بغية إحراز تقدم جديد في ملف المصالحة بين البلدين … توقعات باستعراض خطوات التقارب السوري – التركي بين بوتين وأردوغان اليوم في سمرقند
| حلب - خالد زنكلو
توقعت مصادر مقربة من الحكومة التركية، أن يتطرق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائه رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة سمرقند العاصمة التاريخية لأوزبكستان المقرر التئامها اليوم وغداً، لملف التقارب السوري – التركي، استكمالاً للمشاورات و«التفاهمات» التي توصلا إليها بخصوص ذلك في مدينة «سوتشي» الروسية في ٥ تموز الماضي.
وقالت المصادر لـ«الوطن»: إنه من الطبيعي أن يتركز قسم كبير من مباحثات بوتين- أردوغان حول المواضيع الاقتصادية، لكون قمة شنغهاي مخصصة للتعاون الاقتصادي بين أعضائها، إلا أنه سيجري التشاور في العديد من المسائل الإقليمية ذات الاهتمام المشترك خلال اللقاء، وفي مقدمتها ملف المصالحة بين دمشق وأنقرة، إذ تعكف موسكو «منذ فترة على التحضير للقاء الرئيسين»، حسب تصريحات المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، والتي أكد عليها مستشار السياسة الخارجية في الكرملين يوري أوشاكوف أول من أمس خلال حديثه عن أجندة القمة بين الرئيسين.
المصادر رجحت أن يحض بوتين أردوغان خلال لقائهما على استمرار نهج التقارب مع القيادة السورية، وأن تبذل موسكو في المرحلة القريبة المقبلة «جهوداً استثنائية» لإحراز المزيد من التقدم في استدارة أنقرة نحو دمشق، بعد أن نجحت أخيراً في تقريب بعض وجهات النظر خلال المفاوضات الأمنية بين جهازي أمن البلدين، حيث تحدثت تسريبات عن حدوث تطورات «مهمة» خلال المفاوضات الأمنية، لم يكشف عن مضمونها.
وأشارت إلى أن الرئيس بوتين مهتم شخصياً في تحقيق «اختراقات» في هذا الملف الحيوي، ويشاطره التوجه أردوغان مع بعض «التحفظات» التي يمكن تذليلها عبر استمرار وتكثيف اللقاءات الأمنية القادرة على تذليل العقبات التي تحول من دون ارتقاء التعاون بين البلدين إلى المجال السياسي، وفي أقرب وقت ممكن، لما فيه مصلحة مشتركة لهما، بات نظام أردوغان «مقتنعاً» بها بعد أكثر من ١٠ سنوات من غوصه في مستنقع الحرب السورية التي استنزفت اقتصاده وغدت تداعياتها السلبية سبباً رئيساً في إمكانية خسارته الانتخابات التشريعية والرئاسية في حزيران ٢٠٢٣.
يذكر أن «شنغهاي للتعاون»، هي منظمة دولية أسست في ٢٠٠١، وتضم حالياً ٩ دول هي: أوزبكستان وباكستان والهند وروسيا والصين وطاجيكستان وقرغيزستان وكازاخستان، أما تركيا فلا تزال «شريك في الحوار» ضمن المنظمة قبل تطلعها للانضمام إليها، نظراً لأهميتها في الاقتصاد العالمي، بعدما حقق إجمالي الناتج المحلي للدول الأعضاء فيها نحو ربع مؤشر العالم، وهو أهم محفز لاستمرار تقارب أنقرة من موسكو على حساب واشنطن التي تفصلها عن العاصمة التركية مسافات واسعة بسبب ملفات خلافية عديدة، على رأسها دعمها لليونان وللجماعات الانفصالية الكردية العدوين اللدودين لنظام أردوغان.