تحذير أممي من اجتياح واسع.. وغريفيث: العمليات العسكرية في رفح قد تؤدي إلى مذبحة … «أونروا»: سنغلق مقارنا بغزة حال استمرار تعليق التمويل
| وكالات
حذر وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة، مارتن غريفيث، من أن اجتياحاً عسكرياً محتملاً من الاحتلال الإسرائيلي لرفح جنوب قطاع غزة قد يؤدي إلى مذبحة، على حين أكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» فيليب لازاريني، عدم وجود أي مكان آمن يمكن أن يلجأ إليه المدنيون الفلسطينيون.
وحسب موقع «اليوم السابع» المصري، حذر غريفيث، من أن العمليات العسكرية في رفح قد تؤدي إلى مذبحة، مشيراً إلى أن أكثر من نصف سكان غزة (ما يزيد على مليون شخص) مكتظون في رفح، وليس لديهم سوى القليل من الطعام والرعاية الطبية، ولا يوجد أمامهم مكان آمن يذهبون إليه.
وقال إن «الموجودين في رفح، مثل جميع سكان غزة، ضحايا اعتداء لا مثيل له في كثافته ووحشيته ونطاقه، وقد أدت الحرب إلى مقتل أكثر من 28 ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال في جميع أنحاء غزة»، وأضاف إن «العاملين في المجال الإنساني، ولأكثر من أربعة أشهر، واصلوا القيام بما هو شبه مستحيل لمساعدة المحتاجين، على الرغم من المخاطر التي يواجهونها هم أنفسهم والصدمات التي تعرضوا لها».
كما حذر غريفيث، من إطلاق النار على العاملين في المجال الإنساني واحتجازهم تحت تهديد السلاح ومهاجمتهم وقتلهم، مذكراً بتحذيره الذي كرره لأسابيع عن الحالة التي يرثى لها للاستجابة الإنسانية، ودق المسؤول الأممي ناقوس الخطر قائلاً: إن «العمليات العسكرية في رفح قد تؤدي إلى مذبحة في غزة، وقد تترك العملية الإنسانية الهشة بالفعل على أعتاب الموت».
ولفت مسؤول الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة إلى افتقار العاملين في مجال الإغاثة إلى ضمانات السلامة والإمدادات والقدرات لمواصلة هذه الجهود، مبيناً أن المجتمع الدولي حذر من العواقب الخطيرة لأي غزو بري في رفح، ومشدداً على أنه لا يمكن لحكومة إسرائيل أن تستمر في تجاهل هذه الدعوات.
في السياق، حذر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» فيليب لازاريني من عواقب شن العملية العسكرية الواسعة المحتملة في رفح، وأكد عدم وجود أي مكان آمن يمكن أن يلجأ إليه المدنيون، وقال: «الناس قلقون ويخافون من عملية عسكرية محتملة واسعة النطاق، إذا وقع الهجوم، فالسؤال هو: أين سيذهب المدنيون؟ لم يعد هناك أي مكان آمن على الإطلاق في رفح، والخوف هو أن عدد القتلى والجرحى قد يرتفع مرة أخرى بشكل كبير».
وشدد لازاريني على أنه من غير الممكن أن نتوقع أن ينتقل أكثر من مليون نازح يعيشون في أوضاع مكتظة للغاية في محافظة رفح مرة أخرى، مضيفاً «يُطلب منهم الانتقال، والسؤال هو إلى أين يتحركون»، مشيراً إلى أن كل قطعة أرض فارغة في رفح يشغلها مئات الآلاف من الأشخاص الذين يعيشون في ملاجئ بلاستيكية مؤقتة.
وأشار لازاريني إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة بدأ مراجعة بشأن الادعاءات الموجهة ضد الوكالة (أونروا) فيما يتعلق بعدة نقاط تشمل «استخدامها لوسائل التواصل الاجتماعي، والأنفاق، والانتماءات السياسية»، ومدى استباقيتها في الرد على هذه الادعاءات، وقال إن العملية ستستغرق على الأرجح شهرين، لكن يجب أن تكون مصحوبة بتحقيق، بما في ذلك في ادعاء الجيش الإسرائيلي بأن الفصائل الفلسطينية استخدمت نفقاً ومركز بيانات يقع على بعد 20 متراً تحت مقر «أونروا» في مدينة غزة.
بدوره، قال كاظم أبوخلف، المتحدث باسم «أونروا»، أمس: إن تعليق بعض الدول تمويلها عن الوكالة أشبه بـ«الضربة القاضية»، وإن المؤسسة الأممية ستضطر لإغلاق مقارها ووقف عملياتها في قطاع غزة اعتباراً من الشهر المقبل حال استمرار تعليق تمويل ودعم الوكالة، وأضاف في تصريحات لقناة «القاهرة الإخبارية» إن بعض الدول اتخذت قرار تعليق تمويل الوكالة من دون انتظار نتائج التحقيقات بشأن موظفي الوكالة.
وأكد أبو خلف أن 600 ألف من الطلاب الفلسطينيين في مدارس «أونروا»، ولفت إلى أن وقف عمليات الدعم سيؤثر عليهم حتماً، مشيراً إلى أنه لا توجد مؤسسة أخرى أو بديل عن الوكالة تستطيع تقديم خدماتها في قطاع غزة.
على صعيد متصل، أعربت منظمة «أطباء بلا حدود» عن قلقها بسبب الوضع في مجمع ناصر الطبي المحاصر من جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وقالت في منشور لها عبر حسابها بمنصة «إكس»: «قلقون للغاية إزاء الوضع في مستشفى ناصر في خان يونس جنوب قطاع غزة»، ودعت قوات الاحتلال إلى ضمان عدم تعرض جميع أفراد الطواقم الطبية والمرضى والنازحين للأذى.
وأشارت المنظمة إلى أن جيش الاحتلال أمر جميع النازحين في «مجمع ناصر»، وهو الأكبر في جنوب غزة، بإخلائه، وقال للكوادر الطبية والمرضى إنه يمكنهم البقاء بشرط إبقاء شخص واحد لكل مريض، وأكدت أن «الناس يخشون المغادرة من المستشفى لأنهم سمعوا تقارير عن إطلاق نار على الأشخاص الذين يغادرونه»، مضيفة: «ينبغي منح أولئك الذين يريدون المغادرة الحق في الخروج الآمن».
برنامج الأغذية العالمي، حذر، كذلك، وفق مركز إعلام الأمم المتحدة، من أن تصاعد العنف والاعتقالات والقيود على الحركة في الضفة الغربية يزيد الجوع بين الفلسطينيين، وقال إن مئات الآلاف منهم فقدوا تصاريح عملهم في إسرائيل ولا يستطيعون مغادرة الضفة، في حين أن النشاط التجاري داخل الأرض الفلسطينية المحتلة محدود، مما يعرض الاقتصاد والوضع الإنساني لخطر مزيد من التدهور.
ووفق مركز الإعلام، فإنه منذ بداية التصعيد الإسرائيلي الأخير في تشرين الأول الماضي، شهد الوضع في الضفة الغربية تدهوراً سياسياً واقتصادياً.. مشيراً إلى أن زيادة الوجود العسكري للاحتلال الإسرائيلي فرضت قيوداً أكبر على الحركة، إذ أشار «الأغذية العالمي» إلى الآثار الاقتصادية السلبية المخيفة التي خلفها الوضع الراهن.