سيرافقنا هذا المصطلح خلال الفترة القادمة.. فقد بدأت حملة الترويج له في الأوساط الفكرية، وشيئاً فشيئاً سيصبح تعبيراً شعبياً متداولاً على نطاق واسع.
انتقال الأفكار يسير بشكل متناسق مع بعضها، كل مرحلة تؤدي إلى مرحلة أخرى.. من مصطلح موت الإنسان وتدجين الإنسان وبعدها الإنسان ما بعد الحداثة.. إلى صراع الحضارات.. ثم إلى نهاية التاريخ، واليوم إلى ما بعد الإنسان.
أبسط تعريف لهذا المفهوم هو زواج الإنسان مع الآلة.. أو إن أردت اتحاد الآلة بالإنسان.
المسألة تبدأ من الحديث عن ثقافة ما بعد الإنسان وتطوير الطبيعة البشرية وتفكيك عادات البشر، ومن ثم العمل على استخدام التكنولوجيا لإطالة الحياة وصولاً إلى «الخلود البشري» أي سيطرة الذكاء الاصطناعي إلى الدرجة التي يقول فيها منظرو فكرة «ما بعد الإنسان»: ينبغي للبشر أن يتقبلوا فكرة فنائهم في نهاية المطاف.
عندها -عند نهاية المطاف- يقول عتاة هذه النظرية ستكون حركة طوعية لانقراض الجنس البشري وحياة خالية من البشر.
هذا تلخيص مكثف جداً لنظرية ما بعد الإنسان.
الأمر لن يتم الآن وفوراً، بل يحتاج إلى بعض الوقت حسبما يقولون، لكن المرحلة الأولى بدأت الآن من خلال دمج التكنولوجيا بسلوك البشر وطغيان الآلة والتخفيف من الاعتماد على العنصر البشري وما فيه من مشاعر وأخلاقيات ومبادئ.
أبعد من ذلك.. يقولون في عام 2045 سيكون الأمر تم فعلاً، وهناك جمعية اسمها «2045».
الترويج لفكرة أن الإنسان مخلوق «حقير» يجب استبداله..
أحد المفكرين اسمه توني ديفنز يقول: «يكاد يكون من المستحيل التفكير بجريمة لم ترتكب إلا باسم الإنسانية».
هذه المرحلة في العالم صادمة بكثير من الأفكار التي تجاوزت «الطبيعة البشرية» وخرقت أهم حصون الإنسان العقلية.
لكن هل يمكن أن يتحول البشر إلى آلات أو روبوتات تسير ضمن برمجة معينة، بحيث يتم التحكم بالبشر عن بُعد مثلما شاهدنا ذلك في أفلام سينمائية كانت ضمن الخيال العلمي الذي كثيراً ما تحول إلى واقع.
راي كيرزويل أحد أكبر المنظرين لما بعد الإنسان والمسؤول في غوغول يقول: الكائن البشري لن يستطيع العيش من دون قدرات تكنولوجية، نريد أن يظهر بديل عن الإنسان هذا البديل هو كائن آخر.
هذا الرجل ورفاقه يتحدثون عن عصر الآلات الروحية.
ثم في السؤال الأهم، أين نحن من هذا العالم؟ وكيف يمكن إيجاد صيغ توفيقية بين ما نؤمن به وما نراه؟!
سيكون أمام رجال الدين أسئلة صعبة للإجابة عنها، إن لم يكن كل ما يقوله هؤلاء مجرد خيال مجنون!!
لن تكون حكمة ديكارت أنا أشك إذاً أنا موجود.. بل ستصبح أنا روبوت إذاً أنا موجود!!
أقوال:
– لا تقلق من تدابير البشر، فأقصى ما يستطيعون فعله معك تنفيذ إرادة الله.
– نحن البشر نعاني مشكلتين كبريين: الأولى أننا لا نعرف متى نبدأ والثانية أننا لا نعرف متى نتوقف.
– آخر ما وصلت إليه الفلسفة أنه لا قدرة للعقل حتى الآن على فهم أسرار العالم.
– امتلأ الفكر بترهات يخجل منها المرء إذا نزع عنها زينتها الكلامية.