«الإدارة الذاتية» تحدثت عن حالة واقعية وعلى جميع الأطراف أن تعي ما يحصل … أبو عبد اللـه لـ«الوطن»: ما زالت تغرد خارج التاريخ والجغرافيا
| منذر عيد
أكد الأستاذ في العلاقات الدولية بجامعة دمشق بسام أبو عبد اللـه أمس، أن ادعاء ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية التي تهيمن عليها ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» استعدادها للحوار ولقاء جميع الأطراف، وأن هناك حالة واقعية على الأرض السورية وعلى جميع الأطراف أن تعي ما يحصل في سورية، مقاربة فيها الكثير من النفاق، وأن «الإدارة» ما زالت تغرد خارج التاريخ والجغرافيا، مشدداً على أن الحوار يتطلب النزول إلى أرض الواقع وعدم الغرور والاستقواء بقوى إقليمية ترعاهم وهي الاحتلال الأميركي.
وأمس زعم ما يسمى الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في «الإدارة» حسين عثمان أن عام 2011 كان عام تحوّل تاريخي في سورية، وقال: «إن هذا العام شهد تحركاً جماهيرياً وشعبياً واسعاً من خلال جميع مكونات الشعب السوري التي نادت بالتغيير والعدالة والمساواة والحرية، نتيجة التهميش الذي كانت تعاني منه»، وفق ما نقلت وكالة «هاوار» الكردية.
وتابع: «إن هناك حالة واقعية على الأرض السورية وعلى جميع الأطراف أن تعي ما يحصل في سورية» مدعياً أن «الإدارة» مستعدة للحوار مع جميع الأطراف لإنهاء الأزمة السورية.
وفي ضوء ذلك قال أبو عبدلله في تصريح لـ«الوطن»: مقاربة «قسد» فيها من النفاق الكثير، والكثير من التجاوز للحقائق والوقائع التي نشأت خلال 14 عاماً من بدء العدوان على سورية، بمعنى أن ما يسمى «ثورة سورية» ليس لها رأس ولا أرجل ولا أيد، هي استخدمت فيها مطالب محقة لتحقيق أهداف جيوسياسية لقوى إقليمية، وعلى «مسؤولي الإدارة» أن يتذكروا بأن رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم قال: أنفقنا أكثر من مئة وسبعة وثلاثين مليار دولار إضافة إلى التسليح وإلى تدخل قوى الإقليم بما في ذلك ما يسمى الإدارة ذاتية».
وشدد أبو عبد اللـه على أن هناك دولة سورية موجودة وقائمة، وهي الحكومة الشرعية التي يجب التعاطي معها دولياً، و«قسد» قوة أمر واقع، أنشِئت في ظل احتلال أميركي، مشيراً إلى أنه عندما يتحدث أحد في «الإدارة» إنما يتحدث عن نفسه، عن طرف قوة أمر واقع وليس طرفاً شرعياً، مشدداً أن على الجانب الآخر أن يقرأ أيضاً التغيرات التي حصلت في ريف دير الزور الشرقي، ورفض وجود «قسد» ما يسمى إدارة ذاتية، في رفض شعبي لهذا الموضوع، وهذه عوامل عديدة يجب أن تؤخذ بالحسبان.
وقال أبو عبد الله: «النظر بواقعية الأمر، لا يعني أبداً الاعتراف بوجود ما يسمى إدارة ذاتية، وهذا النمط يحاكي نمط شمال العراق ويحاول إنشاء نمط الأقاليم والفدرلة وهو ما سيضعف وحدة سورية وسيادتها واستقلالها، والحوار يجب أن ينطلق من مبدأ ما يمثل هو، وما حجم قوته الشعبية، ثانياً تحدث عن حوار مع الأطراف، ولم أفهم ما معنى الأطراف، من الأطراف التي يقصدها؟ فالحكومة السورية موجودة وبإمكانه أن يتحدث ليس من خلال مبادرته فقط، لأن مبادرته في النهاية ستؤدي إلى فدرلة سورية، وما يطرحه من انتخابات ولجنة عليا للانتخابات وعقد اجتماع، هو مخالف للدستور، ومخالف أيضاً للإرادة الشعبية السورية، إن أراد هو أن يتحدث عن ذلك، فهناك رفض لهذا المنطق ولهذا الشكل من الإدارة، ولهذا ما يزال يغرد خارج التاريخ وخارج الجغرافيا وعليهم أن ينظروا بواقعية لما يجري».
وأكد أن الحوار يتطلب أن يكون هناك نزول إلى أرض الواقع عبر الحوار مع الحكومة السورية، والانطلاق من وحدة سورية، وهذا الأمر لا يحتاج إلى قوة مسلحة، إنما القوة المسلحة الوحيدة التي يجب أن تكون هي الجيش العربي السوري، أما أن تنشأ أجهزة أمنية واستخباراتية وقوى مدربة تدريباً سريعاً لتشكل بديلاً من وجود الجيش العربي السوري، القوة الشرعية الوحيدة على الأراضي السورية، فهذا أمر أيضاً مرفوض.
وتابع أبو عبد الله: «ما يسميه «الثورة السورية» أنها تمثل كل السوريين، هو تعميم يدل على جهل أو أنه نوع من المخاتلة والكذب المستمر منذ أكثر من 13عاماً، فالكتلة الوازنة من السوريين مع جيشها ورئيسها هزمت هذا المشروع، وبالتالي على كل القوى أن تعيد النظر في حواراتها وفي نظرتها للمنطق، وأي أمر واقعي يريد فرضه البعض عبر الاحتلال الأميركي، فهي قوى غير شرعية تستقوي بالاحتلال، وتناقض كل الشعارات التي تطلقها، ولهذا فالحوار دائماً يجب أن ينطلق من أرضية واقعية ومن منطلق وحدة سورية وليس من منطلق إنشاء أجسام غريبة داخل بنية الدولة السورية قائمة على فرض أمر واقع وعلى علاقات مع قوى أجنبية وخاصة الاحتلال الأميركي».