف الداخلي في المجلس الاتحادي وهيمنة عضو مجلس الإدارة رئيس مكتب الإعلام الذي يعتبر صلة الوصل مع الشركة الداعمة على القرار برفقة زميله رئيس مكتب المنشآت، وتمرير كل مقرراتهما في سيناريو بات مكشوفاً لجميع الجماهير، فهم من لعبوا دوراً مهماً في تحييد الكابتن جمعة الراشد عن ملف كرة القدم والتعاقدات بعد الاتفاق مع المدرب الصابوني، علماً أنهم لا يملكون أي خبرة عمل في هذا المجال، لكنه حكم القوي على الضعيف في ظل غياب رئيس النادي عن المشهد واقتصار دوره على التوقيع فقط.
هيمنة وابتعاد
بعد اجتماع يوم السبت الماضي ومناقشة واقع الفريق وقبول استقالة الصابوني تم إسناد مهمة البحث عن مدرب جديد للكابتن جمعة الراشد بعد اعتذار الكابتن ياسر لبابيدي عن مهمته مديراً للفريق، على اعتبار أن الراشد هو الوحيد في المجلس ابن اللعبة وصاحب صولات وجولات في الملاعب كخبرة كروية لها وزنها ولا يمكن لأحد نكران ذلك، وابتعاده عن فريق الرجال مع بداية الموسم سببه الاختلاف في وجهات النظر مع المدرب حول اللاعب الذي سيتم التوقيع معه، ونتيجة وقوف عضوي مجلس الإدارة المشار إليهما سابقاً وبعد حالة من التهييج الجماهيري على منصات الفيسبوك فضل الراشد الابتعاد طوعياً نتيجة ما لقيه من معاملة لم تكن جيدة ولا تليق بتاريخه وفرض من لا علاقة لهم باللعبة رأيهم وتمرير قراراتهم عنوة.
سيناريو مسبق
بعد تكليف الراشد للتعاقد مع مدرب جديد ومع خروج الجميع من الاجتماع مرر أحد الأعضاء رسالة مفادها (لماذا لا نعين معن الراشد مدرباً) ومضت الساعات من دون تحرك الأب الراشد، حيث ينتظر ما سيحدث ليعقد معن الراشد وعضو الإدارة مسؤول مكتب الإعلام رصين مارتيني برفقة مسؤول مكتب المنشآت محمود عنبر اجتماعاً ثلاثياً من دون علم رئيس النادي الذي حاول الاتصال معهم لعدة مرات لمعرفة ما سيحدث لكن لم يجب أحد على هاتفه في سيناريو تم إعداده بشكل مسبق وتم التنسيق به للخروج بقرار نهائي قبل اجتماع مجلس الإدارة الذي كان دوره المصادقة على القرار فقط.
خلافات ومنطق
إدارة النادي خرجت عبر صفحتها الرسمية لتؤكد خبر تعيين معن الراشد مدرباً لفريق الرجال بالإجماع وتلك الكلمة دليل على عمق الخلافات، لكن رئيس مكتب الإعلام صاحب اليد الطولى والمهيمن والمتحكم بمعظم القرارات فضل عدم نشر الغسيل خارج حدود مجلس الإدارة أملاً منه في تطويق الخلاف رغم إعلان استقالته منذ فترة والعودة عنها من دون تدخل أحد. المدرب وبحسب مصدر مطلع أكد لـ«الوطن» أن أول طلباته كان تعيين كادره الفني مع فريق الرجال والحفاظ عليه أيضاً ليقود فريق الشباب في سابقة تعتبر تاريخية بقيادة فريقين في أن معاً وهو حدث لا يخضع للمنطق ولا يمكن حدوث وفاق بأن يتم العمل مع جهتين وكأن نادي الاتحاد خلا من كوادره ولم يعد لديه أحد يستطيع تولي المهمة سوى مدرب واحد فقط.
انقسام جماهيري
مصدر مطلع كشف لـ«الوطن» أيضاً عن رفض الكابتن جمعة الراشد العمل بهذه الطريقة ولن يكون له أي دور مستقبلاً بما يخص فريق الرجال وسيبقى مشرفاً على فريق الشباب والفئات العمرية مفضلاً عدم تحمل أي مسؤولية في الوقت الراهن، وخاصةً أن الأمور تبدو معقدة جداً والخلافات والمخلفات داخل فريق الرجال عميقة وتحتاج إلى جهاز فني قوي له شخصيته ويمتلك خبرة الدوري السوري وقادر على تبديل الصورة وتغيير المشهد الحالي لفريق يتلقى الصفعات من معظم الأندية وبات مهدداً في دخول دائرة الهبوط نتيجة عدم وجود فارق نقطي كبير بينه وبين فرق المؤخرة، معن الراشد حتى هذه الساعات بات مدرباً لفريق الرجال ومشرفاً على فريق الشباب وهو حدث تاريخي لم يشهده نادي الاتحاد مع انقسام جماهيري بين مؤيد لمنح الراشد فرصته ومعارض لأن دوري الشباب يختلف جذرياً عن دوري الرجال ولاسيما أن هناك عملاً كبيراً يحتاج إلى ربان ماهر لتصحيح مسار كرة الاتحاد المتهالكة.