أجمل مخالفة في دمشق «بسطات الكتب» … المحافظة: يمكن استرجاع الكتب المصادرة.. ونجهز أماكن لائقة
| فادي بك الشريف
جدل كبير أحدثته صفحات التواصل الاجتماعي «الزرقاء» ما بين مؤيد لقرار إزالة بسطات الكتب من تحت جسر الرئيس لما تشكله من تشوه بصري وتعوق حركة المارة وأن هناك تمادياً في المخالفة، وما بين معارض لهذه الحملة التي وصفها البعض بأنها تقطع بأرزاق العديدين تحت مقولة «اتركوا الناس تعيش – وروحوا اضبطوا المخالفات الكبيرة».
وفي إضاءة على ما تم تداوله، قال البعض: إن كانت بسطات الكتب تحت جسر الرئيس مخالفة، فهي تكاد تكون من أجمل المخالفات، معتبرين أن هذه البسطات تنشر الثقافة وبأسعار مناسبة بعد ما حلّقت أسعار الكتب عالياً وصار يصعب على الطالب وغيره شراء كتاب يحتاجه، كما أن هذه البسطات منظر جمالي أكثر من بسطات الألبسة والأحذية وهي تكاد تكون تراثاً تميزت به دمشق، مضيفين: حافظوا على ما تبقى من علم.
كما قالت بعض الصفحات العلمية التخصصية بشكل تهكمي: الآن عادت دمشق بلد الحضارة والثقافة، فقد تمت إزالة كل بسطات الكتب، هذا المكان الذي كان يرفد أعضاء فريقنا بمئات الكتب والمبادرات، ولكن تم القضاء أخيراً على هذا المنظر غير الحضاري، مؤكدين أن هذه البسطات تركت أثراً كبيراً في نفوس الفقراء من المثقفين وأصحاب شغف القراءة والمطالعة.
وتحدث البعض عن أن هذا الإجراء أمر مؤسف، والمطلوب من الجهات الرقابية الالتفات إلى بسطات الأراكيل والدخان ومخالفات الأعمدة والتعدي على الكهرباء وأجهزة الإنارة، معتبرين أن هذه الكتب كانت مصدراً ومرجعاً للكثير من طلاب العلم ممن لا يمكنهم دخلهم «المهدود» من شراء الكتب بأسعار كبيرة.
(أبو مؤيد) أحد أصحاب بسطات الكتب أكد أنه لدى العديد من البسطات تراخيص سابقة وتمت مصادرة قسم من الكتب من دون وجه حق ومن دون إنذار سابق، وخلال ساعة واحدة فقط، وبذلك تم قطع أرزاق أكثر من عائلة في ظل الوضع المتردي أصلاً، ولولا الكتاب المستعمل لما وجدت قارئاً، مطالباً بضرورة إنصافهم والعدول عن هذا القرار.
في حين أكد عدد من الطلاب أن الكتاب الذي يبلغ سعره ٢٠٠ ألف يتم الحصول عليه هنا بـ25 ألف ليرة فقط، علماً أن بعض الكتب قديمة ومن النادر تأمينها إلا عن طريق هذه البسطات.
بالمقابل، كشفت محافظة دمشق العمل على تجهيز أماكن مناسبة تليق بالكتب وتحت إشرافها للحفاظ عليها وتنظيم عملها بما يؤمن استمرارها ويلبي حاجة مرتاديها بشكل نظامي.
وفي تصريح لـ«الوطن» أكدت مديرة دوائر الخدمات في المحافظة ريما جورية أن القرار اتخذ ولا عدول عنه على الإطلاق وهو من ضمن حملة المحافظة التي تقوم بها لإزالة كل الإشغالات غير النظامية بمحيط جامعة دمشق وتحت جسر الرئيس ومن بينها بسطات الكتب الموجودة في المكان نظراً لما تسببه هذه الإشغالات والبسطات من ازدحام ومضايقات لحركة مشاة المواطنين إضافة إلى تشويه المنظر العام.
وحسب جورية فإن المحافظة مستمرة بحملتها بناء على شكاوى عديدة وردت من مواطنين وأعضاء مجلس المحافظة ولجان الأحياء تطالب بإزالة هذه الإشغالات المخالفة من على الأرصفة والطرقات العامة المنتشرة بكثرة ومنها تحت جسر الرئيس، علماً أنه تم إعلام أصحابها وتنبيههم أكثر من مرة بضرورة إزالتها لكن دون استجابة.
وأضافت: تمت مصادرة جزء من الكتب ووضعها بالمستودعات والتحفظ عليها، وبإمكان أصحاب هذه الكتب الحصول عليها بعد كتابة تعهد بعدم العودة، وإلا تتخذ بحقهم الإجراءات القانونية اللازمة.