شؤون محلية

ألو… ألو… معك البرديخة…استجابة لما نشر في «الوطن»: تخديم قرية في اللاذقية «هاتفياً»

اللاذقية – عبير سمير محمود : 

ربما من المخجل في هذا الزمن المتطور من القرن الحادي والعشرين أن نكتب ونهلل لـ«إنجاز» بتركيب شبكة هواتف أرضية في قرية على الساحل السوري باللاذقية، في حين يتم الاستعداد لبناء أبراج دوّارة حسب أشعة الشمس على سواحل عربية! ولكن لا بد من الكتابة عن كل ما يتم إنجازه خدمياً لكل «ضيعة ضايعة» وتضيع عنها الخدمات، ذلك لتحفيز كل الجهات لتخديم القرى المنسيّة بما فيها البرديخة التي لا يؤرقها اليوم سوى أصوات بعض السيارات- المارة- التي تسير على طرقاتها وهي تهتزّ لتحدث ضجيجاً من كثرة الحفر التي تمر فوقها ما يؤدي لعطبها في منتصف الطريق وانتظار ركابها ساعات حتى يصل من يقلهم في ظل غياب وسائل النقل التي يطالب بها أهالي البرديخة منذ عشرات السنين ولكن دون جدوى ليقول العمّ مطيع متحدثاً باسم أهالي البرديخة لـ«الوطن»: بأي كوكب نحن نعيش فلا وسائل نقل ولا طرق معبّدة إلى متى سنبقى منسيين فبعد وصول الهاتف الأرضي لقريتنا «ولو متأخراً» إلا أنه وصل بعد أن كنا نستحي من القول للسائل عن رقم هاتفنا «والله ما عنا تليفون أرضي» كان أمراً معيباً بحق هذا التطور في كل العالم إلا في قريتنا التي حتى اليوم تغيب عنها «السرافيس» ورائحة الزفت التي لم تلوث هواءها يوماً لننعم بطرق تصلح ليسير البشر عليها بدلاً من شوارع ترابية ملأى بالحصى والحجارة المتكسرة التي تسبب سقوط العديد من المارة في الشتاء لأنها تكون متخفية بالطين فلا يراها وهذا حال بعض الموظفين والطلبة الذين يتأخرون عن عملهم بسبب بعد المسافة عن الطريق العام لركوب وسيلة نقل.
وهذا الإنجاز- أي تركيب الهواتف الأرضية- لم يكن في الحسبان أنه سيتم لولا طرحه على صفحات «الوطن» وتواصلها مع أهالي القرية ومتابعتها الموضوع بكل تفاصيله مع المعنيين كما يقول أهالي القرية شاكرين دور الصحيفة التي كانت السبب بتلبية أحد مطالبهم بعد وصول الكثير من المسؤولين الذين يأتون «كل سنة مرة» ولا بيعملوا شي بعد ما يديروا ظهورهم ويروحوا «كما ذكر البرديخيون»، والجدير بالذكر أنه بعد عرض مشاكل البرديخة على صفحات «الوطن» قبل 10 أشهر، تم حينها إرسال كتاب خطي من نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الإدارة المحلية المهندس عمر غلاونجي (مشكوراً لمتابعته وتوجيهه للعمل بما تتضمنه المادة الصحفية) وتوجيه الكتاب لمحافظ اللاذقية بتاريخ 22/9/2014 متضمناً المادة التي نشرتها «الوطن» بالعدد رقم 1958 في 18/9/2014 تحت عنوان: ضيعة ضايعة على أرض الواقع!! حيث جاء في الكتاب الذي حصلت «الوطن» على نسخة منه بأن يصار إلى معالجة الأمر باعتباره شكوى منشورة بالصحيفة واتخاذ الإجراءات والعمل من الجهات المعنية لتخديم القرية من النواحي كافة بما فيها (المياه- الكهرباء- الاتصالات- الخدمات الفنية والطرقية) لتباشر مديرية الاتصالات العمل على تخديم القرية بشبكة هاتف أرضية في ظل غياب تنفيذ الخدمات الأخرى من باقي المديريات، وفي لقاء خاص مع «الوطن» يوضح مدير الاتصالات في اللاذقية المهندس عادل جبيلي أن تمديد شبكة الهاتف لقرية البرديخة لم يستغرق العمل به سوى نحو 15 يوماً بعد التجريب والتوصيل وإنهاء الأعمال الفنية كافة، مبيناً: لم نكن لنتأخر بالعمل في تمديد الشبكة لولا نقص المواد بسبب الظروف التي يمر بها بلدنا، فالعمل الفعلي لتخديم البرديخة هاتفياً بدأ منذ أيلول في العام الفائت إلا أن عوامل الطبيعة كانت تعوق عمليات الحفر لزرع الأعمدة فتعود الحفارة بعد وصولها لمنتصف الطريق وعدم قدرتها على المتابعة بسبب الطين المتشكل نتيجة هطل الأمطار حينها، والمباشرة بالتنفيذ كانت مع بداية أيار من العام الحالي بعد وصول المواد كافة من أعمدة وكوابل ليصار إلى تركيب مركز هاتف للبرديخة يتبع لمركز قرية بدميون بدلاً من السامية وتم نقل الخطوط التي مدّها بعض الأهالي من السامية بتحويلها إلى مركز لقريتهم بشكل مباشر ليبدأ تركيب الخطوط الجديدة بعد تقديم الطلبات من المشتركين سابقاً بشكل تدريجي بمجموع خطوط يصل إلى 100 خط بين قديم وجديد إضافة لتقديم المديرية خدمة ADSL بمركز بدميون لمن يرغب بالاشتراك بها فهي متوافرة حالياً عند تركيب الخط للمشترك يستطيع التقديم على بوابة انترنت من الحزمة العريضة حسب التسلسل.
كما أشار جبيلي إلى أن تحويل الخطوط من مركز السامية إلى بدميون سمح بإمكانية تركيب خطوط جديدة للمشتركين في قرية المختارية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن