قالت صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية إن العقوبات الأميركية الجديدة على صناعة الدفاع الروسية لن يكون لها تأثير كبير نظراً لأن قطاع الدفاع الروسي مستقل ومكتف ذاتياً.
ونقلت وكالة «سانا» عن الصحيفة توضيح محللين لها أن العقوبات التي أعلنتها الولايات المتحدة في محاولة منها لتكبيد شركات تطوير وإنتاج الأسلحة الروسية خسائر كبيرة وضرب الجيش الروسي ليست مؤثرة بالقدر الذي تعتقده الولايات المتحدة لأن قطاع الدفاع الروسي مستقل ولا يعتمد على التقنيات الغربية، لافتين إلى أنه يمكن أن يكون نشر المعدات الروسية في القتال الحقيقي بمنزلة دعاية عالية الجودة تجذب طلباً أعلى على هذه المعدات.
وحسب الصحيفة بيّن الخبير العسكري الصيني سونغ تشونغ بينغ أن هذه العقوبات لن توجه ضربة مدمرة لروسيا، موضحاً أن الأسلحة والمعدات الروسية معروفة بتطورها المستقل ومعظمها لا يستخدم التقنيات الغربية، أما إذا زادت العقوبات من تكلفة الأسلحة والمعدات فسيكون ذلك نتيجة التضخم، مشيراً إلى أن روسيا ستكون قادرة أيضاً على التغلب على العقوبات المالية التي تواجهها.
وأشار بينغ إلى أنه يمكن أن تصبح الأسلحة الروسية أكثر شعبية في السوق الدولية لأنه يتم اختبارها في القتال، منوهاً إلى أن القتال هو الطريقة الوحيدة والأفضل لإثبات أداء الأسلحة وأن نشر الأسلحة في القتال لن يترك روسيا تفقد سوقها الدولية للأسلحة بل ستكسب المزيد.
ولفت محلل في الشؤون الروسية إلى أن تجارة الطاقة شكلت نحو 50 بالمئة من التجارة الخارجية لروسيا، وشكلت الصادرات من الأسلحة 40 بالمئة من إيراداتها المالية، والمنتجات الزراعية نحو 10 بالمئة.
بدوره بيّن خبير عسكري مقيم في بكين للصحيفة أنه حتى قبل الأزمة الأوكرانية كانت الولايات المتحدة تحاول ضرب صادرات الأسلحة الروسية من خلال معاقبة المشترين، قائلاً: بينما نجح ذلك إلى حد ما إلا أنه لم يمنع ارتفاع الطلب على الأسلحة الروسية.
وفيما يتعلق بفرض عقوبات على الهند قال الخبير العسكري: إن الولايات المتحدة تدرس إمكانية ذلك لكنها ستجد صعوبة في اتخاذ القرار لأنها ما زالت تأمل بالاعتماد على الهند للعمل كثقل موازن للصين، مرجحاً أن الهند لن تتخلى عن علاقاتها العسكرية الوثيقة تاريخياً مع روسيا، وإذا فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليها فإن الإستراتيجية الأميركية في المحيطين الهندي والهادئ ستتلقى ضربة.
وكانت الدول الغربية قد فرضت حزماً من العقوبات غير المسبوقة على روسيا بعد إعلان الرئيس فلاديمير بوتين في 24 شباط الماضي بدء عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا لحماية السكان في منطقة دونباس الذين يتعرضون للاضطهاد والإبادة الجماعية على يد النظام في كييف على مدار ثماني سنوات.