سورية

كيليتشدار أوغلو يدعو الجيش التركي إلى الإبتعاد عن أي استفزاز لسورية

وكالات : 

مع ارتفاع وتيرة تحذيرات المعارضة التركية من مخاطر أي تدخل عسكري تركي في سورية، ومناشدتها للجيش التركي التهرب من أي استفزاز ضد هذه الدولة، واصلت حكومة حزب العدالة والتنمية تصعيد التوتر على الحدود المشتركة، وتسريب الأكاذيب بشأن وجود علاقة بين «النظام وتنظيم داعش»، وآخرها وجود خطط لدى الحكومة السورية لتسليم شمال حلب لمسلحي التنظيم المتطرف!!
وخلال الأسبوع الماضي، جال رئيس هيئة القوات البرية هلوسي أكار برفقة عدد من الضباط الكبار على المناطق المطلة على الحدود السورية وتفقد الوحدات المرابطة هناك، وذلك بالترافق مع وصول مزيد من التعزيزات العسكرية التركية إلى تلك المناطق.
واستدعت قيادة القوات البرية التركية، كبار الضباط المكلفين بحماية الحدود التركية مع سورية إلى أنقرة، للمشاركة في اجتماع أمني بشأن سورية ينعقد الأسبوع المقبل. وحسب المعلومات الواردة من مصادر مقربة لهيئة الأركان التركية، وفقاً لموقع «ترك برس»، فإن المجتمعين سيتناولون كيفية اقتحام الأراضي السورية في حال تمّ إقرار ذلك، كما سيتمّ رسم خطة لإدخال 400 عربة ناقلة للجنود إلى الأراضي السورية وكيفية وقاية هذه العربات من المواد المتفجرة والألغام المزروعة من قِبل تنظيم داعش.
وتأتي هذه الخطوة بالتوازي مع استمرار النقاشات الدائرة حول عزم الجيش التركي التدخل العسكري في سورية بغرض إنشاء منطقة عازلة من أجل إبعاد خطر تنظيم داعش و«وحدات حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية.
في غضون ذلك، سربت الحكومة التركية عناصر «خارطة طريق» للتعامل مع أي سيناريو محتمل في المناطق الشمالية من سورية بعد أن وصلت موازين القوى بين الأطراف المتحاربة هناك إلى «وضع حرج».
ونشرت صحيفة «حرييت» التركية ملخص «خارطة الطريق»، والتي تحذر استناداً إلى «معلومات استخباراتية» من نية النظام «تسليم شمال مدينة حلب إلى تنظيم داعش»!!، الأمر الذي سيسفر عن «موجة جديدة من المهاجرين تقدر بنحو 4.5 ملايين لاجئ سوري»، مشيرةً إلى تخوف تركيا من «تداعيات الصدامات بين العرب والأكراد»، ولذلك ترفض أن يصل وحدات حماية الشعب إلى «منطقة غرب نهر الفرات»، بحسب ما نقل موقع «زمان عربي».
ووفقاً للخارطة فإن تركيا «تبعث رسائل بإمكانية التوافق مع الاتحاد الديمقراطي الكردي، في حال التزامه العقلانية. لكنها لا ترى تنظيم داعش لاعباً يمكن جعله مخاطباً في هذا الصدد»، وتشترط على الاتحاد الديمقراطي الكردي، ثلاثة أمور هي عودة أهالي مدنية تل أبيض إلى ديارهم، وإنزال علم التنظيم الكردي وتجنب إقامة إدارة محلية عرقية. وتدرس تركيا بحسب الخارطة، «تشكيل تحالف دولي وتنفيذ عملية مشتركة في سورية مع الحلفاء الدوليين، بدلاً عن التدخل فيها بمفردها، وأخيراً أن أنقرة «ترى إمكانية إطلاق المجتمع الدولي مبادرات جديدة بشأن المرحلة الانتقالية المخطط لها بعد رحيل الرئيس بشار الأسد.
في سياق متصل، كرر رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي كمال كيليتشدار أوغلو موقفه بأنه ليس هناك أي مبرر لأي تدخل عسكري ضد سورية مشدداً على أن أي تدخل ضد سورية سيخلق لتركيا المزيد من المشاكل الداخلية والخارجية.
وقال كيليتشدار أوغلو في حديث لمجموعة من الإعلاميين: إن «سورية ليست وحدها فهي تعني إيران وروسيا والأمم المتحدة وتوازنات إقليمية ودولية عديدة، وعلى الحكومة والجيش أن يضعا بعين الاعتبار كل هذه التوازنات قبل التفكير بأي عمل عسكري»، داعياً الجيش التركي إلى التهرب من أي استفزاز أو تدخل عسكري ضد سورية.
والأسبوع الماضي، ذكرت تقارير صحفية أن رئيس هيئة الأركان التركية الجنرال نجدت أوزال رفض مشاريع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو للتدخل العسكري في سورية.
بدوره أكد وزير الخارجية التركي الأسبق يشار ياكيش رفضه لسياسات أردوغان وحكومته ضد سورية، قائلاً: إنه «ليس من حق أنقرة، وبأي شكل كان التدخل في الشؤون الداخلية لسورية، أو شن عدوان عليها أياً كانت الحجج والمبررات».
وأشار ياكيش في حديث تلفزيوني إلى أن من سيقرر مصير سورية هو شعبها وحده فقط وعلى الجميع أن يتعاون مع دمشق لإنهاء الأزمة في سورية.
وعبر ياكيش وهو أول وزير خارجية في حكومة العدالة والتنمية عام 2002، عن قلقه من علاقة الحكومة التركية بالتنظيمات المسلحة في سورية، وقال: إن «هذه العلاقة قد تخلق لتركيا الكثير من المشاكل في العلاقات الدولية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن