الضغوط الدولية تسابق رغبات تل أبيب في التصعيد … طهران: مواصلة العدو لمغامراته سيقابل برد فوري واسع النطاق
| الوطن
حالة من الترقب والاتصالات المكثفة شهدتها ساعات ما بعد الرد الإيراني على استهداف قنصليتها في دمشق، وسط ترقب وحذر دولي من خطوات تصعيدية قد تقودها تل أبيب لتوريط المنطقة بحرب واسعة، رفضتها كل التصريحات الأميركية والغربية، الأمر الذي فهمته إسرائيل وأدركه مسؤولوها الذين تحدثوا عن هجوم وشيك على إيران من دون اتخاذ موعد محدد له!
طهران وعلى لسان وزير خارجيتها أكدت أن هدفها من الرد على العدو هو تحذير الكيان الإسرائيلي لكي يفهم عواقب تجاوز الخطوط الحمر، وحذرت من أن مواصلة العدو لمغامراته سيقابل برد فوري واسع النطاق.
وفي بيان لها، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف شدّد في الاتصال الهاتفي مع نظيره الإيراني على أن «روسيا ستدافع بقوة عن الخطوة المشروعة لإيران في مجلس الأمن»، كما أكد لافروف، وفق بيان الخارجية، أن الرد الإيراني كان «مبنياً على الرد المسؤول ومقروناً بضبط النفس».
من جهته، أكد أمير عبد اللهيان أن «رد إيران سيكون أقوى وأشد في حال أقدم الكيان الصهيوني على عمل جديد ضدها»، وقال: إن «عمليات إيران كانت محدودة وهدفها ردعي، وهي عقوبة وتحذير للكيان الصهيوني».
في السياق، وفي اتصال هاتفي آخر مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك أمس، أكد عبد اللهيان أنه إذا أراد الكيان الإسرائيلي مواصلة مغامراته فسيكون هناك رد متبادل وفوري وواسع النطاق، قائلاً: هدف الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو تحذير الكيان الإسرائيلي لكي يفهم عواقب تجاوز الخطوط الحمر.
بدورها، دعت بيربوك إلى انتهاج الدبلوماسية والحوار «في هذا الوقت الخطر»، وأضافت: نحاول كل يوم إنهاء هذه الحرب وتمهيد الطريق لتحقيق السلام الدائم.
الرد الإيراني والذي كسر سطوة القوة لدى العدو، دفع بمؤسساته الأمنية إلى الإصرار على الخوض في عدوان جديد ضد إيران، وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، أن إسرائيل قررت أن يكون الرد على الهجوم الإيراني الأخير «واضحاً وحاسماً، لكن موعده سيظل سرياً».
من جهتها نقلت صحيفة «هآرتس» العبرية عن مصدر مطلع على مناقشات مجلس الحرب الإسرائيلي بأن الضغوط الدولية الشديدة على تل أبيب تؤثر بشكل كبير على اتخاذ القرار.
الضغوط الدولية لمنع توسيع الحرب قادتها واشنطن حيث أكد الرئيس الأميركي جو بايدن خلال استقباله رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، عزمه على تجنّب تمدّد النزاع في الشرق الأوسط إلى «أبعد مما هو عليه الآن»، على حين أكد وزير خارجيته أنتوني بلينكن أن بلاده لا تريد أن ترى أي تصعيد في الأعمال العدائية مع إيران.
وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون حث إسرائيل بدوره على التصرف بذكاء وعدم تصعيد الصراع من خلال شن غارة انتقامية على إيران، وفقاً لصحيفة «الغارديان» البريطانية، على حين أشارت تصريحاته إلى أن المملكة المتحدة لن تشارك في هجوم على إيران لكنها ستواصل الدفاع عن إسرائيل.