اتهامات للميليشيات بالتمييز والعنصرية والتفرقة بين السوريين … «قسد» تبدأ ترحيل عشرات العائلات السورية من مناطق الشريط الحدودي في الحسكة!
| وكالات
رحلت ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية– قسد» عشرات العائلات السورية من مناطق الشريط الحدودي لمحافظة الحسكة مع تركيا، باتجاه المناطق الجنوبية للمدينة ودير الزور والرقة بذريعة عدم حصول أفرادها على ما تسميه «بطاقة وافد» أو لـ«أسباب أمنية»، وسط اتهامات للميليشيات بالتمييز والعنصرية والتفرقة بين السوريين لأنه لا يحق لأي جهة كانت منع السوريين من حرية التنقل داخل بلدهم.
ومنذ نحو أسبوعين تلقت مئات العائلات من قاطني مدن وبلدات محافظة الحسكة الواقعة على طول الشريط الحدودي مع تركيا (المالكية والقحطانية والجوادية ومعبدة والقامشلي وعامودا والدرباسية) إبلاغات من ميليشيات «الأسايش» التابعة لـ«قسد» بضرورة مغادرتهم هذه المنطقة والعودة إلى مناطقهم أو الاختيار بين مناطق الرقة أو دير الزور، على ما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة.
وحسب المواقع فإن العائلات المنذرة بالمغادرة تنحدر من مناطق سيطرة الحكومة ومناطق الرقة ودير الزور وريفيهما والمناطق الجنوبية في محافظة الحسكة مثل عريشة والشدادي ومركدة، ومعظمهم نزحوا خلال السنوات الأخيرة إلى مدن وبلدات وقرى المناطق الحدودية بالحسكة.
وقال أحد النازحين المنحدرين من ريف حلب ومقيم في القامشلي منذ عشر سنوات: إن «الأسايش» رحلت عائلته برفقة 10 عائلات أخرى إلى مدينة الرقة يوم الجمعة الفائت.
وأوضح أن قرار الترحيل شمل عائلات تنحدر من دمشق وحلب واللاذقية ومدن سورية أخرى وأنها خيّرت بين الترحيل إلى الرقة أو ريف دير الزور.
وأشار إلى أن قرار الترحيل يستند إلى دراسات أمنية غير واضحة وأن بعض المرحّلين عملوا في وقت سابق بمؤسسات ما يسمى «الإدارة الذاتية» الكردية التي تهيمن عليها «قسد» والتحقوا بالتجنيد الإلزامي الذي تفرضه «قسد» في مناطق سيطرتها.
ورحلت «قسد» أكثر من 30 عائلة من مدينتي عامودا والدرباسية خلال الأسبوع الفائت إلى مناطقها الأصلية في بلدة الشدادي وقرى تابعة لها، وفق المواقع.
وقال أحد المرحلين: إن «الأسايش رحّلت عشرات العائلات من العاملين في المزارع والأراضي الزراعية ومشروعات تربية المواشي والدواجن من مدينتي عامودا والدرباسية لأسباب غير معروفة».
وأشار إلى أن قرار الترحيل «شفهي» وطال عشرات العائلات عبر «الأشايس» وما يسمى رؤساء لجان الأحياء والقرى.
ووفق المواطن المنحدر من مدينة الشدادي فإن آلاف العائلات المنحدرة من مناطق ريف الحسكة الجنوبي وصولاً إلى مناطق دير الزور، تعمل في مدن وبلدات الشريط الحدودي لتوفر فرص العمل فيها على عكس مناطقهم.
«وستؤدي عملية الترحيل إلى تدهور الوضع المعيشي لهذه العائلات وخلق حالة من التمييز والعنصرية والتفرقة بين السوريين لأنه لا يحق لأي جهة كانت منع السوريين من حرية التنقل داخل بلدهم» وفق قوله.
وأواخر شباط الفائت أنهى ما يسمى المجلس التنفيذي في «الإدارة الذاتية» اجتماعه السنوي وكشف عن مجموعة من المخرجات والأهداف ومنها «استكمال» ما تسميه «قسد» عملية الإحصاء الشامل المتعدد الأغراض وإجراء «الانتخابات» خلال العام الحالي.
وأشار مصدر مقرب من «الإدارة الذاتية» إلى أن «عملية الترحيل تستهدف نحو 1000 عائلة في مرحلتها الأولى وسوف تستمر لتشمل مئات العائلات الأخرى في المنطقة وذلك بحسب سير عملية الدراسات الأمنية التي تعتمد بشكل رئيس على لجان الأحياء و«الأسايش» وجهاز الاستخبارات».
وفي العام 2020 بدأت «الإدارة الذاتية» بفرض «بطاقة الوافد» على السوريين المنحدرين من مناطق خارج سيطرة «قسد» ويقطنون في مناطق الأخير بمحافظات الرقة ودير الزور والحسكة، حتى الذين يسكنون في هذه المناطق منذ عشرات السنين.
وللحصول على «بطاقة الوافد» أو تجديدها، يتعين على الشخص تقديم عقد إيجار وصورة عن الهوية الوطنية وصور شخصية وملء استمارة أمنية ببياناته وأفراد عائلته وتقديمها للجنة الحي للبدء بالإجراءات، إضافة إلى وجوب توفير شاهدين أحدهما يكون الكفيل ويشترط أن يكون من المدينة نفسها ويخضع الشخص وكفيله لتحقيق أمني موسع قبل الحصول على الموافقة الأمنية ولاحقاً استخراج بطاقة وافد صالحة لستة أشهر فقط.