وصلت «شكاوى» من جهات فلاحية في محافظة اللاذقية لما سموه «كارثة بحق مزارعي القمح»، وهي تسليم الحصادين والدرّاسين مازوتاً «أسود» بدل المازوت العادي وفق قولهم.
وقال رئيس اتحاد الفلاحين في اللاذقية أديب محفوض لـ«الوطن»، إنه وخلال اجتماع لجنة محروقات في المحافظة مطلع الأسبوع الجاري، علمنا بتوزيع المازوت الأسود «غير المكرر بطريقة جيدة وإنما بتكرير بدائي وربما مصدره المنطقة الشرقية، إلى حصّادي ودرّاسي القمح، علماً أن هذا النوع من المازوت غير صالح للآليات والمحركات ويتسبب في أعطال كبيرة لها تكلف صيانتها مبالغ طائلة.
وأشار محفوض إلى أنه وخلال اجتماع اللجنة بحضور محافظ اللاذقية ومدير فرع محروقات والجهات المعنية باللجنة، طالبَ بأن يتم استبدال المازوت الأسود بالمازوت العادي الذي يصلح للجرارات والآليات أسوة بقطاع النقل، مبيناً أن هذا النوع يكون شديد السواد قريباً إلى الشحمة ولو أعطي للحصادة بالمجان فلن يستلموه كما نقلَ عنهم.
وحذر رئيس اتحاد فلاحي اللاذقية من أن مزارع القمح سيتكبد تكاليف كبيرة جراء اضطراره لدفع مبالغ 3 أضعاف للحصاد والدرس، جراء رفض أصحاب الآليات استلام المازوت الأسود من الدولة واعتمادهم على المازوت الحر حرصاً على آلياتهم، والفرق بين الغالون المدعوم بسعر 14 ألف ليرة مقابل 100 ألف للحر وهذا ما سيتحمله الفلاح بشكل مباشر، قائلاً: بدلاً من أن نساعد الفلاح هذا العام مع هذا الموسم الجيد هل نخرب بيته من جهة تكاليف الحصاد؟!
وبيّن محفوض أن موسم القمح هذا الموسم جيد والإنتاج المتوقع بالمحافظة بين 10 -12 ألف طن بزيادة نحو 4 آلاف طن عن الموسم الفائت، على مساحات نحو 8400 هكتار، علماً أنه تم تحديد لكل دونم حصاد 2 ليتر مازوت بالساعة، و7 ليترات للدراسة، مشدداً على ضرورة تحويل المازوت الأسود للمداجن والحراقات والأفران وتخصيص المازوت الزراعي الصالح لحصاد القمح.
من جهته، أكد رئيس الجمعية الفلاحية في سيانو حمزة حسن لـ«الوطن»، أن موسم حصاد القمح أمام «جريمة بحق محركات الحصادة والدرّاسة»، والفلاح نحو مصيبة جديدة في حال لم يتم تسليم الحصّادة المازوت الصالح للآليات، وإلا فسيتكبد الفلاح دفع مبالغ كبيرة تصل حتى 70 ألف ليرة لكل ساعة دراسة بدلاً من 30 ألفاً!
وأوضح أن أصحاب الجرارات والحصادات والدراسات يشترون المازوت الزراعي الصالح بالسعر الحر وهذا ما يعني مضاعفة سعر ساعة الحصاد والدرس، إذ إن المازوت الأسود سيخرب الآليات ويضرب المحركات لهذا السبب يرفض أصحابها استلامه من الجهات المعنية بالمحافظة بالسعر المدعوم ويفضلون المازوت بالسعر الحر لحماية آلياتهم من العطب ودفع الملايين لصيانتها.
وقال: نحن كجمعيات نتابع عمل الفلاحين والحصاد لموسم القمح، ويجب على الجميع الالتزام بالتسعيرة المحددة رسمياً لساعة الحصاد والدرس، إلا أن رفضهم استلام المازوت الأسود يعني عدم الالتزام بالأسعار الرسمية وبالتالي تنعكس سلباً على الفلاح ومزارعي القمح بشكل عام.
واعتبر أن مزارع القمح الذي فرح هذا الموسم بإنتاج جيد، 300 كيلو قمح بكل دونم تقريباً على عكس الموسم الماضي الذي كان يتراوح الإنتاج فيه بين 75- 200 كيلو بكل دونم، جاءته مصيبة المازوت الأسود المضروب ليخسر بدل أن يربح، مطالباً بضرورة تسليم الحصادين والدراسين المازوت الزراعي العادي تجنباً لخسارة مزارعي القمح.
في المقابل، أكد مدير فرع محروقات في اللاذقية سنان بدور لـ«الوطن»، أن المازوت الذي تم تحديده للفلاحين «المازوت الزراعي» مطابق للمواصفات، مشيراً إلى أن المادة التي تسلمها محروقات للمحطات مادة مطابقة للمواصفات ولم ترد أي شكوى بخصوصها.
وأضاف بدور إنه بإمكان اتحاد الفلاحين التقدم بشكوى لمديرية التموين في حال ملاحظة أي خلل بالمادة، قائلاً إنه قد يكون هناك غش من المحطات التي تسلمهم المادة، ويحق لهم رفض استلامها.